مطران دشنا يترأس قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان مدني يقف خلف الدولة والقوات المسلحة    عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم بعد ارتفاعه الأحد 5 مايو 2024    ضياء رشوان: نتنياهو لن يجرؤ على مهاجمة رفح الفلسطينية    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    بعد 28 عاما داخل الزمالك، ياسمين نوح تعلن اعتزالها بعد التتويج بلقب إفريقيا للكرة الطائرة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 5- 5- 2024 في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي وإنبي في الدوري المصري    عاجل.. تأكد رحيل ثلاثي الأهلي في نهاية الموسم    خبير لوائح: لا توجد حالة رياضية مشابهة لقضية الشحات والشيبي    «أمطار تضرب هذه المناطق».. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم (احذروا التقلبات الجوية)    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    "حب جديد هيدق بابك".. بشرى سارة لمواليد برج الجوزاء اليوم (توقعات الصعيد المهني والمادي)    جيانكارلو اسبوزيتو بطل Breaking Bad ينضم لعالم Marvel    شقيق ياسمين صبري يتعرض للإغماء في أمريكا    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على السنوار واجتياح رفح قريب جدا    البابا تواضروس الثاني يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    انخفاض جديد في أسعار الأجهزة الكهربائية وهذا سر ارتفاع سعر التكييفات (فيديو)    لغز روشتة الأطباء أبرزها، شعبة الأدوية تكشف أسباب نقص الأدوية رغم انتهاء أزمة الدولار    بسبب الاستحمام.. غرق طفل في مياه ترعة بالقليوبية    رئيس جامعة دمنهور يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية السيدة العذراء    احتدام المنافسة بانتخابات البرلمان الأوروبي.. الاشتراكيون في مواجهة تحالف المحافظين مع اليمين المتطرف    مدير أمن أسيوط يتفقد الخدمات الأمنية استعداداً لعيد القيامة وشم النسيم    مختار مختار: محمود متولي لاعب رائع وسيضيف للأهلي الكثير    بمشاركة مصطفى محمد.. نانت يتعادل مع بريست في الدوري الفرنسي    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    بسبب ماس كهربائي.. المعمل الجنائي يعاين حريق مخزن قطع غيار بالعجوزة    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    إصابة 10 أشخاص فى أسيوط إثر انقلاب سيارة "تمناية"    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    بمناسبة عيد القيامة.. رئيس قضايا الدولة يشارك في احتفال الكاتدرائية المرقسية    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    دعمتم مناقشة هذا الأمر | رمضان عبد المعز يوجه الشكر ل المتحدة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    تحذير من الأرصاد بشأن الطقس اليوم: عودة الأمطار وانخفاض مفاجئ فى درجات الحرارة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(تهديد بالطلاق) قتل المأذون
نشر في الشروق الجديد يوم 21 - 01 - 2011

لم يكن مأذون الخرقانية بالقناطر الخيرية يدرى أن دخوله عش الزوجية للمرة الثالثة، سوف يخرجه من الدنيا جثة هامدة بعد أن وجه له القاتل عشر ضربات بقطعة حديدية فوق رأسة ثم خنقه بإيشارب زوجته الجديدة.
كانت كل أحلام المأذون العزوة وزيادة عدد أبنائه الذكور بالزواج من مطلقات أنجبن من قبل ذكورا، رغم أن لديه 5 بنات وولدين من زوجته الأولى.. فتزوج مرة ثانية وأنجب بنتا.. وتزوج الثالثة، ولكنها حملت فى بنت فأصيب بصدمة شديدة خاصة أنها أوهمته خلال حملها بأنها حامل بولد بعد شهر من زواجهما.. وبعد أن اكتشف كذب زوجته أصر على الذهاب معها إلى الطبيب لمعرفة مدة الحمل.. فكانت نهايته المؤلمة، التى لم يتوقعها لحظة واحدة.
دق جرس المحمول، رد أدهم نجل مأذون قرية الخرقانية بالقناطر الخيرية على المكالمة التى كانت من تليفون والده ولكن المتحدث كان رجلا آخر جاءت كلماته باللهجة الصعيدية، وأخبره ببرود أنه قتل والده وتخلص منه إلى الأبد انتقاما منه لأنه قام بتزويج ابنته الهاربة من أسرتها منذ عام رغما عنه، وأنه قد يشعر بالراحة لأنه انتقم لشرفه، ثم طلب منه أن يذهب إلى شقة والده حتى يتأكد من مصرعه بنفسه، ثم أغلق المتصل الخط.. انهار أدهم الابن الأكبر لأشقائه الستة، ولكنه تمالك نفسه
وعاود الاتصال برقم والده ولكن كان التليفون مغلقا.. ظل يتابع الاتصال به ولكن دون جدوى. شعر بالخوف من تلك المكالمة الغريبة وأجرى اتصالا بأبناء خاله لبحث الأمر وكشف لغز المكالمة.
دقائق قليلة ووصل إلى منزله أبناء خاله وهم فى حالة ذهول.. أسرعوا جميعا إلى شقة والده حيث يسكن مع زوجته الجديدة لكشف حقيقة المكالمة المرعبة.. حاول أدهم أن يتماسك بعض الشىء، وهو يمنى نفسه بأن يكون الأمر مجرد مزحة سخيفة.. دقائق قليلة وكان أمام العقار الذى يقطن فيه والده مع زوجته الجديدة.. سأل أحد الشباب عن الطابق الذى يقطن فيه فأشار له احدهم إليه.. صعد وخلفه أبناء خاله.. وصل إلى الطابق الرابع وهى الشقة الأخيرة فى العقار وفوقها أعمدة خرسانية ومبانٍ غير مسقوفة.. دق قلبه عندما شاهد باب الشقة مغلقا بورقة صغيرة ارتعشت يده وتصبب عرقا.. تأكد من طريقة إغلاق الباب أن وراء المكالمة التليفونية جريمة فعلا.. ضرب الباب بقدمه اليمنى صرخ صرخة عالية بعد أن شاهد جثة والده غارقة فى الدماء.. انهار أدهم من الصدمة وضرب رأسه فى الحائط ولعن المجرمين الذين قتلوا والده بهذه الطريقة البشعة وانهار معه أبناء خاله من الصدمة حيث تبعثرت الدماء فى كل مكان فى الصالة.
دقائق قليلة وكان المقدم عبدالحميد بدر رئيس مباحث القناطر الخيرية فى مسرح الجريمة وفور دخوله سمع صوتا نسائيا خافتا يستغيث: «الحقونى.. الحقونى».. دخل الضابط غرفة النوم.. وجد سيدة فى العقد الثالث من عمرها قمحية اللون تجلس على كرسى بلاستيك أخضر اللون وموثوقة اليدين فى الكرسى بإيشارب ويوجد على فمها إيشارب آخر.
رفع الضابط الإيشارب وفك وثاقها.. فقالت إن اسمها جيهان محمد أحمد زوجة المجنى عليه، وإنه حضر إليها فى التاسعة مساء تقريبا يحمل فى يده أكياسا بها بعض طعام العشاء، وقالت إنهما كانا سيذهبان إلى الطبيب لمتابعة حملها حيث إنها فى الشهر الثامن، وأضافت أنها فور دخوله سمعت طرقا على الباب وعندما فتحت فوجئت بأربعة رجال يرتدون ملابس منتقبات وانهالوا بالضرب على زوجها إلى أن فارق الحياة، ثم قاموا بتوثيقها بالإيشاربات وسرقوا 3 آلاف جنيه ومصوغاتها الذهبية وجهاز محموله وفروا هاربين.
انتقل لمكان الجريمة اللواء فاروق لاشين مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية وبمناظرة الجثة تبين أن المجنى عليه أصيب فى رأسه ب10 ضربات متكررة بآلة حادة مدببة من الخلف والوجه كما عثر على آثار مادة طاردة للناموس على وجه المجنى عليه ودماء على ثوب الزوجة فأمر بإعداد تحريات حول الزوجة والمجنى عليه وسرعة كشف لغز الجريمة.
انتقل لمعاينة الجريمة رئيس نيابة القناطر الخيرية بإشراف المستشار محمد عبدالله المحامى العام لنيابات جنوب بنها وتبين أن مقتله لم يستغرق وقتا طويلا وبالكشف الطبى على الزوجة تبين أن بها جرحا قطعيا بطول كف يدها وجرحا آخر مستوى فى جبهتها بطول 6 سم وأن الجرح كان مخطوطا بطريقة منتظمة.
أغلق اللواء محمود يسرى، باب العقار وجلس فى شقة بالطابق الأرضى يستوجب جميع الجيران ويسألهم عن رؤيتهم لإحدى المنتقبات اللاتى دخلن العقار ومدى علاقتهم بالمجنى عليه ولم تسفر استجواباته عن معرفة أوصاف المجهولين الذين اقتحموا الشقة.
كشفت التحريات التى أجراها اللواء دكتور أشرف عبدالقادر رئيس مباحث القليوبية أن المجنى عليه مجدى محمود حسن مأذون الخرقانية رجل طيب وسمعته حسنة أيضا وأنه قد تزوج من ثلاث سيدات طلق إحداهن منذ 5 أشهر فقط وتوجد على ذمته الزوجة الأولى التى أنجبت له 5 بنات جميلات وجميعهن متفوقات فى دراساتهن وإحداهن تشغل منصبا قياديا فى شركة عالمية ولدى الزوجة الأولى منه ولدان الاول يعمل محاميا وحاصل على الماجستير فى القانون والآخر فى السنة النهائية فى كلية اللغات، كما أن الأسرة مترابطة وتعيش حالة هادئة ولا يعكر صفو حياتهم غير الزوجة الجديدة جيهان.
وتبين من التحريات أن المجنى عليه كان يمر بمشاكل مزمنة مع زوجته الثانية التى طلقها منذ خمس سنوات، ووصلت خلافاتهم إلى المحاكم بسبب امور النفقة للطفلة الصغيرة التى انجبها منها. أما الزوجة الثالثة التى كانت شاهدة على الجريمة فكانت قصة زواجهما تثير الشكوك حيث إنه ارتبط بها عاطفيا عندما ترددت عليه فى مكتبه لإنهاء طلاقها من زوجها السابق وعلم منها انها انجبت ولدين منه مما جعله يفكر فى الارتباط بها من أجل أن تنجب له الأولاد رغم اعتراض ابنائه لعدم التوافق الاجتماعى بينهما، ومع ذلك تزوجها واستأجر لها شقة فى القرية ودخل بها فى 15 يونيو 2010 وبدأ يتردد عليها بين الحين والآخر وكانت كل اقامته مع زوجته الأولى وبين بناته اللاتى يحبهن ويسعد بالجلوس معهن ولكنه فى الفترة الأخيرة كان يرفض لقاء زوجته الثالثة وكان يكتفى بإرسال بعض المواد الغذائية لها ولابنها مصطفى، 5 سنوات من زوجها السابق والذى يعيش معها.
دارت شكوك الدكتور أشرف عبدالقادر رئيس المباحث حول الابن الأكبر فى البداية لمصلحته فى الحصول على الميراث واعتراضه هو وشقيقاته على زواج والده للمرة الثالثة وصرف أمواله بطريقة غير صحيحة من وجهة نظرهم، بالإضافة لوجوده فى مسرح الجريمة بعد دقائق من ارتكابها.. ولكن سرعان ما تبددت الشكوك فور مشاهدة اللواء فاروق لاشين مدير امن القليوبية جروح الزوجة جيهان محمد حيث تبين انها كاذبة فى طريقة وصفها لقيام الجناة بخلع مصوغاتها الذهبية واصابتها بجرح قطعى طولى وليس عرضيا فى يدها وأن خط الجرح الذى أصيبت به فى جبهتها قد تم تنفيذه بدقة شديدة ولم يكن غائرا ومتناسبا مع روايتها بالإضافة إلى أن طريقة ربطها فى الكرسى كانت بدائية جدا ولم يكن فيها عنف ولم يقم الجناة بوضع غمامة على عينيها كما يحدث فى مثل جرائم التشكيلات العصابية.
أنكرت الزوجة التهمة وأصرت على روايتها التى اختلقتها وكان الشغل الشاغل لرجال المباحث هو اكتشاف شخصية شريكها فى الجريمة.
ومن خلال البحث اكتشف العميد محمد شرباس رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة أن المجنى عليه كان قد تلقى مكالمة تليفونية من الزوجة قبل وصوله إليها بساعة تقريبا وطلبت منه الحضور، فرد عليها بأنه سوف يحضر حالا وخرج من منزله بعد تناوله عشاءه مع ابنائه، فى حين أن الزوجة أنكرت تماما إجراء تلك المكالمة وتبين ايضا انها اجرت اتصالا هاتفيا من محمولها على رقم مغلق منذ ارتكاب الجريمة وكانت المفاجأة انها اصطحبت نجلها مصطفى الصغير الذى يعيش معها إلى منزل والدها فى روض الفرج قبل المغرب وأنكرت أن نجلها كان معها فى صباح يوم الجريمة وأكدت أنها أرسلته إلى جده منذ يومين.
أشارت أصابع الاتهام نحو الزوجة جيهان وأن مفتاح لغز الجريمة فى يدها وأنها على علاقة بمرتكبيها.
انتقل إلى منزل والد الزوجة بروض الفرج الرائدان أشرف علاء وحسام قرطام واصطحبا الطفل مصطفى نجل الزوجة إلى قسم الشرطة، وأمام اللواء محمود يسرى مدير الإدارة العامة لمباحث القليوبية قرر الطفل أن والدته استقبلت فى ذلك اليوم احمد رمضان وهو عاطل ويقطن فى الطابق الأرضى، وأنه جلس معها لأكثر من ساعتين ونزل بعدها ومعه بعض الاوراق التى حصل عليها من والدته. أوقف الضباط الابن الصغير أمام أمه وطلب منه إعادة كل ما قاله له أمامها مرة ثانية فانهارت الزوجة وسقطت على الأرض فاقدة الوعى بعدما التفت الأدلة حولها.
هدأ الضباط من روعها حتى تعترف بالحقيقة وعن شريكها الذى نفذ معها الجريمة.. توقفت المتهمة عن البكاء.. وبدأت تعترف بجريمتها. قالت: زوجى هددنى بالطلاق بعد إتمام الولادة لسبب ما فى نفسه ولرفضه انجاب البنات، ففكرت فى تأمين مستقبلى واتفقت مع جارى احمد رمضان لاستكتاب زوجى على إيصالات أمانة ضمانا لحقى بعد الطلاق منه وتم الاتفاق فيما بيننا على تسليمه 10 آلاف جنيه مقابل ذلك ولكنى فوجئت به يقتل زوجى حيث دخل عليه الشقة وضربه فوق رأسه بآلة حادة.
القى القبض على المتهم أحمد رمضان وبتفتيش شقته فى الطابق الارضى من العقار عثرت أجهزة الأمن على كرتونة بها ملابسه التى كان يرتديها أثناء ارتكابه الجريمة وعليها بقع الدماء وعلى 5 إيصالات أمانة كانت قد وقعتها الزوجة لصالح المتهم.
انهار المتهم واعترف بجريمته تفصيليا حيث اصطحبته النيابة إلى مكان ارتكابه الجريمة مع شريكته جيهان لتمثيل كيفية تنفيذها، وقال: نعم قتلت الرجل الطيب الذى ساعدنى كثيرا ووقف بجوارى ولولا العرض الذى قدمته زوجته ما كنت قتلته.
وأضاف المتهم بهدوء شديد: اتفقت مع الزوجة على قتل المأذون وقد رسمت لى سيناريو الجريمة منذ بدايته حتى نهايته وقد جلست معها أكثر من مرة للتخطيط للجريمة وكيفية الخروج منها برواية معقولة يمكن أن يصدقها رجال المباحث، مقابل 50 ألف جنيه وحصلت منها على 5 إيصالات أمانة كل واحد منها بعشرة آلاف جنيه على أن احصل منها على النقود بعد حصولها على الميراث، واتفقنا ايضا على الاتصال بنجل المجنى عليه حتى يحضر إلى مسرح الجريمة وابلاغ الشرطة للقبض عليه اثناء دخوله الشقة وقد قمت بتجهيز أداة الجريمة وهى عبارة عن قطعة حديدية مدببة لها يد خشبية لتمكنى من الضرب بقوة.
وقد حددت الزوجة لى موعد حضور زوجها حيث إنه لم يذهب اليها منذ فترة وكان هو على ميعاد معها للذهاب إلى الطبيب وقد اجرت معه اتصالا هاتفيا قبل الجريمة بنصف الساعة وقد كنت معها وقت الاتصال وارتديت «تريننج ازرق» ووضعت على وجهى شرابا اسود وتركت حذائى فى المنزل وارتديت شرابا اسود فى قدمى وآخر فى يدى وصعدت إلى الطابق الخامس غير المسقوف، وجلست أكثر من ساعة ادخن السجائر فى انتظار الضحية وفوجئت به يدخل الشقة ويحمل فى يده بعض الاكياس وبعد دقيقة واحدة نزلت إلى الطابق الرابع وطرقت الباب وفوجئت بها تفتح الباب فدفعتها إلى الداخل وأغلقت الباب وبدأت أضرب فى الضحية على رأسه فسقط على الارض وعندما استرد وعيه حاول الامساك بى فقمت برش طارد الناموس على وجهه حتى لا يتمكن من مقاومتى ولكنه دفعنى إلى الخلف وكاد يخرج من الشقة بعد أن صرخ بأعلى صوته وسب زوجته وتلفظ بألفاظ نابية ودفع زوجته هى الأخرى بقدميه، واثناء مقاومته لى سقطت من يدى علبة البيروسول فأمسكت بالقطعة الحديدية وظللت اضربه فوق رأسه عدة مرات وأثناء ذلك امسكت الزوجة علبة البيروسول ورشت زوجها على وجهه حتى سقط على الارض صارخا وهو يحثها بكلمات حزينة أن تنقذه من الموت ولكنها كانت تصرخ بقوة وهى تطلب منى أن اقتله، ففعلت حتى خارت قواه وسقط على وجهه.
وبعدها امسكت ايشاربا ووضعته على رقبته وخنقته للتأكد من وفاته، ثم جلست على الارض ادخن سيجارة، ثم اخذت جهازه المحمول وبعض النقود التى كانت معه ونزلت مسرعا إلى شقتى وخلعت ملابسى الغارقة فى الدماء ووضعتها فى كرتونة ودخلت الحمام واستحممت بماء ساخن وارتديت بدلة كاملة وجلست فى صالة شقتى واجريت اتصالا هاتفيا بنجل المجنى عليه وابلغته بمقتل والده، واغلقت المحمول الخاص بالمجنى عليه ووقفت أمام الباب الرئيسى للعقار، واستقبلت أدهم نجل المجنى عليه ووصفت له مكان الشقة، وبعد دقائق حضر رئيس النيابة ومعه الضباط وجلس اعضاء النيابة والضباط جميعا فى غرفة الصالون الخاصة بى وقاموا باستجواب جميع السكان وكنت خائفا من اكتشاف أمرى خاصة أن وكيل النيابة كان يستند على الكرتونة التى وضعت فيها ملابسى الملوثة بدماء الضحية، وقد صمدت الزوجة دون أن تعترف بالجريمة، ولكن فى اليوم التالى فوجئت بضابط المباحث يلقى القبض علىَّ ويتهمنى بالقتل.
أما جيهان محمد الزوجة المتهمة فانهارت أمام اعترافات شريكها واعترفت بجريمتها وقالت إننى تخلصت منه لأننى تأكدت أنه سيطلقنى وينهى علاقته بى عندما علم أننى حامل فى بنت وليس فى ولد كما قلت له فى بداية الحمل، وقد تغيرت معاملته معى منذ شهر تقريبا وأصر على الذهاب معى للطبيب لمعرفة نوع الجنين ومدة الحمل وكان على موعد معى بعدما حجز لى عند الطبيب وقد قررت قتله قبل أن يغضب من تقرير الطبيب بمواعيد الحمل، ولكى أحصل على ميراثى كاملا، خاصة أن اسرته كانت ترفض زواجه منى ولم يحضر إلى بيتى احد منهم وكانوا يطلبون منه تطليقى بأى طريقة.
أما زوجته الأولى فقالت: خسرت أبوعيالى الرجل الطيب الذى كان كل حياتى وحياة أولاده البنات قبل الأولاد وانا حزينة على نهايته بهذه الطريقة البشعة لأنه لا يستحق هذا الاجرام حيث إنه رجل طيب وعاطفى ويعطف دائما على النساء المطلقات وللأسف وقع فى شباك الزوجة الاخيرة والتى دمرت حياته وانهتها بجريمتها حيث إنه لم يكن يرتاح اليها ولذلك كان يقضى كل وقته مع ابنائه وفى بيته الاصلى، حيث اننى تركت البيت بعد زواجه منها ولكنه اصر على عودتى إلى بناتى وقرر العودة إلى أولاده وعندما علمت الزوجة المتهمة اشتعلت النار فى قلبها ودبرت الجريمة.
أما عن قيامها بقتله لأنه يرفض انجاب البنات فهذا كذب وافتراء على رجل يحب بناته الخمس ويقدم لهن كل امواله حيث إنه اشترى سيارة لنجلته خريجة كلية سياسة واقتصاد، وفى صباح يوم الجريمة سلم ابنته الصغرى الف جنيه لشراء نظارة شمسية لها ولم يكن يرفض لإحداهن طلبا ولا يمكن أن يكون سبب المشاكل بينه وبين المتهمة موضوع انجاب البنات.
أما أدهم نجل المجنى عليه فقال: أن المتهمة حاولت الزج بى فى جريمة القتل ولكن ارادة الله كانت فوق كل شىء، وقد استدعتنى تليفونيا عن طريق شريكها حتى أصل إلى مكان الجريمة أول واحد حتى اثور وأقع أمام جثة والدى وهو غارق فى دمائه، لتدعى كذبا أننى قتلته ولكن ضباط المباحث كانوا خلفى فور علمهم بالجريمة.
وأضاف: والدى كان على خلاف دائم مع المتهمة لأنها اخبرته بعد الزواج بشهر بأنها حامل فى ولد وهذا لم يحدث خاصة أنه لا يمكن تحديد نوع الجنين بعد شهر من الحمل وبدأت تغنى عليه وتستولى منه على المال من أجل الولد ولكنه علم بعد ذلك انها حامل فى شهرها الثامن فأصر على الذهاب معها للطبيب للتأكد من مدة الحمل وهذا كان سبب الخلاف بينهما، وليلة ارتكابها الجريمة كان هناك موعد بينهما للذهاب للطبيب، فقررت التخلص منه فى ذلك اليوم، وقد اتصلت به أكثر من مرة لتستعجله حتى يحضر اليها لتقتله هى وشريكها بعد التخطيط الجيد للجريمة، وأنهى الابن الحزين كلامه قائلا: لن أستطيع أن أنام إلا بعد أن يلتف حبل المشنقة حول رقبتها لأنها حرمتنى واخواتى من والدى الذى كان يمثل لنا كل شىء فى حياتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.