غداة افتتاح كنيس «الخراب» اليهودى قرب المسجد الأقصى، والذى تعتبره جماعات يهودية متطرفة البداية الفعلية لبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض الأقصى، اندلعت مع فجر أمس مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية داخل الأراضى المحتلة عام 1948. فتلبية لدعوى القوى الفلسطينية لجعل الثلاثاء يوما لنصرة المسجد الأقصى، رشق مئات الشباب الفلسطينى وطلاب المدارس العزل قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، ورد هذه القوات باستخدام الهروات والرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع؛ ما تسبب فى سقوط عدد غير محدد من الجرحى بين المحتجين. وقد دس الاحتلال عشرات المستعربين (عناصر أمنية إسرائيلية ذات ملامح عربية) بين الشباب الفلسطينى، فضلا عن التعزيزات المكثفة لقواته فى سائر أنحاء المدينة المقدسة، والتحليق المكثف للطيران الحربى الإسرائيلى فى سماء المدينة. وجرى اعتقال عشرات المحتجين خلال المواجهات التى غمرت العديد من أحياء القدس وداخل أسوار البلدة القديمة وخارجها، خاصة فى حارتى حطة والسعدية وشارع الواد وجميعها ملاصقة للمسجد الأقصى. واقتحمت قوة احتلالية بلدة العيسوية، وأطلقت القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص المطاطى، فيما رد الشباب برشق الجنود وسياراتهم بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية وسط الشوارع الرئيسية، لتعطيل حركة السيارات العسكرية. كما اندلعت مواجهات أخرى فى محيط الحاجز العسكرى المقام على المدخل الرئيسى لمخيم شعفاط وسط القدس، حيث هاجم طلبة المدارس الجنود على الحاجز بالحجارة والزجاجات الفارغة والآلات الحادة. وواصلت قوات الاحتلال أمس حملات دهمها لمنازل المقدسيين فى معظم أحياء المدينة، واعتقلت خلالها الكثيرين، كما واصلت حصارها المشدد على البلدة القديمة، وإغلاق بوابات الأقصى لليوم الخامس على التوالى أمام المصلين الذين تزيد أعمارهم على الخمسين عاما. ومن غزة التى تسيطر عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ يونيو 2007، قالت الصحفية الفلسطينية علا عطا الله ل«الشروق» إن آلاف الفلسطينيين احتشدوا فى ساحة المسجد التشريعى (البرلمان)، احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق القدسالمحتلة، وتضامنا مع المقدسيين فى مواجهة قوات الاحتلال. وأضافت علا أن إضرابا شاملا عم القطاع المحاصر من أكثر من ثلاث سنوات، فيما خرجت مسيرات حاشدة من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات إلى شوارع جباليا وبيت لاهيا ورفح وغيرها، حاملين صور قبة الصخرة وأعلاما فلسطينية، ومرددين: «على القدس رايحين.. شهداء بالملايين»، و«بالروح بالدم.. نفديك يا قدس». وعلى عكس القدسوغزة، ساد الهدوء مدن الضفة الغربيةالمحتلة، إذ قال الصحفى الفلسطينى قيس أبوسمرة إنه تم تعليق الدراسة لمدة ساعة فقط، مضيفا فى حديث ل«الشروق» أن ثمة مسيرات محدودة فى مدن الخليل وبيت لحم وقرب حاجز قلنديا القريب من القدس. ووصف قيس هذه احتجاجات الضفة بأنها «محدودة، ولا ترتقى لمستوى الحدث.. أصبحت الضفة كأى دولة عربية». وفيما اتهمت مصادر بالضفة فى تصريحات ل«الشروق» الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بإجهاض احتجاجات الضفة، حولت «الشروق» الحصول على تعليق من اللواء عدنان الضمرى الناطق باسم الشرطة الفلسطينية إلا أن مرافقه قال «إنه فى اجتماع».