في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الروائي السوداني الطيب صالح صدرت هذا الأسبوع في مجلد واحد أعماله الروائية والقصصية التي قال الناشر أن المؤلف راجعها في آخر زياراته لمصر قبيل رحيله في فبراير شباط 2009. وبعد تعدد طبعات أعمال صالح الإبداعية يلمح مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان وهو ناشر هذا المجلد إلى أنه الطبعة الشرعية التي تخلو من الأخطاء إذ قام المؤلف في آخر رحلة استجمام يقضيها بمصر التي أحبها.. بمراجعتها وتصحيح ما لحق بها من أخطاء في طباعتها السابقة مؤتمنا صديقه محمود صالح رئيس المركز الذي أصبح الجهة الوحيدة المخول والمسموح لها بنشر أعمال كاتبنا صالح الكاملة. والمجلد الذي جاء تحت عنوان (الأعمال الكاملة.. الطيب صالح.. الروايات والقصص) سجل غلافه الأخير أن هذه المجموعة الكاملة راجع صالح بنفسه مسوداتها وأشرف على متونها وأذن بصدورها أما الغلاف فصممه الشاعر السوداني إلياس فتح الرحمن. واقترن اسم صالح (1929-2009) في الذاكرة الأدبية العربية بروايته الأكثر شهرة موسم الهجرة إلى الشمال التي ترجمت لأكثر من 20 لغة وكان الناقد المصري رجاء النقاش (1934-2008) فتح الطريق أمام مؤلفها حين أعاد نشرها عام 1966 في سلسلة روايات الهلال وكتب عنها مقالا عنوانه الطيب صالح.. عبقري الرواية العربية، وهو لقب صار لصيقا بصالح كما صارت روايته أحد معالم الرواية العربية. وموسم الهجرة إلى الشمال من الروايات العربية التي عالجت قضية تفاعل الثقافات وصدامها وعلاقة الشرق بالغرب من خلال وجهة نظر بطل الرواية مصطفي سعيد القادم من السودان للدراسة في لندن وكان يتمتع بالذكاء لكنه يرغب في الانتقام بطريقته الخاصة من الغرب الذي احتل بلاده. ويضم المجلد روايات موسم الهجرة إلى الشمال وعرس الزين وبندر شاه.. ضو البيت وبندر شاه.. مريود والمجموعة القصصية دومة ود حامد إضافة إلى ست قصص قصيرة. ويقع المجلد في 512 صفحة منها مقدمة في 30 صفحة كتبها الناقد السوداني إبراهيم القرشي الذي قال أن مهمته صعبة وشبهها بالامتحان في ضوء كثرة ما كتب عن المؤلف الذي تحلق أعماله في فضاءات الإنسانية الرحبة نافيا عن صالح تهمة الإقلال إذ أن مقالاته وهي تضاهي رواياته جمعت في عشرة مجلدات تضم أكثر من 2500 صفحة. ويقول أن السودانيين جميعا مدينون للطيب صالح إذ بأدبه أصبحوا معروفين بين الأمم مسجلا أن روايتي بندر شاه.. ضو البيت 1972 وبندر شاه.. مريود 1983 جزءان لرواية حدثني الطيب أنه مهموم بكتابة الجزء الثالث منها ولا أدري ما فعل الله به إذ كان مسكونا بالقراءة كارها للكتابة. ويضيف أن صالح كان صاحب رسالة سودانية.. صاحب رسالة إفريقية.. صاحب رسالة عربية... ولكن أصدق الأوصاف عليه أنه إنسان.