يبدو أن يد الاهمال امتدت الي مترو الانفاق لتصيبه بين الحين, والاخر بالشلل التام! فالمترو لم يعد تلك الوسيلة الآمنة, والمريحة, والسريعة التي يطمئن اليها المواطنون في تنقلاتهم. بسبب اعطاله المتكررة, والتي يبدو انها بحاجة الي حل جذري, حتي تعود ثقة الركاب فيه, كما كانت فقبل ايام, ادي انقطاع التيار الكهربائي عن قطارات الخط الثاني لمترو الانفاق بين محطتي السادات, والاوبرا, لمدة ساعة الي توقف القطار بالركاب, مما اصابهم بحالة من الذعر والخوف نتيجة احتجازهم تحت الارض خلال مدة العطل, بينما تكدست المحطات بالركاب, وقام بعضهم بفتح الابواب يدويا, والسير في النفق المظلم للوصول الي اقرب محطة وقد استخدم مسئولو المحطة الاذاعة الداخلية لطمأنة الركاب. والعطل الاخير, ليس هو الاول من نوعه, حيث يشكو مستخدمو المترو من الاعطال المتكررة في خط حلوان المرج اثناء سيره بين المحطات, وفي احدي المرات, تعطل المترو بعد انطلاقه من محطة حلوان, وظل يتوقف في كل محطة يمر بها حتي تعطل بشكل تام في محطة المعصرة. وبشكل عام, سبب اعطال المترو, حالة من الذعر, والفزع للركاب, خاصة اذا كان يسير في نفق مظلم تحت الارض... هكذا قالت لي احدي السيدات وتدعي انعام محمد: وتضيف لم اعد اشعر بالامان, ولا بالثقة في انني سوف اصل الي مقر عملي في وسط البلد في الوقت المحدد, فاثناء رحلتي داخل مترو الانفاق, والتي بدأت من محطة حلوان الي محطة السادات, توقف القطار لاكثر من ساعة, وكثيرا ما يتعطل نفس الخط حلوان المرج مما يؤدي الي تكدس مئات الركاب بالمحطات, وبالتالي يتعطلون في الذهاب الي مقار عملهم. وباستثناء الاعطال المتكررة للمترو بين خط واخر, وبين محطة واخري, يشكو محمد عبد العزيز موظف , والذي كان يستقل المترو من ضواحي الجيزة, متجها الي محطة انور السادات, من سوء التهوية داخل العربات, فضلا عن انتشار الباعة الجائلين, والمتسولين, حيث يستقلون عربات المترو, ويتنقلون بين المحطات, وقد رأيت ذات مرة سيدة تجر معاقا علي كرسي متحرك, وتطلب المساعدة المالية من الركاب, كما ان احدي السيدات تقوم بتوزيع الايات القرآنية, والاذكار الدينية, واخري كانت تبيع المناديل الورقية, بما يذكرنا بما يحدث في سيارات النقل الجماعي, واتوبيسات النقل العام. اما المشكلة الاخري, التي يبدو أنها تستعصي علي الحل, فتتعلق بماكينات التذاكر التي تتعطل طوال الشهر, حيث تبتلع الماكينة التذكرة, وترفض فتح ابواب العبور, مما يضطر موظفو المترو لفتح باب جانبي للسماح للركاب بالعبور, وفي بعض الاحيان يضطر الركاب للقفز فوق الماكينات للعبور خارج المترو, كما يقوم البعض بالتزويغ من دفع التذاكر بالعبور خلف احد الركاب اثناء عبوره دون ان يسأله احد من موظفي المترو عن تذكرته!! ويتذكر حسين محمد طالب جامعي, ان المترو توقف ذات مرة, لحدوث عطل مفاجيء في دائرة التحكم الكهربائي الخاصة بالضغط العالي في محطة طره البلد كما قال موظفو المترو, مشيرا الي ان الركاب اضطروا للخروج من المترو, للبحث عن وسيلة مواصلات اخري, وفي بعض الاحيان اجد اعدادا كبيرة من الركاب في انتظار المترو, وعندما استفسر من احد الركاب عن سبب هذا الزحام يقول: يبدو ان المترو عطلان ولم يحضر منذ نصف ساعة, فتكون النتيجة تكدس الركاب فوق الرصيف. ويتساءل لماذا لا تقوم ادارة المترو باجراء الصيانة بشكل دائم حتي نقضي علي الاعطال المتكررة التي يتعرض لها المترو؟ ولماذا لا يبحث المسئولون عن حلول لمشكلة اعطال الكهرباء التي فاقت كل الحدود؟ ثم لماذا يقوم مسئولو المترو برفع اسعار التذاكر مادامت حالته هكذا؟ وبرغم الحديث المتكرر للقائمين علي المترو عن اجراء الصيانة الدورية, والتطوير المستمر للمترو, الا ان ما يحدث من اعطال يؤكد ان الصيانة غائبة, حيث انشغل المسئولون في وضع الاعلانات علي المتر, حتي يجمعوا الاموال, بدلا من اهتمامهم باعمال التطوير, والصيانة!!