فيما ينذر بتفجر الأوضاع فى القدسالشرقيةالمحتلة وبقية الأراضى الفلسطينية، تبدأ سلطات وجماعات يهودية متطرفة اليوم الاحتفال بتدشين كنيس «الرمبام» أو «الهيكل الصغير»، الذى لا يبعد عن الجدار الغربى للمسجد الأقصى سوى بضع عشرات من الأمتار، وسط مخاوف إسرائيلية من انتفاضة فلسطينية ثالثة أو على الأقل أيام عصيبة. وخشية اندلاع مواجهات واسعة، قرر وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك تمديد الإغلاق المفروض على الضفة الغربيةالمحتلة حتى غد الثلاثاء. وذلك بموازاة الحصار المشدد على المسجد الأقصى. وذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى أمس أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تلقت إنذارات حول إمكانية اندلاع مواجهات فى القدسالمحتلة، خاصة حول المسجد الأقصى، ومواقع عدة فى الضفة. وبحسب بيان ل«مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، فإن هذا الافتتاح، المقرر له اليوم، يعطى الضوء الأخضر للبدء فى بناء الهيكل اليهودى الثالث المزعوم فوق ما يسميه اليهود «جبل الهيكل»، أى مكان المسجد الأقصى. ووفقا للمعلومات المتوافرة لدى المؤسسة فإن الافتتاح الرسمى للكنيس سيبدأ فى الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة الثامنة والنصف تقريبا، وتتخلله كلمات لسياسيين وعروض ضوئية وصوتية عن الكنيس الذى يطلق عليه أيضا». فيما ينظم الاحتلال غدا «يوما عالميا من أجل بناء الهيكل الثالث المزعوم»، يتخلله دعوات إلى اقتحام المسجد الأقصى، فضلا عن اعتزام جماعات يهودية متطرفة تنظيم مراسم تقديم قرابين «الفصح العبرى» فى المسجد يوم التاسع والعشرين من الشهر الجارى. وتردد الجماعات المتطرفة أن حاخاما يهوديا عاش فى القرن الثامن عشر الميلادى تنبأ بأن يوم إعادة افتتاح هذا الكنيس سيكون يوم البدء فى إعادة بناء الهيكل الثالث، خاصة أن شهر مارس وبدايات شهر أبريل هى أيام أعياد مميزة لدى اليهود، خاصة عيد الفصح. واستغرق بناء هذا الكنيس أربع سنوات بتكلفة عشرة ملايين دولار، بحسب صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس. وقد بنى على حساب أرض وقفية إسلامية عثمانية بجانب المسجد العمرى فى حى الشرف، وهو حى إسلامى احتلته إسرائيل عام 1967، وهدمت وصادرت الأغلبية الساحقة من أبنيته، وهجرت سكانه الفلسطينيين، وحولته إلى حى استيطانى تحت اسم حى اليهود. وتتصاعد التحذيرات فى وسائل الإعلام الإسرائيلية من انتفاضة فلسطينية ثالثة أو على الأقل أيام عصيبة للغاية، مع تدشين «الهيكل الصغير»، خاصة بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى وقت سابق هذا الشهر ضم الحرم الإبراهيمى فى مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح فى مدينة بيت لحم إلى قائمة ما يسميه الاحتلال مواقع يهودية تراثية. ومنذ أيام تمنع قوات الاحتلال من هم دون الخمسين عاما من الرجال الفلسطينيين من التوجه إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، ونشرت الآلاف من عناصرها على أبواب المسجد وعلى جميع مداخل البلدة القديمة وأزقتها، فضلا عن وضع الحواجز والمتاريس العسكرية. فى مقابل تشديد الحصار على البلدة القديمة والمسجد الأقصى، جددت القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية والدينية فى القدس نداءاتها للفلسطينيين، الذين يمكنهم الوصول إلى المدينةالمحتلة بشدّ الرحال إليها، والوجود فى المسجد الأقصى. ووصفت هذه القوى الفلسطينية الأيام المقبلة ب«العصيبة» على الأقصى والوجود العربى فى المدينةالمحتلة.