شن حسين مجاور، رئيس اتحاد عمال مصر، هجوما حادا على الاتجاه الذى ظهر منذ نحو سنتين فى مصر لإنشاء نقابات مستقلة عن التنظيم النقابى الذى يرأسه، واصفا الساعين لإنشاء نقابات مستقلة بأنهم «ناس فاهمة الحريات النقابية والتعددية غلط.. كل واحد يطلع الصبح يقول أنا عملت نقابة موازية ونقابة مستقلة». هجوم مجاور جاء خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية العادية للنقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، والتى عقدت أمس فى مقر الاتحاد العام للنقابات. وإذا كان هجوم مجاور على الاتجاه لتأسيس النقابات المستقلة، أمرا معتادا، فالجديد هذه المرة كان الحديث عن أن مصر مستهدفة من جهات أجنبية تمول بعض الجهات الداخلية لخلخلة الجبهة العمالية، فى اتهام غير مباشر للنقابات المستقلة بتلقى تمويل من جهات خارجية. وكرر مجاور أكثر من مرة الحديث عن وجود منظمات مشبوهة تُمَول من الخارج لخلخلة الجبهة العمالية. وانتقد مجاور كذلك كمال أبو عيطة، نقيب الضرائب المستقلة، أول نقابة مستقلة فى مصر، متهما إياه بأن خسارته فى الانتخابات النقابية الأخيرة، هى ما دفعته للسعى لتأسيس نقابة مستقلة بعيدا عن الاتحاد العام. «أنا مستعد أجمع أملاكى أنا والحاج حسين وكل أعضاء الاتحاد ونقسمها على عددنا وأنا واثق أننى سأحقق ثروة طائلة». هكذا رد أبو عيطة على اتهامات مجاور، متحديا أجهزة الأمن أو غيرها من الجهات المسئولة إثبات أن نقابة العقارية تقاضت أى شكل من أشكال الدعم هى أو أعضاؤها، موضحا أن أعضاء النقابة المستقلة متهمون بأنهم يمولون أنشطتهم من تبرعات أعضاء النقابة أنفسهم. ودعا أبوعيطة حسين مجاور لإعادة فرز الأوراق الانتخابية للانتخابات الأخيرة، مؤكدا أن ما حدث هو تزوير واضح ضده وضد كل الشرفاء داخل التنظيم النقابى، مؤكدا أن الأوراق ما زالت بحوزته لتثبت أنه جاء فى المركز الأول فى الانتخابات بجدارة. وأكد أبوعيطة أن الدورة الانتخابية الأخيرة شهدت تزويرا سافرا أثبت له ولزملائه أنه لا أمل فى إصلاح التنظيم النقابى الرسمى، وبالتالى أصبح تأسيس نقابة مستقلة هو الحل الوحيد للحفاظ على مصالح العاملين بالعقارية. واعتبر أبو عيطة أن التنظيم النقابى الرسمى، أو الرجل المريض كما سماه، قد قارب على الوفاة حيث أصبح واضحا لملايين العمال أنه غير قادر وغير راغب فى الدفاع عن مصالحهم، على حد قوله. وفيما هاجم مجاور الاتجاه نحو إنشاء نقابات مستقلة، تحدث عن ضرورة أن تشهد المرحلة المقبلة تعديلا لشكل التنظيم النقابى لدعمه وتقويته. وحرص مجاور على إعلان تأييد عمال مصر للرئيس مبارك، مؤكدا أن الاتحاد مع الاختلاف والنقاش والتحاور مع الكل فيما عدا الرئيس قائلا إنه صاحب الفضل الأول والأخير فى حماية الطبقة العاملة، وأنه «حاطط العمال فى عينيه»، على حد قوله. كلمة طلعت المنسى، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصحافة، لم تخل هى الأخرى من انتقادات لما سماه هياكل نقابية خارج وحدة التنظيم النقابى، فى إشارة للنقابات المستقلة، كما انتقد كذلك كون الإضرابات والاحتجاجات العمالية أصبحت ظاهرة فى الفترة الأخيرة. إلا أن المنسى وجه سهام النقد كذلك لبعض أصحاب الأعمال، الذين لا يعترفون بالنقابات العمالية ويرفضون إعطاء العمال حقوقهم المشروعة بالمخالفة لكل القوانين.