بين زحامين، مروري خانق مستفز، وآخر أخف وطأة ومبهج شارك فيه القراء، أقامت دار الشروق حفلها الثالث للاحتفاء بكتابها الكبار: إبراهيم أصلان، وخيرى شلبى، وجمال الغيطانى، وسعيد الكفراوي فى حفل توقيع أعمالهم، تزامنا مع فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب. «الحق بص. إبراهيم أصلان موجود، رجل جميل». قالها أحد الموجودين بجناح الشروق لزميله، ثم اشترى نسخة من «حجرتان وصالة متتالية منزلية»، وذهب لتوقيعها من مؤلفها. أصلان كان مبتسما طوال الحفل، ولم يتوقف عن إطلاق قفشاته الساخرة. وعندما طلب أحد العاملين بالشروق توقيع نسخة من مجموعته باسم «نبيل تاج» فقال أصلان: «لكن إحنا لينا صديق بنفس الاسم»، فظهر الرسام نبيل تاج من خلف الناس قائلا: «ما أنا اللى عاوز التوقيع مش العامل»، وانفجر الحاضرون فى الضحك. ورغم أن الحفل مقرر لتوقيع «حجرتان وصالة» إلا أن الناس بدأت تقبل على أعماله السابقة، خاصة «خلوة الغلبان». وتعليقا على ذلك قال ابنه هشام: «يمكن علشان صورته على الغلاف». خيرى شلبى يوقع روايته الجديدة «إسطاسية». وبدأ الزحام يخف إلى أن تلاشى فنظر شلبى إلى أحمد الزيادى مدير النشر بالشروق قائلا: «الدنيا كانت شغالة كويس من شوية، إيه اللى حصل؟». سعيد الكفراوى الذى وقع الطبعة الجديدة من مجموعته «شفق ورجل عجوز وصبى» دار حديث بينه وبين خيري شلبي حول غلاف «إسطاسية» الذى صممه الفنان الشاب عمرو الكفراوى، وبدا أن الكفراوى فخور جدا بعمل نجله، «البيت الذى على الغلاف نادر وجوده حاليا. والله غلاف جميل»، وبعد أن انتهى الكفراوي من شرح الغلاف قال شلبى: فعلا الولد موهوب وفنان. غاب عن الحفل الروائى يوسف القعيد الذى كان من المقرر أن يوقع طبعة جديدة من كتابه «قطار الصعيد»، وتأخر قليلا الكاتب الكبير جمال الغيطانى محتمل بسبب الزحام المروري الذى دخل ملقيا التحية على الجميع، ولكنه مال إلى خيرى شلبى: «كل دا كلام بتكتبه فى الإهداء.. وقع وقع على طول». اللافت للنظر أن أحد الحاضرين بعد أن وقع من الغيطانى بعضا من أعماله، ذهب وجاء بثلاث روايات، وهى «واحة الغروب»، و«عزازيل»، و«سفينة نوح» وقدمها إلى الغيطانى طالبا أن يقول له: أيها الأفضل لكى يشتريها؟، استغرب الغيطانى، ولكنه قال له «كلها جيدة وتستحق القراءة». اقترح خيرى شلبى إكمال اليوم على المقهى الثقافى، وقلا لأصلان: «يا إبراهيم تعال نقعد شوية، يعنى هنروح نعمل إيه فى البيت؟». ركب أصلان وشلبى والكفراوى «الطفطف»، الذى نقلهم إلى المقهى. وبدأوا فى دردشة حول أعمال نجيب محفوظ خاصة «الحرافيش» التى يراها شلبى أنها من أعظم الأعمال العربية، وأكد أصلان كلامه قائلا: «هناك اتفاق بين النقاد والكتّاب على أنها الأعظم». بدأ أصلان مشغولا بمشكلته المزمنة مع مكتبته القديمة التى لا يستطيع الاستفادة منها بعد أن انتقل من إمبابة إلى المقطم، تاركا كتبه كما هى فى «الكراتين»، فاقترح عليه الكفراوى أن يستأجر شقة فى المقطم، وقال «ياريت تبقى تمليك»، فضحك أصلان «مش لما ألاقى أنا الأول شقة تمليك أبقى أشوف واحدة لكتبى». أما الموقف الذى فجر ضحكات الحاضرين، هو إصرار إحدى السيدات التى تبيع الصور فى المعرض بيع بعض صور الراحل محمود أمين العالم إلى خيرى شلبى مصممة على أن شلبى هو الكاتب الراحل محمود أمين العالم.