استأنفت اليوم المدارس والجامعات أول أسابيع العام الدراسى الذى يسميه البعض عام الإنفلونزا بعد هدنة 24 ساعة احتفالا بالسادس من أكتوبر، كانت فرصة لتأمل ما فعلته استعدادات مواجهة انفلونزا الخنازير بمدارسنا وداخل بيوتنا ، فرأى البعض أن الأزمة كشفت المستور الذى كان يتهرب المسئولون من الاعتراف به. فقال د.محمد الطيب - عميد تربية طنطا سابقا وعضو المجالس القومية المتخصصة - إن إنفلونزا الخنازير نقلت بعض المشكلات من منطقة المناقشة الطويلة عبر سنوات، إلى منطقة التطبيق، ومنها مشكلة ارتفاع الكثافة الطلابية بالفصول، والتى كانت المعوق لتطبيق نظام التقويم الشامل، وكان المسئولون ينكرونها أحيانا ويرونها أمرا واقعا لا فكاك منه، فأجبرتهم الظروف الحالية على الاعتراف بها والبحث عن حلول بديلة للتغلب عليها، سواء كانت الحلول مناسبة أم فى حاجة إلى إعادة مراجعة. وأشار إلى أن الأزمة حركت المياه الراكدة للمضى فى تنفيذ ما طالب به المسئولون وخبراء التعليم فى تغيير أساليب التدريس نحو التخلص من اعتبار المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة، إلى الاعتماد على أشكال أخرى للحصول على المعرفة كالإنترنت والأقراص المدمجة وغيرها. بينما قال د.نبيل عبدالعزيز مستشار وزيرالتربية والتعليم للتعليم الفنى أن استعدادات إنفلونزا الخنازير غيرت أولويات توجيه بعض الميزانيات بالوزارة، فالمخصصات التى وجهتها الوزارة للصيانة والنظافة كانت ستنفق على أولويات أخرى، مثل تطوير المناهج والمقاعد التى يجلس عليها الطلاب، ودعم المراكز الاستكشافية للعلوم وغيرها. وأكد ابراهيم كمال مدرس بمدرسة فضل الخاصة أن الأزمة أسمعت المجتمع أنين المدارس الحكومية الذى طال من الإهمال وعدم النظافة، وانتشار القمامة حول العديد من المدارس، وأصبح بالإمكان الاستجابة إلى بعض هذه الطالبات، وساهمت أيضا فى رفع وعى المعلمين الصحى، ليس فقط بالنسبة لإنفلونزا الخنازير، بل وباقى الأمراض الأخرى. وقال عبدالتواب عبدالرجال مدرس بمدرسة عمرو بن العاص إن هذه الأيام شهدت تعاونا بين الصحة والتعليم لحماية صحة الطلاب بالاهتمام بنظافة المدارس وزيادة وعى المدرسين وتوافر الأطباء بالمدارس لمتابعة الطلاب حتى لو طبيب لعدة مدارس ولكن يكون موجودا ومهتما بالإشراف والمتابعة، بدلا من إهمال الطلاب كما حدث بالمدرسة عند كسر أحد الطلاب وكانت هناك صعوبة فى استدعاء الطبيب لإسعاف الطالب حتى يصل إلى المستشفى. على الجانب الآخر يرى عمر مرسى مدرس بمدرسة السيدة نفيسة الالكترونية بنات إن الأزمة عمقت إحساس عدم الثقة بالحكومة لدى المواطنين لأن تصريحات المسئولين لا تطبق على أرض الواقع، فإعلان المسئولين توزيع كمامات على المدارس لم يحدث حتى الآن. واتفق معه مدير مدرسة ابتدائى بامبابة رفض ذكر اسمه فى أن نقص العمالة سببا رئيسيا فى مشكله النظافة وانها لن تحل الا بزيادة اعداد العمالة ورفع أجورهم المتدنية، وهذا أيضا لم يحدث حتى الآن. ورأى محمد عبدالرازق وكيل مدرسة السلام الاعدادية بنين أن جميع الاحتياطات التى يتم التركيز عليها الآن موجودة بالفعل ولكن كانت تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، فالاهتمام بالنظافة كانت لا يحتاج إنفلونزا خنازير ليتم الحديث عنها لأن التلوث يؤدى إلى أمراض أشد خطورة مثل التيفود. وقالت والدة الطفلة آلاء خالد إن هذه الأزمة كشفت جشع أصحاب المدارس الخاصة، حيث قام بعضهم بزيادة المصروفات الدراسية، تحت مسمى توفير المطهرات وزيادة رواتب عمال النظافة لتحفيزهم على العمل، وقالت إن مدرسة ابنتها رفعت المصاريف من 1800 جنيه إلى 2100 جنيه. وقالت والدة مصطفى رمضان بالمرحلة الإعدادية: شكرا لانفلونزا الخنازير، فقد قللت من كثافة فصل ابنها من 60 طالبا ،الى 24 طالبا فقط، واصبح بامكان ابنى الجلوس بارتياح لتلقى الدروس داخل المدرسة، وأصبح لديه ايضا فرصة أكبر ليسال المعلم عن أى شىء بالدرس. فى حين تقول مرفت والدة اسلام وحنان ومروة بالابتدائى والاعدادى والثانوى وضعتنا انفلونزا الخنازير فى اختيارين أحلاهما مر، خاصة بعد أن اختلفت أنظمة العمل بمدارس اولادى، فالابن الاصغر مدرسته تعمل بنظام الفترتين، والابنة الوسطى بنظام الثلاثة ايام ،والكبرى اليوم الدراس الكامل، وعلىّ الآن أن أختار بين الحصول على إجازة دون راتب من عملى ومتابعة تلك الانظمة المختلفة للعمل بمدارسهم، ومتابعة دروسهم الخاصة أو البرامج التعليمية، وبين البقاء فى عملى ومحاولة نقلهم إلى مدارس أخرى أو تركهم فى المنزل وحدهم. وعلى الجانب الآخر قال محمد عقرب رئيس لجنة التعليم بمحافظة 6 أكتوبر إن استعدادات انفلونزا الخنازير لم تكن على نفس المستوى بالنسبة لجميع المدارس كما يعتقد البعض، فبعض مدارس المحافظة مازالت تعانى التكدس،وهناك بعض المدارس بها فصول لم تتسلم (تخت) من الاصل، كمدرسة الحسينين للتعليم الأساسى بمنشية القناطر التى بها 72 فصلا منها 11 بدون (تخت)، وبالتالى هى غير مستغلة فالتكدس كما هو. وعلى العكس هناك مدارس ليس بها كثافة طلابية وفصول بلا طلاب، مثل مدرسة وردان الإعدادية الحديثة التى بها 39 فصلا، منها 17 فصلا ليس بها تلاميذ، ويمكن أن يضم بعض تلاميذ مدارس أخرى إلى مثل هذه المدارس طبقا لقرار وزارى سابق، لكنه غير مفعل، وسنعرض هذه الامور خلال اجتماع مديرى الادارات التعليمية بالمحافظة الاربعاء المقبل. فيما رأى عبدالحفيظ طايل رئيس المركز المصرى للحق فى التعليم أن الأزمة نشطت من أساليب الرصد الشعبى لما يحدث داخل مدارسنا، وفرصة لاعادة النظر فى الانفاق على أولويات التعليم، وضرورة مشاركة المجتمع فى هذه القرارات.