لا تبتسم، انت في مترو الانفاق.. هكذا صار الحال في مترو الانفاق الذي كان مع بدايته إحدي الواجهات الحضارية والحلول العملية لتفادي مشكلات النقل والزحام في الشوارع المصرية. وعاما بعد عام تدهورت أحوال المترو وان كان ذلك باختلاف نسبي ما بين خطيه الاول والثاني. قامت العالم اليوم "الاسبوعي" بجولة في محطات المترو.. استمعت إلي شكاوي الناس والمتعاملين معه من ركاب.. والعاملين فيه، وتنقل لكم هذه الصورة التي يغيب عنها النظام.. والكفاءة في التشغيل.. ولا تبقي سوي نتيجة واحدة: العبوس والوجوم علي وجوه المتعاملين وخاصة في موسم انفلونزا الخنازير..ولا عزاء لواجهة كانت قبل سنوات قليلة "حضارية". بدأنا برصد رأي ركاب المترو الذين ظهر علي وجوههم علامات الارهاق والتعب والعبوس واتفقوا علي ان المترو رغم انه ارقي الموصلات العامة المصرية فإن حاله اصبح في تدهور منذ تولي الادارة المصرية تشغيله وصيانته بدلا من الشركة الفرنسية، فضلا عن ارتفاع قيمة الغرامة إلي 15 جنيها بدلا من 10 جنيهات بالرغم من عدم وجود تطوير ملحوظ في الخدمة. أما الشكوي التي أجمعت عليها أغلب الفتيات فهي وجود العديد من التحرشات في ظل الزحام وغياب الامن الكافي لردع المتحرشين الذين وصلت الجرأة بهم الدخول عربة السيدات، كما كانت الشكوي من كثرة وقوف المترو قبل وصول القطار إلي المحطة لفترة تزيد علي 5 دقائق اثناء رحلته وقبل وصوله إلي محطته، وعدم إعطاء الوقت الكافي اثناء صعود وهبوط الركاب فالبعض يؤكدون ان مدة فتح وغلق الابواب لا تتعدي ال 30 ثانية مما يكثر من التدافع والزحام سواء بالنسبة للصعود والهبوط وهذا ساعد علي انتشار ظاهرة السرقة في وسط ذلك الزحام، كما اشتكي البعض الآخر من الباعة الجائلين. حاولنا الحصول علي رد من بعض العاملين والمسئولين بالمترو وكان العائق هو خوفهم من الادلاء بأي معلومات أو تصريحات بناء علي تعليمات مشددة بعدم الحديث مع أي جهة إعلامية من قبل رئيس الشركة المصرية لادراة وتشغيل المترو ونائب رئيس شركة صان مصر سابقا وهي الشركة التي تتولي جميع أعمال صيانة المترو، إلا ان بعض العاملين تحدثوا إلينا بشرط عدم ذكر اسمائهم وأكد الجميع ان ما يتردد عن تردي مستوي الخدمة بعد رحيل الشركة الفرنسية إشاعة ليس لها أي اساس من الصحة، حيث ان الشركة الفرنسية تم الاستعانة بها فقط مدة السنوات الخمس الخاصة بانشاء المترو، وفي تلك الفترة كانت البعثات المصرية هناك للتزود بالخبرة اللازمة للتشغيل وان الذي تولي صيانة وتشغيل المترو منذ أول يوم هو الكوادر المصرية ولم تتول مسئولية تشغيله أو صيانته أي شركة أجنبية. وعن سوء الحالة التي وصل إليها جهاز المترو أوضح أحد المهندسين ان تلك الحالة حدثت نتيجة جمود فكر المسئولين السابقين عن المترو، حيث كان أغلبهم موظفين في سكك حديد مصر ومازالوا يحتفظون بالروتين الحكومي مما أدي إلي حدوث مصادمات عديدة بين جهاز المترو وشركات الصيانة الخاصة، وتم علي أثرها سحب الثقة من مجدي العزب "رئيس جهاز المترو السابق" وإعطاؤها ل "محمد والشيمي" في مارس الماضي. وأكد أحد المهندسين داخل المترو ان سبب كثرة الاعطال الخاصة بماكينات التذاكر هو عدم احلال قطع غيار جديدة منذ عام ،1992 فضلا عن الزحام الكبير والاعداد الغفيرة من الركاب مستخدمي المترو الذين وصل عددهم إلي 3 ملايين راكب يوميا وهو عدد يساوي 10 أضعاف العدد الذي أنشئ المترو لخدمته لأن طاقة استيعاب وتشغيل المترو صممت لخدمة 250 ألف راكب يوميا، فضلا عن سوء استخدام الراكب للتذكرة كأن يضعها بجوار الهاتف المحمول الذي له تأثير سلبي عليها. وعن أعطال السلالم المتحركة داخل المترو أكد أحد الفنيين داخل شركة "تيسن" وهي الشركة الخاصة بصيانة سلالم المترو المتحركة ان السبب الرئيسي هو سوء استخدام الركاب والمتعاملين لها، حيث ان تلك السلالم مصممة ليقف عليها الركاب وليست مخصصة للصعود والهبوط والجري عليها أو تحميل أوزان زائدة كالحقائب. وتبقي الشكاوي من سوء التهوية والتكييف داخل عربات القطار، حيث يؤكد أحد المهندسين ان عربات المترو من البداية غير مجهزة بتكييفات وتعتمد علي نظام المراوح، مشيرا إلي ان ذلك التصميم تم منذ 20 عاما ولم تشهد مصر في ذلك الوقت ارتفاع درجات الحرارة كالذي يحدث الآن، فضلا عن الزحام الرهيب الذي ساعد في زيادته ارتفاع سعر البنزين مما جعل العديد من الموظفين يستغنون عن سياراتهم واستخدام المترو كوسيلة تنقل.