عبد الحليم حافظ هو واحدا من أعظم الشخصيات الفنية المصرية والعربية في العصر الحديث ، حيث كان ممثلا ومطربا بارعا ، دخل قلوب الملايين من المستمعين بسرعة كبيرة ، وشارك في التعبير عن أحلامهم ومشاعرهم بأعماله الفنية المتميزة ، وكان معشوقا للشبان والفتيات معا ، وكان أيضا صوتا للثورة المصرية عام 1952 ، وحفر اسمه في قلوب المصريين رغم وفاته مبكرا. إسمه بالكامل عبد الحليم علي شبانة ، ولد في 21 يونيو عام 1929 في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية. توفيت والدته يوم مولده ، وبعد أيام قليلة توفي والده علي إسماعيل ، فانتقل مع إخوته إلى منزل خاله متولي أحمد ، فعاش يتيما طوال حياته ، كما أصيب بمرض البلهاريسيا في صغره. أكبر إخوته هو إسماعيل شبانة مطرب ومدرس موسيقى في وزارة التربية. وهو في الثانية عشرة من عمره ، لمس شقيقه إسماعيل ميله إلى الفن ، فشجعه على الالتحاق بمعهد الموسيقى ، وغنى أمام اللجنة في المعهد قصيدة "علموه كيف يجفو فجفا" للموسيقار محمد عبد الوهاب. انتقل بعد ذلك إلى المعهد العالي للموسيقى المسرحية في القاهرة ، وبعد أن أنهى دراسته عمل مدرساً للموسيقى في طنطا. تقدم إلى لجنة الاختبار في الإذاعة المصرية ، وكان من بين أعضائها حافظ عبد الوهاب الذي آمن بموهبته كثيراً وأعطاه إسمه "حافظ" ، ومن هنا جاء اسمه الفني "عبد الحليم حافظ". تعاون في بداياته مع الملحن محمد الموجي وكمال الطويل ، ثم بليغ حمدي ، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ، كما غنى لكبار الشعراء مثل مرسي جميل عزيز وصلاح جاهين وصلاح عبد الصبور وحسين السيد ونزار قباني وعبد الرحمن الأبنودي. لا يزال إسمه يقترن بالأغاني الرومانسية التي يرددها العالم العربي حتى اليوم ، إلى جانب أغانيه الوطنية ، كما كانت أفلامه السينمائية علامات فنية فارقة في تاريخ السينما المصرية مثل فيلم "الوسادة الخالية" و"أبي فوق الشجرة". توفي يوم 30 مارس عام 1977 بعد صراع طويل مع مرض البلهاريسيا التي تمكنت منه ، وتم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة. نال ألقاباً عديدة أشهرها "العندليب الأسمر" و"حليم" و"مطرب الثورة".