طرق ضباط المباحث الباب، لم يستجب «خالد» لطرقاتهم، خوفا من قيامهم بالقبض على زوجته المحكوم عليها فى قضية إيصال أمانة، فتح شباك غرفة النوم، وساعد زوجته على الهرب، حيث إنه يقطن بالطابق الأرضى، بعد اطمئنانه على زوجته الهاربة، فتح الباب لضابط تنفيذ الأحكام الذى سأله عن زوجته، فأجابه خالد بأنها غادرت البيت قبل أيام، حذره الضابط من عواقب هروب زوجته، وطالبه بسرعة إخطارها بالأحكام الصادرة ضدها. طرق خالد أبواب الأقارب والأصدقاء ليستدين منهم 7 آلاف جنية، كانت زوجته قد اشترت بها بعض الأدوات الكهربائية من تاجر وحررت له إيصالات أمانة ثم لم تقم بسدادها، هرب النوم من عينيه لغياب زوجته عنه ومطاردة الشرطة لها، سرق عهدته من حصيلة بيعه منتجات الشركة التى يعمل بها، ألقى القبض عليه، وتم إحالته للنيابة.. اضطر لإعادة المبلغ المالى إلى الشركة لتسوية المحضر مقابل التنازل عن البلاغ المقدم ضده، وتم طرده من العمل نهائيا..أصبح عاطلا فى يوم وليلة، ولم يعد له دخل يمكن أن يصرف منه على ولديه الصغيرين. ذهب إلى صديقة الحميم جلس معه فى المطبعة التى يعمل بها..دارت الدنيا برأسه من أزمة الديون التى تهدد حياته..عرض عليه صديقه تزوير إيصالات الأمانة التى عليه، تردد قليلا ثم وافق. تسلم الأوراق من صديقه، حرر إقرارا من صاحب محل الأدوات الكهربائية وموثق بالشهر العقارى يفيد سداد زوجته الدين وتخالصها معه، قدم الإقرار إلى المحكمة..حصلت زوجته على البراءة فى أول إيصال أمانة تم تقديمه للمحكمة..وتوالت البراءات لصالح الزوجة..عادت إلى منزلها، استقرت الأمور بينها وبين مخبرى قسم الشرطة بعد اطلاعهم على البراءات..اكتشف صاحب محل الأدوات الصحية أن الزوجة حصلت على البراءة رغم أنه لم يتصالح معها..حرر بلاغا ضدها..شعر ضباط المباحث أن هناك سرا وراء براءة الزوجة. هرب خالد وزوجته من مسكنهما بمنطقة فيصل، وعاشا فى إمبابة بعيدا عن أعين ضباط المباحث.. عمل الزوج فى أحد محلات السوبر ماركت، وبدأ يتردد على صديقة المطبعجى..تعلم منه تزوير الأختام الحكومية بدءا من أختام الإدارة العامة للمرور.. تعامل مع العديد من سائقى الميكروباص المخالفين.. باع العديد من رخص القيادة المزورة، وتدفق المال إلى جيبه، وامتدت عمليات التزوير إلى أختام المحافظات، ومصلحة الجوازات والنقابات المهنية، وانتشرت الأوراق المزورة فى مدينة أكتوبر بصورة رهيبة إلى أن وقع مستند مزور ممهور بخاتم شعار الجمهورية فى يد المقدم أيمن االشرقاوى رئيس مباحث قسم ثان أكتوبر أكتوبر، الذى راح يتتبع المستند المزور..تبين من التحريات التى أشرف عليها اللواء احمد عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث أكتوبر أن خالد صلاح 42 سنة وشريكه «مدير مطبعة» وراء المحررات المزورة، وأنهما يتخذان من شقة فى أكتوبر مقرا لمزاولة نشاطهما، وكشفت تحريات العميد مصطفى زيد رئيس مباحث أكتوبر أن المتهم يحتفظ بعشرات الأختام والمستندات فى منزله، وأن زوجته تساعده فى ترويج الأوراق المزورة..تم إعداد عدة أكمنة للمتهم بإشراف العميد جمال عبد البارى مفتش مباحث أكتوبر . وألقى القبض على المتهم، وعثر بداخل منزله على 350 خاتما نحاسيا مزورا لوزارات ومحافظات ومصالح حكومية وسفارات عربية وأقسام شرطة وجميع المصالح الحكومية، و16 خاتما لوزارة التربية والتعليم وإداراتها المختلفة..سقط المزور فى أيدى المباحث وبحوزته الأختام والأوراق المزورة، واعترف أمام عمرو راسخ رئيس نيابة أكتوبر ثان أنه تعلم التزوير من صديقه المطبعجى، وأن الديون التى طاردت زوجته جعلته مزورا على مستوى عال من الدقة، وأنه باع أكثر من 10 آلاف مستند مزور على مدار 5 سنوات قضاها متنقلا بين العديد من المناطق السكنية. وأضاف المتهم فى التحقيقات أن الأموال التى جمعها أعمته عن الرزق الحلال، وأنه أعد قائمة طويلة لبيع المستندات المزورة، وكان يبيع رخصة القيادة المزورة ب500 جنيه، والتوكيل المزور ب300 جنيه، وشهادة الثانوية العامة ب 3 آلاف جنيه، والشهادة الجامعية ب 4 آلاف جنيه للكليات النظرية، أما شهادة كلية الطب فتباع ب 10 آلاف جنيه، حيث يوجد بعض الطلاب الراسبين فى السنوات الأخيرة، ولم تسمح ظروفهم بتكملة تعليمهم. وأكد أنه يقوم ببيع الشهادات الصحية بألف جنية للشهادة الواحدة، وشهادة الخبرة ب 500 جنيه، وأضاف قائلا: إنه كان يبيع الشهادات الجامعية للطلبة العرب بالدولار والريال السعودى، وأنهم يحصلون على الشهادة المزورة موثقة من وزارة الخارجية بأختام مزورة. وواصل المتهم اعترافاته أنه كان يتلقى اتصالات هاتفية من بعض الطلاب العرب فى دولهم ويقوم بتزوير الشهادات لهم بعد تلقى أسمائهم تليفونيا. وأضاف المتهم أن شريكه الهارب هو السبب فى تقليد كل هذه الأختام، لأنه تعلم منه التزوير، وأرشد المتهم عن معاونيه، فأمرت النيابة بحبسه، وتم تجديد له 45 يوما على ذمة التحقيق.