يبدو أن منتجي السينما أخيرا قد وجدوا ضالتهم فى مواجهة قراصنة الإنترنت وسرقة الأفلام فور عرضها، وهى الأزمة التى تتسبب فى خسائر طائلة لهم منذ سنوات.. فأطلقت مجموعة من الشركات بعض المواقع على شبكة الإنترنت مهمتها الأساسية هى عرض الأفلام الجديدة بشكل شرعى، سواء بمقابل مادى رمزى أو حتى مجانا، فى محاولة لعرقلة عمل القراصنة وحث الجمهور المتعامل مع الإنترنت على أن يتعامل مع تلك المواقع الشرعية، والبعد عن نظيرها غير الشرعى، من تلك المواقع موقع يدعى «شوفها» وآخر يدعى «فرجة»، ولايزال البعض الآخر يفكر فى إنشاء مواقع أخرى.. فهل تصبح هذه المواقع زورقا كبيرا للنجاة، أم مجرد قشة يتعلقون بها فى عرض البحر المنتج محمد العدل علق قائلا إن فكرة هذا الموقع بالنسبة له تمثل تماما مقولة «بيدى لابيد عمرو».. أى فلأكل أنا نفسى قبل أن يأكلنى القراصنة، وعبر عن قبوله التام للفكرة وقال هذا بالطبع أحسن من أن ينهبنا القراصنة دون طائل، وبهذا لا يصبح للجمهور الذى يرتع بتحميل الأفلام والأغانى من الإنترنت أى حجة، فكل شىء متاح الآن عبر الإنترنت وبشكل قانونى وبأسعار رمزية. وطالب العدل الناس بأن يتبعون ضميرهم بشكل حقيقى فهو يتعجب من فرحة الآباء بأبنائهم وفخرهم بأن أطفالهم يستطيعون تحميل أى شىء عبر الإنترنت، وكأن هذا دليل على ذكائهم، ولا يعنى أنهم يشجعونهم على السرقة، لأن أى تحميل غير قانونى يعتبر سرقة. وأكد العدل أن مواقع كهذه سوف تحد بنسبة ما من عمل القراصنة بالطبع، ولكنه حتى الآن لم يتلق أى اتفاقات أو تعاقدات مع هذه المواقع ولكنه لايرى أى مانع فى التعامل طالما سيكون عبر اتفاق يحفظ الحقوق لكلا الطرفين وبشكل قانونى. أما المنتج هشام عبدالخالق والذى يعرض فيلمه أولاد العم الآن على الموقع بالفعل فى الوقت الذى مازال يعرض بدور العرض قال: هذا أفضل بالطبع من أن تتم سرقتنا وسوف ننتظر ماذا ستسفر عنه التجربة وبدلا من أن تذهب وتشترى نسخة رديئة بمقابل مادى كبير من على الرصيف أصبحت نسخة رائعة وبمقابل زهيد. ورفض عبدالخالق أن يؤثر هذا على جمهور السينما لأن للسينما سحرها الذى لن تسلبها أى شىء، كما أنه لن يسمح لأى فيلم له أن يطرح قبل فترة بالسينما فأولاد العم بالفعل موجود بالسينما ولكنه فى أسبوعه ال13. وكشف عبدالخالق أنه لم يبع الفيلم للموقع ولكن اتفقوا على حصوله على نسبه من الأرباح. ورفض الكشف عنها ولكنه أكد أنها أكثر من 50%، وهذا بالطبع يختلف من فيلم لآخر ومن شركة لأخرى فكل فيلم يفرض نسبة على نفسه. كما أكد هشام أنه لم يفكر فى إطلاق موقع لأفلامه لأن هذه ليست لعبته فهو يريد التركيز فى الإنتاج ويترك هذا للشركات الأخرى المختصة بالأمر. أما المنتجة إسعاد يونس فأكدت أنها تعاقدت مع أحد تلك المواقع يسمى «فرجة» وهو على عكس «شوفها» وهو يقوم بعرض الأفلام مجانا على شاشة الإنترنت.. فسألناها وما الفائدة التى ستعود عليك من السماح بعرض الأفلام مجانا، تماما كما يفعل القراصنة وخصوصا أنها أكدت أنها لا تتلقى أى ربح مادى ولا حتى نسبة من الإعلانات التى سيجلبها الموقع؟.. فقالت: أكبر ربح هو أنى سأمتلك قناة شرعية لعرض الأفلام وسأحث الجمهور على متابعة الأفلام من خلالها، وبالتالى يكون لتلك القناة الحق فى المطالبة بأموالى، من خلال شركتى جوجل وأمازون وغيرهما والتى تسمح للقراصنة بامتلاك دومينات وتمنحهم الأموال مقابل نسبة الإقبال «الترافيك» الذى يقومون به وبالتالى أستطيع إغلاق «الحنفية من المنبع» وأوقف عمل آلاف المواقع حول العالم والتى تقوم بعرض الأفلام المسروقة، كما أنى أحث القراصنة أنفسهم على التحول للعمل الشرعى فأنا لا أطالب بإعدامهم ولكن سأسعدهم على أن يقوموا بعمل سليم. كما أكدت إسعاد أنها تنظر إلى أبعد من الأرباح المادية فى هذا المشروع ولا تنظر إلى أى نسب صغيرة ولكن تنظر إلى المكسب الكبير الذى سيحدث مع الأيام وهو تقنين عمل القراصنة بشكل كبير، فالجمهور سيجد الأفلام مجانا وبنسخة جيدة عبر الإنترنت.. كما أنى إذا سرقت الآن أستطيع أن أطالب جوجل بتعويض إذا كان هو من أعطى الدومين إلى الموقع السارق. كما أكدت إسعاد أن لهذه المواقع فائدة كبيرة جدا وخصوصا للدول التى لا تملك دور العرض حول العالم وهى كثيرة مثلا إندونيسيا وغيرها، فهذه المواقع الشرعية ستفتح بابا مهما جدا للتواصل مع تلك الدول. أما المنتج عادل أديب فأبدى إعجابا كبيرا للفكرة منذ أن أبلغته بها المنتجة إسعاد يونس، وقال: يسعدنى بالطبع التعامل مع تلك المواقع خاصة أن شركتنا كانت من أولى الشركات التى تعاملت مع عالم التكنولوجيا والإنترنت والموبايل فى الترويج لأفلامنا، ولهذا تعتبر تلك الفكرة جيدة.. لكنه أكد أنه على الرغم من أن تلك المواقع خطوة تقنين عمل القراصنة.. إلا أنها لن تحل المشكلة بشكل كامل سبقتنا شركات الإنتاج الأمريكية إلى هذا الحل لكنها للأسف لم تستطع إيقاف القرصنة وحلها من جذورها.