يشارك رواد أعمال من 59 دولة أغلبها دول عربية وإسلامية إلى جانب إسرائيل يومى 26 و27 من الشهر الحالى فى مؤتمر دعا إليه الرئيس الأمريكى خلال خطابه فى جامعة القاهرة إلى العالم الإسلامى العام الماضى. كان الرئيس أوباما قد وعد فى خطابه باستضافة قمة حول الأعمال التجارية الحرة «لتحديد كيفية تعميق العلاقات بين قادة الأعمال التجارية والمؤسسات وأصحاب المشاريع الاجتماعية فى الولاياتالمتحدة وفى المجتمعات الإسلامية فى جميع أنحاء العالم». ويهدف المؤتمر طبقا للموقع الرسمى للبيت الأبيض إلى «دعم رواد الأعمال والابتكار فى الدول ذات الغالبية الإسلامية، وبين الجاليات الإسلامية حول العالم». ويمثل الوفد المصرى غير الرسمى أكبر الوفود المشاركة بعدد وصل إلى 17 مشاركا الأسبوع الماضى، منهم رجال وسيدات أعمال مرموقين داخل مصر. وذكرت مصادر حكومية مصرية رفضت الإفصاح عن هويتها أن «وزارات مصرية حاولت أن ترشح بعض رجال الأعمال المقربين من بعض الوزراء، لكن طلباتهم قوبلت برفض أمريكى، ولم يتدخل فى اختيار المشاركين سوى الجهات الأمريكية». وفى حوار إلكترونى مع السيد «براديب رامومرثى» والسيدة «جينيفر أوريزار» وهما من كبار المسئولين عن التواصل العالمى داخل مجلس الأمن القومى الأمريكى بالبيت الأبيض، سألت السيد رامومرثى عما إذا كانت السفارات العربية والإسلامية فى واشنطن ستشارك فى فاعليات المؤتمر، رد قائلا: «نحن نشجع مثل هذه الأشياء، والكثير من السفارات على علم بهذا المؤتمر، ونحن نقترح ونشجعهم على استضافة فاعليات بمناسبة عقد المؤتمر». وعند سؤاله مرة أخرى وتحديدا عما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستقدم دعوات للسفراء العرب لحضور المؤتمر، رد المسئول الأمريكى قائلا: «نحن نريد أن نتأكد أن هذا المؤتمر هو لرواد الأعمال، وأن يبقى حدثا لرواد الأعمال». وعبر دبلوماسى عربى مرموق ل«الشروق» عن خيبة أمله فى عدم القدرة على المشاركة أو متابعة هذا المؤتمر المهم!. وردا عن سؤال حول تمثيل أقليات من داخل الدول الإسلامية، رد المسئول الأمريكى قائلا: «بالطبع، نحن لدينا مشاركون يمثلون عدة عقائد دينية». ومن الأمثلة الدالة على ذلك مشاركة رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس، وغيره من المسيحيين العرب. وعند سؤال المسئول الأمريكى عن السبب فى دعوة إسرائيل للمشاركة؟ رد قائلا «هناك عدد كبير من رواد الأعمال فى المناطق الفلسطينية، وبين عرب إسرائيل، كذلك أدركنا وجود أعداد كبيرة من رواد الأعمال فى إسرائيل، ومن الممكن أن يلعبوا دورا مهما فى دعم ريادة الأعمال فى المنطقة». من ناحيته قال رئيس معهد أسبن بواشنطن، والتر آيزاكسون، فى حديث لموقع وزارة الخارجية الأمريكية، «إنه من المهم أن تكون القمة أكثر من مجرد عملية علاقات عامة، مشيرا إلى أنه يتحتم «تحويل الأقوال إلى أفعال. فقد شكلت إدارة أوباما رؤية مقنعة لكيف يمكن لقمة رجال أعمال أن تتجاوز السياسة وتحملنا على العمل معا حول العالم بطريقة مثيرة جدا». ولدى معهد آسبن عدة مشاريع تهدف إلى تشجيع مشاريع الأعمال الحرة وروح المبادرة فى الشرق الأوسط. وقد لعب المعهد دورا أساسيا فى تنظيم صندوق الأموال المخاطرة للأعمال التجارية فى الشرق الأوسط، الذى يديره رجل الأعمال الإسرائيلى يادين كوفمان ورجل الأعمال الفلسطينى سعيد الناشف. وأكد آيزاكسون أنه «من خلال جعل الفلسطينيين والإسرائيليين يعملون معا من أجل تمويل المشاريع الجديدة، يكون بالإمكان تحقيق مزايا اقتصادية بالإضافة إلى المزايا السياسية». وأشار رامومرثى إلى أن أهداف المؤتمر تتمثل فى ثلاث نقاط أساسية هى: إلقاء الضوء على أهمية ريادة الأعمال، والابتكار، وذلك بالتركيز على أهم التحديات الاقتصادية والاجتماعية مثل خلق الوظائف، والتركيز على رواد الأعمال فى العالم الإسلامى، والدول التى توجد بها جاليات مسلمة كبيرة، وإبراز إنجازات الكثير من رواد الأعمال فى هذه المجتمعات وخلق تواصل بين رواد الأعمال فى مناطق ودول مختلفة لتبادل الآراء والخبرات. وعند سؤال المسئول الأمريكى عن كيفية اختيار المشاركين من حول العالم، رد قائلا: «طلبنا من بعض سفاراتنا بالخارج أن ترشح من تعتقد أنه لائق ومبتكر وصاعد من رواد الأعمال»، وأضاف قائلا: «أيضا كان من حق أى شخص أن يتقدم بطلب للمشاركة عن طريق الموقع الإلكترونى للمؤتمر وتلقينا ما يقرب من ألف طلب، وخفضنا العدد ليكون أكثر قليلا من مائتى مشارك». وشعار المؤتمر «بداية جديدة: قمة رئاسية حول مشاريع الأعمال التجارية الحرة»، وسيسلط المؤتمر الضوء على الدور الذى يضطلع به رجال الأعمال وأصحاب المشاريع التجارية الصغيرة داخل المجتمعات المحلية فى إيجاد فرص للعمل وتحسين المجتمعات. والنتائج المتوقعة من هذا الاجتماع هى إطلاق برامج جديدة، وإقامة شراكات وعلاقات وشبكات، وهو ما سيشجع على افتتاح شركات أعمال تجارية جديدة ومشاريع اجتماعية، كما ذكر موقع وزارة الخارجية الأمريكية. ومن المتوقع أن يشارك فى الاجتماع نحو 250 شخصا يمثلون 59 دولة، منهم 17 دولة غير مسلمة مثل البرازيل وبارجواى والنرويج وفنلندا وإسرائيل....والبقية من الدول ذات الأغلبية الإسلامية. وتغيب العديد من الدول الإسلامية، حيث يبلغ عدد أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامى 57 دولة، وأبرز الدول الغائبة إيران والسودان، على الرغم من أن المشاركين لا يمثلون حكوماتهم.