«السيت كوم» هو اختصار كلمة إنجليزية تعنى كوميديا الموقف، وبالتالى فهى كوميديا لا تعتمد فى إضحاك المشاهد على الإفيهات التقليدية التى تعود الجمهور المصرى عليها، فى بداياتها اعتقد البعض بأنها موجة ستمر سريعا، لكن صناعها أكدوا أنها جاءت بديلا للمسلسل الكوميدى الذى غاب عن الشاشة الصغيرة، فى حين رآها آخرون ظاهرة تجارية ارتبطت بحالة الرواج التى شهدتها السنوات الأخيرة فى الإنتاج الدرامى، خصوصا أنها تعد من الأعمال قليلة التكلفة نسبيا، وبين هذا وذاك يظل «السيت كوم» أحد ظواهر العقد الأول من القرن الحادى والعشرين على الشاشة المصرية. كانت بداية ظهور هذا النوع من الدراما فى ساحة الفن المصرى عام 2002 مع مسلسل «شباب أون لاين» الذى شارك فى كتابته ورشة عمل ضمت كلا من أحمد أبوزيد وعبدالفتاح كمال ونادين شمس وكتابا آخرين، ولعب بطولته أحمد الفيشاوى ولقاء الخميسى وبشرى، وأخرجته هالة خليل. ولم يستطع «شباب أون لاين» أن يبشر بعهد جديد من المسلسلات لأسباب مختلفة منها اقتصار عرضه على قنوات art المشفرة. وبعدها بثلاث سنوات فقط كانت تجربة أخرى منزوعة السلاح بعنوان «راديو ستار» أخرجها على رجب وكتبتها ورشة أشرف عليها عمرو سمير عاطف وشارك فيها وائل حمدى ومحمد حماد، ولعب بطولتها مجموعة من الشباب الجدد هم لانا وحسام داغر وعمرو القاضى، لكنها لم تنجح فى جذب الجمهور إليها. أما البداية الحقيقية لنجاح السيت كوم مع الجمهور فكانت من خلال سيت كوم «تامر وشوقية» الذى عرض فى 2006، وأشرف على إخراجه وأنتجه شريف عرفة وكتبته ورشة كتابة أشرف عليها عمرو سمير عاطف ووائل حمدى ومحمد حماد وأحمد خالد وباسم شرف وتامر عبدالحميد ولعب بطولتها أحمد الفيشاوى ومى كساب وأحمد مكى ونضال الشافعى وإنجى وجدان. وبرغم كونها متشابهة من حيث فكرتها مع سيت كوم أمريكى شهير هو «دارما وجريج» الذى تدور تيمته الأساسية حول زوج وزوجة من خلفية اجتماعية مختلفة وكيف يلتقى العالمان، فإن طريقة التمصير جعلته قريبا من الجمهور. تلا ذلك فى 2007 مسلسل ناجح لفريق عمل الكتابة نفسه، وهو «راجل وست ستات» الذى أخرجه اللبنانى أسد فولادكار ولعب بطولته كل من أشرف عبدالباقى ولقاء الخميسى وسامح حسين والطفلة مها عمار. أما عام 2008 فقد كان بداية ثورة السيت كوم، فبالإضافة لأجزاء المسلسلين السابقين تمت إضافة عديد من الأعمال منها «شريف ونص» الذى قدمه شريف رمزى وراندا البحيرى ودرة، وأخرجه يحيى ممتاز، و«كافتشينو» بطولة دنيا سمير غانم وخالد النبوى، كما قدم كل من شريف حمدى ومنة فضالى سيت كوم باسم «عباس وإيناس». وشكل عام 2009 عام السيت كوم حيث بلغ عدد الأعمال المنتمية لهذه النوعية ما يقرب من 11 عملا استمر فيه الثلاثة الكبار: «تامر وشوقية»، و«راجل وست ستات»، و«العيادة». وظهر أحمد رزق ب«فؤش» وحسن حسنى ب«حرمت يا بابا» ومعه «بيت العيلة» للدكتور محسن أحمد وشيرين ورزان، كما عادت هالة خليل صاحبة ضربة البداية فى السيت كوم ب«6 ميدان التحرير» لكن كمنتجة لعمل من إخراج كاملة أبو ذكرى. وبينما لم يحقق معظم هذه المسلسلات النجاح المتوقع منها، فإن التوقعات تشير إلى استمرار السيت كوم كإحدى مفردات الشاشة الصغيرة فى الفترة المقبلة، يؤكد ذلك المؤلف عمر سمير عاطف بقوله إن محاولات فتح مساحات لعرض هذه النوعية خارج شهر رمضان قد حققت نجاحا كبيرا، وان هناك تطورا تشهده مسلسلات الست كوم، وأن مسلسله المقبل «العيال السيس» سيكون نموذجا للشكل الجديد للسيت كوم. أما المنتج طارق الجناينى فيؤكد أن هذه الصناعة مستمرة ، وتتجه ناحية التجويد لأن الجمهور لن يقبل أعمالا دون المستوى، كذلك ستبحث القنوات الفضائية عن الأعمال القوية التى يمكن أن تمنحها التميز، لذا فهو يتوقع إعادة ترتيب لأوراق اللعبة فى المستقبل.