خلال 2009 ووسط عبء الأزمة التى قلصت معدلات نمو الاقتصاد، سجل قطاع الاتصالات نموا قياسيا دار حول 13% فى الربع الأول من العام المالى 2009 2010 الربع السابق عليه. «أثبت قطاع الاتصالات هذا العام أنه لا يتأثر بالأزمات، فالطلب عليه لا يتوقف مثل الطلب على السلع الأساسية»، فقا لتعليق عمرو الألفى رئيس البحوث بشركة سى أى كابيتال. وساعد على استمرار نمو هذا القطاع بقوة خلال 2009 المنافسة الحادة بين المصرية للاتصالات وشركات المحمول وبين شركات المحمول وبعضها،تبعا للألفى تآكل قاعدة مشتركى المصرية للاتصالات. قامت شركة المصرية للاتصالات بتشديد سياسات سداد رسوم الهاتف الثابت، حيث خفضت مدة السماح قبل اتخاذ إجراء بقطع الخدمة من 12 شهر الى 90 يوم ، وهو ما سيتسبب فى تخفيض قاعدة عملاء الشركة بنهاية 2009 بمقدار 2.08 مليون عميل ليصلوا إلى 9.62 مليون وذلك بحسب التوقعات الواردة فى تقرير صادر فى بداية الشهر لشركة سى أى كابيتال. وشهد العام إعلان وزير الاتصالات، طارق كامل، طرح رخصتين جديدتين لتنظيم الاتصالات لخدمة المجتمعات العمرانية المغلقة والمعروفة باسم الكومباوندز. والرخص الجديدة خاصة بخدمات التريبل بلاى، والتى تجمع الإنترنت والتليفون والتليفزيون فى خدمة واحدة، وستسهم بالتأكيد فى تنشيط قطاعى الإنترنت والتليفون الأرضى فى العام المقبل. وتمثل الرخصتين الجديدتين تهديدا لإيرادات المصرية للاتصالات الشركة المحتكرة للخطوط الأرضية فى مصر حتى الآن، تبعا لتقرير صادر منذ أسبوعين عن شركة النعيم القابضة، حيث إن المستهلكين الحاليين المقيمين فى «الكومباوندز»، والمرشحون للانتقال إليها، من المرجح أن يكونوا منتمين للشريحة التى تدر أعلى عائد لكل خط. ومن ناحية أخرى توقع تقرير النعيم أن تقوم الشركات الفائزة بالرخصتين الجديدتين بدمج خدماتهم مع مشغلى شبكات المحمول فى مصر وتقديم عروض بخدمات جديدة منافسة لخدمات المصرية للاتصالات. عروض رمضان أشعلت المنافسة أما شركات التليفون المحمول الثلاث، موبينيل وفودافون واتصالات، فقد تبارت خلال العام فى تقديم حملات إعلانية وتسويقية متنوعة ومخفضة، لاجتذاب مختلف شرائح المجتمع المصرى، وتزايدت حدة هذه المنافسة السعرية. فمع بداية شهر رمضان الكريم وصل سعر الدقيقة إلى 5 قروش الدقيقة. كما أعلنت شركة اتصالات مصر عن تقديم عرض يسمح للمعتمرين خلال الشهر استقبال المكالمات طوال اليوم ب50 قرش للدقيقة، بينما قدمت شركة فودافون مصر، وموبينيل عرضا يمنح المستخدم ست دقائق تجوال مجانية فى أى عشرة أيام من رمضان مقابل ثلاثة جنيهات. وبالرغم من هذه المنافسة السعرية وزيادة عدد المشتركين فى أكتوبر 2009 ، على أساس سنوى، بنسبة 35% ، فقد تراجع عدد المشتركين بشركات المحمول فى مصر بنسبة 1% خلال شهر أكتوبر 2009، مقارنة بالشهر الذى سبقه، ليصل إجمالى المشتركين إلى 52.9 مليون وهو ما فسره المراقبون باقتراب هذا القطاع من الوصول للتشبع. وتوقع تقرير سى أى كابيتال أن ينمو عدد مشتركى المحمول ب16% فى عام 2010 ليصل إلى 64 مليون مشترك بمعدل اختراق 82% . وتعدت المنافسة بين شركات المحمول أسعار وعروض المكالمات الهاتفية والرسائل القصيرة لتدخل فى مجال التوصيل بالإنترنت من خلال وصلة ال يو إس بى هى وسيلة للدخول على الإنترنت لاسلكيا باستخدام وصلة تحتوى على شريحة الهاتف المحمول والتى تراجع سعرها من 500 جنيه عند أول طرح لها فى بداية 2008 لتصل حاليا إلى أقل من 100 جنيه. الإنترنت الأعلى نموا فى 2010 وظل طابع المنافسة السعرية المحتدمة مسيطرا أيضا على قطاع الإنترنت وهو ما أسهم فى تخفيض تكلفة الانترنت الشهرية فى الربع الأول من 2009 لتصل إلى 4.45 دولار مقارنة ب4.52 دولار فى نفس الفترة من 2008. «الانترنت خدمة أساسية فى عمل العديد من القطاعات ومن الصعب الاستغناء عنها حتى فى فترات الأزمات، هذا إلى جانب آلية الدخول على الانترنت من خلال المحمول والتى تحقق رواجا عاليا فى ظل ارتفاع عدد مشتركى المحمول فى مصر» كما أضاف الألفى. وبالرغم من المنافسة السعرية بين الشركات المقدمة لخدمات الانترنت إلا أن معدل اختراق الانترنت فى مصر يعد منخفضا، حيث توقع تقرير سى أى كابيتال أن يصل هذا المعدل بنهاية 2009 إلى 20%. وهو ما يعنى وجود فرص واعدة لنمو نشاط شركات الانترنت خاصة فى ظل ارتفاع نسبة الشباب من إجمالى الكثافة السكانية المصرية وهى أكثر فئة مستخدمة للشبكة العنكبوتية، حيث تصل نسبة مستخدمى الانترنت من الأعمار 16 54 سنة إلى 66% من إجمالى المستخدمين وتمثل هذه الفئة العمرية 52% من مجمل السكان. لذا توقع تقرير لشركى سى أى كابيتال أن ترتفع نسبة الاختراق فى قطاع الانترنت فى 2013 لتصل 33.6 % ليصل عدد المستخدمين الى 27.7 مليون مستخدم، وتتوقع الشركة أيضا أن تحقق خدمات الانترنت فى مصر أعلى معدل للنمو فى قطاع الاتصالات فى عام 2010 من حيث عدد المستخدمين ليصل إلى 23% . ونجح قطاع الانترنت فائق السرعة خلال 2009 فى سحب البساط من تحت أقدام مقدمى خدمة الانترنت العادى ليتراجع نمو الأخيرة حيث ارتفعت نسبة مستخدمى الانترنت فائق السرعة من مجمل مستخدمى الانترنت فى الربع الأول من عام 2009 الى 42% بعد أن كانت 31% فى الربع الأول من العام السابق بينما انخفضت نسبة مستخدمى الانترنت العادى من 50% الى 24% . وكان من الممكن أن يحقق قطاع الانترنت فائق السرعة نموا أكبر فى عدد المستخدمين لولا انتشار استخدام الانترنت من خلال مقاهى الانترنت حيث إن 16% من مستخدمى الانترنت يدخلون الشبكة من خلال تلك المقاهى. هذا الى جانب العوائق التى تحول دون انتشار الانترنت بصفة عامة كالأمية الإلكترونية وعبء اللغة الأجنبية للمحتوى المقدم من خلال الانترنت. التعهيد يستفيد من الأزمة المالية وبالرغم من تأثير الأزمة على العالمية على إيرادات الشركات العاملة فى مجال التعهيد، فمن المتوقع أن تزيد صادرات مصر من هذه الخدمات خلال العام 2009، مما يوفر فرص عمل للشباب فى ظل الظروف الضاغطة للأزمة، وما ترتب عليها من تراجع فى التشغيل، أو تسريح للعمالة. ويبلغ عدد العاملين بقطاع التعهيد فى مصر نحو 20 ألف عامل، تبعا لعاطف حلمى، عضو مجلس الإدارة بهيئة صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا»، والذى توقع فى تصريحات سابقة ل«الشروق» أن تتجاوز صادرات هذا القطاع المعدل الذى حققته فى العام الماضى، والبالغ 900 مليون دولار بالرغم من تداعيات الأزمة المالية على الاقتصاد العالمى، يرى عاطف حلمى أن «أهداف خطة الدولة بوصول صادرات التعهيد إلى 1,1 مليار دولار بنهاية 2010 قابلة للتحقق»، بالنظر لمعدلات النمو فى هذا النشاط.