«عزيزى الراكب: حرصا منا على راحتك وسلامتك ولسهولة سرعة عملية الصعود والنزول من وإلى عربة المترو...». يرتفع صوت «مذيعة المترو» داخل المحطات، منبهة زوار مترو الأنفاق للتعليمات التى بدت جديدة على الركاب، إلا أنها لم تكن جديدة، فقط صوت «الست المذيعة» بضرورة الالتزام هو الذى بدا جديدا. «برافو عليك يا أحمد»، أحد رجال الأمن يقف على رصيف محطة مترو أنور السادات فى الخط الثانى المتجه إلى شبرا يقول لزميله الذى يقف على الرصيف المقابل المتجه للجيزة. «تم تخصيص أبواب للنزول فى أطراف العربة، البابين الأول والرابع، وآخرين للصعود فى منتصف العربة البابين الثانى والثالث»، تواصل الست المذيعة. أحمد أيضا يواصل تنظيم نزول وصعود الركاب من أبواب المترو حسب القواعد التى بدت جديدة على جميع الركاب. الملصقات الحمراء على أبواب النزول، والملصقات الخضراء على أبواب الصعود، ورجال الأمن الذين يتابعون حركة صعود ونزول الركاب من أبواب المترو. كانت المذيعة تؤكد على كلمات رجل الأمن، «تم عمل خطوط صفراء إرشادية أمام أبواب النزول على أرصفة المحطات يرجى من حضراتكم عدم الانتظار عليها مطلقا والانتظار بالأماكن الخالية من هذه الخطوط للصعود إلى عربة المترو». اعترضت إحدى السيدات التى حاولت الصعود من باب النزول ولكن أحمد منعها حسب القواعد. قالت بضيق: بعد ما شاب ودوه الكتاب. رد الرجل بضيق أكثر: دى حاجة مش جديدة، فيه سهم أحمر عند أبواب النزول، وسهم أخضر عند أبواب الصعود، اتعلموا النظام بقى. وقبل أن يغلق المترو أبوابه بثوان قليلة، نظر أحمد داخل سيارة السيدات وقال: شوفتوا، مش النظام أحسن؟. ردت إحدى السيدات: والله عنده حق، بدل الخبط والزق بين اللى طالع واللى نازل. موظف الأمن الذى يتابع «ثورة نظام الصعود والنزول» ليس دائما موجودا، ولا يرتبط وجودهم بساعات معينة، خصوصا ساعة الذروة، صباحا ومساء، عندما يفلت الزمام تماما فى الزحام الرهيب. يبدأ الركاب الذين استمعوا للتعليمات من موظفى المترو فى تلقين الركاب الجدد، الذين صعدوا للمترو فى محطات بعد أنور السادات. تقول إحدى السيدات بحماس لجارتها: اركبى من عند السهم الأخضر، دا النظام. لا تناقشها السيدة لأنها التعليمات، إلا أن آخرين لا يتبعون التعليمات خوفا من إغلاق أبواب المترو قبل الصعود. تحاول إحدى الفتيات النزول من باب الصعود، تمنعها صديقتها: بلاش أحسن يدفعونا غرامة. بدت جميع محطات المترو خالية من موظفى المترو الذين يقومون مؤخرا بتنظيم حركة الصعود والنزول، سواء فى الخط الأول أو الخط الثانى للمترو. حتى الآن لم تحدد إدارة المترو عقوبة أو غرامة لمخالفة هذه التعليمات، كما أن رجال الأمن الذين يساعدون فى تنفيذها يظهرون فقط فى المحطات الكبرى، مثل التحرير ورمسيس. «التعليمات الجديدة إن الصحفيين ياخدوا البيانات والمعلومات من وزارة النقل، ومش ممكن مخالفتها، كلمى المسئول الإعلامى فى وزارة النقل المهندس أحمد قدرى». كان هذا الرد الوحيد الذى حصلت عليه الجريدة عند محاولة الاتصال برئيس مجلس إدارة شركة المترو محمد الشيمى، أو رئيس الإدارة المركزية بمترو خط شبرا عبدالله فوزى، أو على الأقل المسئول الإعلامى للشركة. «.. ونرجو منكم الالتزام والمساهمة فى إنجاح هذه التجربة وذلك من أجل سلامتكم ولسرعة مغادرة واستقلال عربة المترو».، تواصل المذيعة تكرار رسالتها دون ملل.