«كنت حاسس إنى باكتب حاجة كويسة لكن ما تصورتش كل النجاح دا». وسط حشد من الكتاب والشعراء والإعلاميين قال الكاتب الروائى «مكاوى سعيد» هذه الجملة واصفا روايته «تغريدة البجعة» التى احتفل قبل أيام بصدور طبعتها الإنجليزية عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية بترجمة ل«آدم طالب»، وهى الرواية التى حازت جائزة الدولة التشجيعية العام الماضى، ووصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية فى نفس العام. بجعة مكاوى «سعيد» أو تميمته التى جلبت له نجاحا وشهرة مثلا فى حينها ما يشبه الظاهرة صدر عنها إلى الآن ما يقرب من عشر طبعات عربية بالإضافة إلى طبعات أجنبية تصدرتها طبعة الجامعة الأمريكية وأخرى فى الطريق، وهو ما أكد الكاتب أنه أثر على قراراته بشأنه الكتابة ومعاييرها والنظرة إلى الجمهور وغيرها من العوامل التى قال إنها تحاصر أى عمل يشرع فى كتابته أو نشره، يقول سعيد: «فى البداية كنت أكتب لجمهور محدود، تقريبا لا أعرف من هو وكيف سيتلقانى، لكن النجاح وما حققته الرواية من دوى وجدل، خلق ما يشبه الترقب والتربص بأى عمل أو حتى تصريح بشأن هذا العمل ينطق به الكاتب، وهذا بالطبع أمر مخيف». ويضيف: «عملى كمخرج أفلام تسجيلية، كان بعضها مع أدباء وكتاب جعلنى استكشف الخطأ الذى يقع فيه الكثير من الكتاب الذين سرعان ما يستثمرون النجاح الذى يحدثه عمل معين فى إصدار أعمال أخرى يتم تسويقها على خلفية نجاح العمل السابق ولكن سرعان ما يكتشف الجمهور أنها أقل قيمة». وعن الطابع المشهدى السينمائى الغالب على بناء روايته قال مكاوى إنه يفضل وينحاز لبعض المفاهيم والتقنيات السينمائية التى قال إنها تثبت نجاحها أيضا فى الكتابة بما تحققه من جذب وتشويق وتسلسل زمنى، لكنه نفى أن يكون قد كتبها خصيصا لتكون فيلما سينمائيا. وأوضح الكاتب الذى يجرى إعداد روايته فيلما سينمائيا بسيناريو «بلال فضل»، أن علاقته الحقيقية بالرواية فى شكلها الأدبى بدليل إصراره على أن يكتب لها السيناريو شخص آخر. من ناحية أخرى، أرجع الكاتب حالة الحراك التى يشهدها الواقع الثقافى المصرى منذ وعلى مدار العامين الفائتين إلى ازدياد عدد دور النشر وتفعيل وسائل الاتصال خصوصا الإنترنت والفيس بوك وتعدد الجوائز الأدبية وحفلات التوقيع وغيرها، كما أكد تراجع الرقابة على الأعمال الإبداعية مشيرا فى هذا السياق إلى رواية «مترو» المصورة التى صودرت مؤخرا والتى رفض اعتبار سحبها من الأسواق مصادرة أدبية، لأنها تندرج تحت مصنف آخر هو «الكوميكس» أو القصص المصورة وليست رواية أدبية.