غابت أجواء الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد بشكل لافت فى العديد من محافظات مصر، وسط حضور أمنى مكثف لتأمين الاحتفالات، على خلفية حادث نجع حمادى الطائفى الذى راح ضحيته 7 أقباط، وإصابة 15آخرين. ففى محافظة أسيوط، فرضت أجهزة الأمن استعدادات أمنية مشددة حول الكنائس والأديرة بالمدن والقرى والشوارع الرئيسية، تحسبا لحدوث مصادمات بين المسلمين والأقباط، أو أفعال مخلة بالقانون ليلة الاحتفال بأعياد الميلاد. وأكد مصدر أمنى مسئول أنه تم حشد أكثر من 15 ألف جندى من قوات الأمن وتوزيعها على المراكز والقرى خاصة فى ديروط التى كان لها النصيب الأكبر بما يعادل 4 آلاف مجند وضابط، بسبب إحداث الشغب التى شهدتها المدينة بين المسلمين والمسيحيين الشهر قبل الماضى. هذا، وتقدم أحد الأطباء الأقباط المقيمين بأمريكا وعدد من أقباط مدينة القوصية بشكوى إلى اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط يطالبونه بالموافقة على بناء كنيسة للعبادة بالمدينة، وتضمنت الشكوى تعرض الأقباط بالمنطقة إلى مضايقات من قبل أجهزة الأمن أثناء ادائهم العبادة خاصة يوم الأحد. وعبر عدد من الأقباط عن حزنهم لما وقع فى نجع حمادى، وقال ريمون حبيب من ديروط: «لقد سرقت هذه الأحداث الفرحة من قلوبنا، وأشعرتنا بالحزن والأسى، على مقتل أخوتنا الأقباط، مشيرا إلى أنه لابد من العودة مرة أخرى إلى التآلف والمحبة القديمة دون التعصب إلى دين أو جنس». فيما قال أحد الأقباط رفض ذكر اسمه صاحب استديو للتصوير بديروط إنه «لابد من فتح تحقيق كبير مع المتسببين فى هذا الأمر، والبحث فى دوافعهم الشخصية التى جعلتهم يقومون بهذا الفعل غير الإنسانى، موضحا أن عددا كبيرا من الأقباط بديروط رفضوا الخروج من منازلهم للاحتفال بعيد الميلاد خوفا من تجدد أحداث الفتنة. واكتفوا بإقامة الصلوات فى الكنائس». وحول الحادث الطائفى بقنا، نفى القس محسن منير راعى الكنيسة الإنجيلية بأسيوط ورئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية بمصر أن يكون لهذا الفعل المشئوم أثر سلبى على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين العقلاء خاصة فى أسيوط. وقال: إن ما حدث فى قنا ليلة أمس ومقتل المسيحيين فى العيد أمر مرفوض من المسيحيين والمسلمين ويجب على الدولة أن تتخذ موقفا تجاه ما يحدث من هؤلاء الأفراد المتعصبين. وإلى السويس، سادت حالة من الاستنفار الأمنى الشديد قام بها عدد من الأجهزة الأمنية بدفعها لمئات من جنود فرق الأمن ورجال الشرطة وتوزيعها على الكنائس، أثناء قيامها بالاحتفال. وأكدت مصادر أمنية بالسويس، عن وجود أتصالات مستمرة بين عدد من قيادات أجهزة الأمن بالسويس ورموز مسيحية بارزة،للاستفسار عن مدى تأثير بعض الأحداث الطائفية التى حدثت فى الصعيد أمس على كنائس السويس، تحسبا لوجود ردود أفعال غاضبة. ومن جهة ثانية، قامت قيادات شعبية بمحافظة السويس من أحزاب المعارضة والوطنى بزيارة كنيسة الراعى الصالح لتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، مؤكدين لهم رفضهم لأى سلوك إجرامى يقوم به متطرفون، يحاولون زرع الفتنة الطائفية. وفى الفيوم، احتفل الأقباط بعيد الميلاد المجيد وسط غياب الأنبا إبرام مطران الأقباط الأرثوذكس بالمحافظة للمرة الأولى، حيث لم يتمكن من ترأس صلاة قداس العيد هذا العام بسبب ظروف مرضية. وأفاد مراسلنا فى الفيوم، بأن مظاهر احتفالات الأقباط بالفيوم لم تتأثر بحادث نجع حمادى، وحتى ظهر أمس كان الأقباط يتوافدون كعادتهم إلى دير الأنبا إبرام لتبادل التهنئة والاحتفال بالعيد وتقديم التهنئة للمطران والقساوسة بالكنيسة. وفى أسوان، شهدت كنائس محافظة أسوان مساء أمس الأول إجراءات أمنية مشددة على المواطنين، حيث فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا حول الكنائس لتأمين الأقباط أثناء صلاة القداس. وكانت كنيستا رئيس الملائكة ميخائيل بأسوان ومارجرجس بكوم أمبو أكبر الكنائس فى أسوان، شهدت تلك الإجراءات الأمنية المشددة بسبب وجود جموع غفيرة من الأقباط لحضور القداس. وبخلاف أجواء التوتر التى شابت محافظات عدة، شارك مجموعة من شباب المسلمين عرفوا أنفسهم ب«شعب واحد وطن واحد» فى احتفالات أقباط الشرقية بعيد القيامة المجيد، وقال أحمد الطيب أحد أفراد المجموعة إنها مبادرة شعبية لمشاركة الأقباط فى عيدهم وذلك من منطلق الوحدة والمشاركة فى وطن واحد وشعب واحد. وهو ما تكرر فى محافظة سوهاج، حين تدفقت أعداد كبيرة من المسلمين إلى الكنائس بصحبة أصدقائهم، ومعارفهم من المسيحيين فى مشاركة عملية للاحتفال بالعيد، دون أن يكتفوا بتوافد الوفود الرسمية التقليدية المعتادة بحضور اللواء محسن النعمانى محافظ سوهاج والقيادات التنفيذية وأعضاء مجلسى الشعب والشورى.