بدأ الرئيس الأمريكى باراك أوباما جهوداً جديدة لبناء علاقات اقتصادية وتجارية مع العالم الإسلامى، والوفاء بوعده فى خطاب القاهرة يونيو الماضى بإطلاق مبادرات شراكة وتعاون بين أمريكا وبين شعوب العالمين العربى والإسلامى، فى الوقت الذى دعا فيه محللون سياسيون إلى تحقيق تقدم فى القضايا المهمة مثل السلام فى الشرق الأوسط. وافتتح أوباما، أمس، مؤتمراً لرجال الأعمال يستمر يومين ويجمع نحو 250 من كبار رجال الأعمال الناجحين من 50 دولة معظمها ذات غالبية مسلمة، ليفى بالتعهد الذى قطعه على نفسه فى خطاب القاهرة. وصرح نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى بن رودس بأن الهدف من خطاب أوباما فى ختام اليوم الأول من المؤتمر هو التأكيد على التزامه «بتعميق تعامل الولاياتالمتحدة مع المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة فى شتى أنحاء العالم». وقال جوان زاراتى، المحلل بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، نائب سابق لمستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى السابق جورج بوش: «لن يتم الوفاء بما قيل فى القاهرة إلى أن نصل إلى حلول أوسع لعدد من المشكلات الجيوسياسية الكبرى». وأضاف: «سيحكم على الرئيس بقدرته على تحريك تلك القضايا الكبرى لا باستضافته مؤتمرا فى البيت الأبيض». وقال ديفيد هامود، رئيس غرفة التجارة الأمريكية العربية الوطنية: «الأولوية القصوى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجب أن تكون لتوفير فرص عمل، هذا جزء من العالم به نسبة بطالة عالية بين الشبان، وحين لا يجد الناس عملا من السهل التورط فى الرذائل». وأشار مسؤولو الإدارة الأمريكية إلى خطوات أوباما لإنهاء حرب العراق والوفاء بما التزم به فى خطاب القاهرة بإنشاء صندوق لتعزيز التنمية التكنولوجية وتعيين مبعوثين فى مجال العلوم واستضافة مؤتمر رجال الأعمال. وصرح مسؤول رفيع فى الإدارة الأمريكية بأن قمة رجال الأعمال تشارك فيها شخصيات متباينة تتفاوت أعمارها بين 20 و79 عاما وقال: «الكل يشارك من تجمع دافوس إلى أناس لا توجه لهم عادة الدعوة لأشياء كهذه». ويشارك فى جلسات المؤتمر وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، ووزير التعليم أرنى دنكان، ووزير التجارة جارى لوك ومسؤولون أمريكيون كبار آخرون، إلى جانب خبراء بالقطاع الخاص منهم جيرى يانج، الرئيس التنفيذى لشركة ياهو، ومحمد يونس مؤسس بنك جرامين، وعارف نقوى رئيس شركة أبراج كابيتال الرائدة للاستثمار فى الشرق الأوسط. والهدف من المؤتمر هو ترتيب لقاء بين رجال أعمال ناجحين فى القطاعين الاقتصادى والاجتماعى من دول مختلفة ومستثمرين ومصرفيين متخصصين فى التنمية وخبراء آخرين فى قطاع الأعمال لبحث الأفكار وتبادل الخبرات بهدف إقامة شبكات داعمة تساعد على تعزيز التنمية فى المنطقة. وحث البيت الأبيض جماعات من خارج الحكومة على المشاركة من خلال تنظيم فعاليات خاصة بها وتمخض هذا عن أكثر من 30 جلسة أخرى تنظمها جماعات منها غرفة التجارة الأمريكية العربية الوطنية والتمكين العربى ومبادرة شباب الشرق الأوسط فى بروكينجز». ويعتزم أوباما الإعلان عن بعض التمويلات الجديدة لدعم رجال الأعمال، لكن مسؤولى الإدارة أوضحوا أن الحكومة الأمريكية لا تريد أن ينظر لها كممول لكن كمحفز للتعاون». وأشار البيت الأبيض إلى أن القمة ستكون فرصة لإبراز ودعم أنشطة الأعمال والعمل الاجتماعى الحر فى الدول الإسلامية الممتدة على مدار القارات الخمس، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ترمى من هذه القمة إلى الانضمام إلى الجهود القائمة وإلى استلهام محاولات جديدة لنشر روح العمل الحر والإبداع فى العالم الإسلامى. من جانبها، عقدت السفارة الأمريكيةبالقاهرة لقاء، أمس، ورواد الأعمال المصريين وقادة الأعمال ومؤسسات التمويل وممثلى وسائل الإعلام بالتزامن مع افتتاح قمة واشنطن. وبدأ اللقاء بعرض بث حى مباشر من واشنطن للكلمة الافتتاحية التى وجهها الرئيس أوباما للمشاركين فى المؤتمر من جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك الوفد المصرى الذى يتضمن 16 مشاركاً، يعقبه حلقة نقاش حول فرص زيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص فى الولاياتالمتحدة ومصر لتشجيع المشاريع التجارية الابتكارية الناجحة. وتشمل قائمة المتحدثين مسؤولين من السفارة، فضلاً عن ممثلى مجتمع الأعمال المصرى والأكاديميين وقادة المجتمع المدنى وغيرهم من المعنيين بدعم ريادة الأعمال والابتكار فى المجتمع المصرى. وأشارت السفارة، فى بيان لها، إلى أن الوفد المصرى يعد أكبر الوفود المشاركة فى المؤتمر حيث يضم عدداً من كبار رجال الأعمال البارزين، فضلا عن بعض أصحاب المشروعات الصغيرة غير التقليدية ممن هم فى بداية طريقهم للنجاح.