تعيش سوق الأغنية سنوات عصيبة. فهو يخرج من أزمة ليدخل دوامة جديدة تهدد تلك الصناعة، التى أصبحت على مشارف الموت. اللهم إلا إذا اتخذ القائمون عليها خطوات جادة لمنحها قبلة النجاة، وهو أمر ربما يكون شديد الصعوبة. السنوات الأخيرة شهدت وما زالت خطرا من القراصنة المنتشرين على الإنترنت، الذين يطرحون أعمال النجوم عبر مواقعهم بمجرد طرحها فى الأسواق، وربما تكون أيديهم أسرع من أيدى شركات التوزيع، وبالتالى يجد المستهلك العمل بين يديه فى غمضة عين. وبدون عناء. لذلك ربما فى القريب العاجل تختفى أسماء كبيرة فى عالم الأغنية. مثل عمرو دياب، ومصطفى، وتامر حسنى وإيهاب توفيق، وأنغام وشيربن وغيرهم كما اختفى حميد الشاعرى، وجيله. لأن الشركات أصبحت تخشى المغامرة، والدليل أن هناك شركات فسخت عقودها مع نجوم كبار. أنغام حاليا بلا شركة إنتاج، بعد أن انتهى عقدها مع روتانا ويقال إن سبب التأخير أن روتانا عرضت مبلغا لا يتناسب مع اسمها. ولطيفة اضطرت لإنتاج ألبوم خليجى على نفقتها. وسميرة سعيد تفكر فى الإنتاج بعد انتهاء تعاقدها مع محسن جابر، ويتردد أيضا أنه عرض مبلغا لا يتناسب معها. هذا العام تواجه السوق خلال الصيف المقبل خطرا آخر. وهو ما جعل المنتج محسن جابر يطلق صيحته «تعيش سوق الأغنية سنوات عصيبة». فهو يخرج من أزمة ليدخل علية موسم «بهدلة» النجوم. لسببين الأول كأس العالم، التى تنطلق مع بداية شهر يونيو المقبل وتستمر لمدة شهر. والثانى هو شهر رمضان الكريم الذى يبدأ فى النصف الثانى من أغسطس المقبل. وبالتالى سوف يبدأ طرح الألبومات المؤجلة من الموسم الشتوى، وأبرزها ألبوم الفنان مصطفى قمر«هى» الذى انتهى منه من شهور، وصور إحدى أغانيه فى إسبانيا، ومن المقرر طرحه مع أعياد الربيع أو مع نهاية أبريل، وهو بالمناسبة سيكون من أهم ألبوماته، على الإطلاق لأنه يضم أغانى تنتمى إلى أكثر من شكل موسيقى المقسوم، والراب، واللاتينى، والريجى وأغنية على البيانو فقط بعنوان «لما تحب» يصاحبه فيها أحد أهم عازفيه رشاد فهيم. هذا الألبوم هو أول الألبومات التى سوف تصطدم مع مباريات كأس العالم. لأن الفترة الزمنية بين الطرح، وانطلاق المونديال شهر فقط. ومع بداية الصيف سوف يعود الصدام التقليدى بين عمرو دياب، وتامر حسنى، وهى منافسة لها جذور منذ انتقال الأخير لعالم الفن التى كانت تحتكر الأول منذ سنوات، وبالتالى وجدت الشركة فى تامر خير من تعتمد عليه كنجم جماهيرى رغم اختلاف البعض على ما يقدمه من أغانٍ. وتحولت الحكاية من مجرد منافسة إلى حرب بين جماهير النجمين، والشركتين. كل نجم منهم يحاول هذا الصيف حسم الصراع لصالحه خاصة أن العام الماضى لم يستطع أى منهما حسمه. ومن المقرر أن يطرح الألبومين مع بداية يوليو المقبل أى مع انتهاء كأس العالم، وبالتالى سيكون هناك شهر ونصف الشهر أمامهما قبل رمضان. تامر حتى الآن انتهى من اختيار خمسة ألحان، ويدخل استوديو التسجيل بعد الانتهاء من فيلمه خلال أيام. أما عمرو فهو بدأ بالفعل التسجيل. كما يعود الفنان محمد فؤاد، الذى قرر التأجيل للصيف، وهو ما يعنى أنه سيدخل فى مواجهة مع تامر ودياب وفؤاد يملك رصيدا كبيرا من الجماهير، وبالتالى فهو خطر جديد يزيد من المنافسة خاصة أن الموسم لا يتحمل كل هذه الأسماء. ويدخل اللبنانى راغب علامة السباق بعد غياب عامين، وهو أيضا أحد المتنافسين السابقين مع عمرو يتعاون راغب مع مجموعة من الشعراء والملحنين منهم باسم يحيى، ناصر الجيل، محمد ضياء الدين، خالد تاج الدين، أحمد محيى، خالد بكرى، وتوزيع مدحت خميس، ناصر الأسعد. ويحاول راغب الحفاظ على نجوميته فى مصر التى تأثرت خلال السنوات الأخيرة من خلال هذا العمل لكن دخول رمضان، ووجود ألبومى تامر وعمرو ربما يقلل من فرص ظهوره كما يجب. أما المطربة اللبنانية نجوى كرم التى انتهت من ألبومها الجديد وهو كالعادة باللهجة اللبنانية التى تعتز كثيرا بها وترفض الغناء بغيرها خاصة المصرية، ومن المقرر أن يطرح بعد أعياد الربيع. وهو الألبوم الأول لنجوى مع شركة «روتانا» بعد تجديد عقدها معها مؤخرا. وربما تكون نوال أقل المتضررات على اعتبار أن ألبومها سوف يكون معنى أكثر باللبنانيين لأن شريحة الجماهير التى تفضل صوت نجوى من اللبنانيين وجماهيريتها فى مصر ليست كبيرة، وبالتالى حجم خسائرها ضئيل بالمقارنة بالآخرين. فى نفس الوقت هناك أسماء أخرى سوف توجد خلال هذا الموسم الصيفى منهم نوال الزغبى، وأصالة، ومحمود العسيلى وساموزين، ومحمد حماقى. لكن يبقى عملية الطرح مقترنة بقوة النجم لدى منتجة، وبالتالى يبقى يظل عمرو دياب، وتامر حسنى الأكثر حظا فى الطرح قبيل رمضان. أما باقى الأسماء ربما تتدخل الشركات للتأجيل فى حالة الشعور بالخطر كما حدث من قبل مع ألبومات نجوم كبار مثل نوال الزغبى وأنغام وشيرين وسميرة سعيد وإيهاب توفيق وهشام عباس. سوق الأغنية خلال الصيف ربما تشهد استمرار ظاهرة أبوالليف مغنى أغنية «كينج كونج» خاصة أن نوعية أغانيه صالحة للمرح والانطلاق وهو ما يشتهر به الصيف، كما أن منتجه يمتلك قناة للأغانى، وبالتالى من الممكن أن يدخل المنافسة بأغنية جديدة مصورة تعرض بكثافة خاصة أن الوضع الآن مهيأ لاستقبال أغانى الإفيه. وكم من الألبومات أعيد إحياؤها بتصوير أغنية أو إعادة طرح طبعة جديدة للألبوم مثلما حدث مع بهاء سلطان فى ألبومه الأول «يا ترى». وبالتالى غير بعيد أن يكون أبو الليف بعبع جديد للنجوم مثل تامر وعمرو. لأن سوق الغناء منذ منتصف الثمانينيات، وبالتحديد مع ظاهرة «لولاكى» لا يخضع لمقاييس محددة. لأن القوى الشرائية ليست فى يد الناضجين فالمتحكم فيها هى شريحة المراهقين وما أكثرهم الآن. وربما تعيد ظاهرة أبوالليف صياغة شكل الأغنية خلال الفترة المقبلة على اعتبار أن الأغنية تسير وفق منطق الموجة. كما حدث مع حميد الشاعرى حتى نهاية التسعينيات. حيث كان يضع الشكل الجديد للأغنية ويسير عليها كل أركان الأغنية بداية من الشاعر حتى الملحن، وكذلك الموزعين الموسيقيين. فى كل الأحوال طموح كل هذه الأسماء سوف يصطدم بشهر رمضان الكريم لاعتبارات دينية بحتة لذلك ربما يكون المستمع غير مهيأ للأغانى.