مع عودة الهدوء مرة أخرى إلى مدينة نجع حمادى بعد أحداث شغب وأعمال عنف وتخريب شهدتها المدينة على مدى 4 أيام على خلفية مقتل 7 أقباط ومساعد شرطة مسلم عشية الاحتفال بعيد الميلاد يوم الأربعاء الماضى إلا أن هناك حالة من الاحتقان مازالت تسود بين المسلمين والأقباط حسبما يرى مراقبون. ورغم أن الحادث يعتبر من الحوادث الجنائية كما تشير التحقيقات حتى الآن، فإنه يحمل بين طياته الكثير من المعانى لحالة الاحتقان التى شهدتها المدينة، التى لم تكن وليدة الحادث وإنما جاءت كنتيجة طبيعية لحالة الاحتقان السائدة بالفعل والناتجة عن عدة أسباب أولها تداخل الدين مع السياسة. ويمثل الأقباط نسبة 40% من سكان مدينة نجع حمادى ونحو 25% من سكان القرى، ولذلك يعتبر الأقباط قوة انتخابية لا يستهان بها وهذه القوة متمثلة فى كلمة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى فهو الذى يحدد المرشح ويزكيه وعلى جميع الأقباط الوقوف بجواره ومساندته. وحسب مراقبون فإن الأنبا كيرلس بدأ التدخل فعليا فى العملية السياسية فى التسعينيات عندما حدث خلاف بينه وبين نائب بهجورة عبدالرحيم الغول بسبب خلافهما على تخصيص قطعة أرض، وقتها أعلن كيرلس الوقوف ضده وأنه مع منافسه وخرجت الأقاويل بأن الأنبا كيرلس يريد إسقاط الغول فى الانتخابات وهذا ما دفع مناصرى الغول إلى دعوة المسلمين للاحتشاد وراءه، ليفوز بمقعد مجلس الشعب فى عام 2005 بعد مساندة جميع المسلمين له. ومن وقتها زادت أجواء الاحتقان عززها تكرار حوادث ذات مسحة طائفية وإن لم تصل إلى حد الصدام الكبير، لكن مع حادث فرشوط فى شهر نوفمبر الماضى الذى شهد قيام شاب قبطى باغتصاب طفلة مسلمة بين الزراعات، فجر الحادث الأجواء المحتقنة أصلا وعلى إثره وقعت أحداث وتكسير ببعض المحال التجارية المملوكة للأقباط ورفض الأنبا كيرلس قبل حادث مدينة نجع حمادى بأيام قليلة قبول التعويضات التى وزعتها لجنة تابعة من وزارة التنمية المحلية على المضارين من الأقباط بناء على تقديرات الخسائر الواردة طبقا لمعاينة النيابة وقال عنها الأنبا كيرلس إنها أقل بكثير من الخسائر الحقيقية، وكذلك وجود بعض الصور التى توزع على الهواتف المحمولة لما قيل إنه لبعض الشابات المسلمات مع شباب أقباط، كل هذه الأسباب زادت من حالة الاحتقان التى سادت بين المسلمين والأقباط. ولم يكن اللواء مجدى أيوب محافظ قنا بعيدا عن الصدام مع الأنبا كيرلس فمنذ توليه المنصب لم يزر المطرانية إلا بعد الحادث لتقديم واجب العزاء، وعلى الجانب الآخر له علاقة طيبة مع النائب عبدالرحيم الغول جعلت هناك توترا فى علاقته مع الأنبا كيرلس. ووصلت حدة التوتر بتراشق إعلامى عندما أراد كيرلس إعادة بناء كنيسة أنطونيوس بقرية أبوشوشة بعد احتراقها وبعد تأخر بنائها 4 سنوات قام كيرلس بمهاجمة المحافظ فى إحدى الصحف بالقول بأنه يماطل فى بناء الكنيسة وأنه لا يوقع أى ورقة دون الرجوع إلى الجهات الأمنية وحسب قوله وقتها «لو كان المحافظ من الإخوان المسلمين لكن أرحم على الأقباط» ووقتها اشتكى محافظ قنا إلى البابا شنودة الثالث.