طرحنا الأسبوع الماضي هنا قضية ثقافية زاد الحديث عنها في الفترة الاخيرة حول دور المثقف وقضية حضورمؤتمرات القمة الثقافية وإمكانية صياغة هذا كله عبر صيغة(المشترك الثقافي) الذي دعا له د. وجدي زيد منذ فترة مبكرة.. والآن نتواصل مع ردود الأفعال وشهادات أخري... تترقب الأوساط الثقافية العربية عقد أول قمة للثقافة العربية وهي القمة التي يضع عليها المثقفون العرب آمالا كبيرة لحل الكثير من المشكلات التي تواجه الثقافة العربية بشكل عام في العصر الحالي.. فكيف يري المثقفون هذه القمة في ظل الأزمات الحالية؟.. وما القرارات التي يتوقعون أن تصدرها؟.. وكيف تغيب فكرة'المشترك الثقافي عن هذا كله ؟ يقول محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب: تعددت الدعوات لعقد قمة ثقافية عربية من أكثر من جهة, كان من بينها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي طالب في مؤتمره الرابع والعشرين الذي عقد في ليبيا خلال شهر نوفمبر الماضي بضرورة عقد قمة ثقافية عربية تبحث الشأن الثقافي وتضع القرارات اللازمة لحماية الثقافة العربية مما تتعرض له الآن... وعن القرارات التي يتطلع إليها المثقفون من هذه القمة, أضاف سلماوي: هناك قرارات خاصة بمختلف جوانب الثقافة العربية, فإذا أخذنا الكتاب علي سبيل المثال فيجب أن يتم اعتبار الكتاب سلعة استراتيجية, وأن يتمتع بالتسهيلات الاقتصادية والمالية والضريبية التي تتمتع بها بعض الصناعات الأخري في الوطن العربي, فالكتاب لا يقل أهمية عن أي منتج اقتصادي آخر, بل يزيد عنه, ومثل هذا الدعم للكتاب سيخفض من سعره ويجعله في متناول القارئ, ومن ثم يحدث تأثيره المرجو, وهذا قرار لا يمكن أن يتخذه إلا أصحاب القرار. وأضاف: إن اتحاد الكتاب العرب سيبلور كل هذه القضايا في اجتماع سيعقد بالقاهرة في بداية شهر يونيو, وسيحضره مختلف رؤساء الاتحادات العربية بالإضافة لممثلي الجامعة العربية واتحاد الناشرين العرب, واتحاد الفنانين العرب لكي نبلور خلاله ورقة عمل نرفعها للجامعة العربية ولكل الجهات المعنية بهذا الموضوع والتي تحدد رؤيتنا للموضوعات التي ينبغي علي القمة أن تبحثها, وللقرارات التي ننتظر أن تصدرها هذه القمة. أما حلمي النمنم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب فيقول: عقد قمة ثقافية عربية يعني أن الشأن أصبح له أولوية كبري عند القادة العرب والجامعة العربية التي كانت منذ نشأتها تولي اهتماما خاصا بالثقافة, حيث أنشأت إدارة ثقافية أسسها أحمد أمين, ثم تولاها بعده د. طه حسين, وكان للجامعة نشاط ثقافي مهم, لكنه تراجع في العصور الأخيرة, وشئ جيد أن تستعيد هذا النشاط إلي حد عقد قمة ثقافية, وهذه القمة عليها مهام كبري يجب أن تنجزها, أولاها حرية انتقال وتبادل الكتب بين الأقطار العربية, وإعفاؤها من الجمارك, وإنهاء المشكلات التي تعوق تبادل الكتب بين الأقطار العربية, وأيضا عليها العمل علي زيادة الترابط الثقافي بين الدول العربية وأضاف النمنم: علي القمة الثقافية أيضا وضع الثقافة العربية أمام الثقافة الإنسانية, فهناك تيارات ثقافية عربية غير مبالية بالانفتاح علي الثقافة الإنسانية, بينما الأجدر بنا أن ننفتح لأن نبينا صلي الله عليه وسلم أرسل للناس كافة, وفي عصور الازدهار كانت الثقافة الإسلامية منفتحة علي الثقافات الأخري لأنها في الأصل ثقافة إنسانية, ولهذا فعلي القمة أن تعمل علي دفع الثقافة العربية وانفتاحها علي العالم من منطلق الكبرياء والإعزاز وليس التبعية, لأننا نمتلك ثقافة عالية نفخر بها وبتأثيرها علي العالم أجمع. يقول د. محسن خضر- الأديب والباحث القومي وأستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس: لا نراهن كثيرا علي نتائج هذا المؤتمر لأن ما يريده المثقفون لن يتسع له صدر هذه القمة بأجهزتها البيروقراطية والسلطوية, لأن سقف المطالب بالنسبة للمثقف العربي أعلي بكثير مما يسمح به, وبالتالي فإن العمل من خلال الجمعيات والاتحادات والروابط الثقافية يبدو أكثر فعالية وتأثيرا.. يريد المثقف العربي أن تفتح الحدود أمام الكتاب العربي وفتح الجامعات أمام تنقل والتحاق الطلاب والباحثين العرب بالجامعات والدراسات العليا; ويكفي سخرية أن الموافقة علي التحاق الطالب العربي بجامعات مصر تأتي عادة في نهاية العام.. يريد المثقف أن تكون هناك جامعة عربية قومية وأن تكون هناك فضائية ثقافية قومية وأن تكون هناك إذاعة ثقافية قومية وصحافة تتحدث بكل العرب وباسم مثقفيها.. فالوحدة العربية الفاعلة الرئيسية والمشترك الثقافي إليها.