حذر الرئيس حسني مبارك الحكومة من أي تهاون في حماية مصر من إنفلونزا الخنازير وأنه سيتعامل بحسم وشدة مع أي إهمال في تنفيذ خطط الحماية والوقاية لصحة المواطنين. وأبلغ الرئيس مبارك الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء مؤخرا أن لديه تفويضا كاملا في التعامل السريع مع أي مسئول حكومي أو محافظ يثبت تهاونه في تنفيذ الخطط الموضوعة. وكلف الرئيس مبارك للدكتور نظيف بعرض تقرير يومي بشأن متابعة الموقف في مصر وأيضا تقرير حول تطورات وانتشارالمرض في الخارج ووضع خطط لإجلاء وعودة المصريين من أي دولة يثبت انتشار المرض بها وعدم التفرقة بين المصريين في الداخل والخارج. كما طلب الرئيس سرعة تدبير احتياجات البلاد من السلع الاستراتيجية لمدة طويلة تحسبا لأي خطط تضعها منظمة الصحة العالمية في حالة رفع درجة الاستعداد إلي الدرجة السادسة. كما تضمنت تعليمات الرئيس وقف أي سفريات للخارج حاليا بالنسبة للوزراء والمسئولين الحكوميين المرتبطين بخطط التأمين والرقابة من المرض. من ناحية أخري اعترفت الحكومة بتقصيرها في مواجهة إنفلونزا الطيور، وأكد اللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية علي أن الخطأ لن يتكرر مع الخنازير، بينما أعلن د. ماجد عثمان المشرف علي غرفة عمليات الطوارئ أنه إذا ظهر المرض فسيتم إعلان حالة الطوارئ، ومنع المواطنين من مغادرة منازلهم، وقال د. عبدالرحمن شاهين المتحدث باسم وزارة الصحة إن التاميفلو علاج فعال خلال 48 ساعة من الإصابة، ولا يعتبر دواء وقائيا. وأشار د. إبراهيم البنداري مدير الطب الوقائي بالخدمات البيطرية إلي أن إجراءات الذبح والإعدام للخنازير مستمرة ولن تتوقف. اتهم اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية الحكومة بالتقصير في مواجهة فيروس إنفلونزا الطيور خاصة خلال فصل الصيف نظرا إلي انحسار المرض نتيجة لزيادة درجات الحرارة. وقال المحجوب إن العام الحالي سوف يشهد زيادة الاستعداد بسبب ظهور فيروس إنفلونزا الخنازير والذي ينشط مع درجات الحرارة المرتفعة، لافتا إلي أن الوضع العالمي سيئ جدا، وأن الحكومة قامت بإجراء اختبارات وهمية في خمس محافظات وهي المنوفية والغربية والدقهلية، والشرقية والفيوم، والهدف من التجارب هو دراسة إمكانات المحافظات واستعدادتها في حالة ظهور مرض إنفلونزا الخنازير. وعلي جانب آخر أكد د. ماجد عثمان مدير مركز معلومات دعم واتخاذ القرار والمشرف علي غرفة عمليات طوارئ إنفلونزا الخنازير أن التجارب التي تمت داخل المحافظات الخمس استهدفت اختبار مدي توافر الخدمات الصحية والغذائية والوقائية داخل المحافظات في حالة ظهور إنفلونزا الخنازير حتي يتواكب معها إعلان حالة "الطوارئ" واحتمالية اتخاذ إجراءات بمنع خروج المواطنين من منازلهم، إضافة إلي كيفية التعامل مع المناطق التي بها كثافات سكانية عالية مثل المدارس والجامعات والمصالح الحكومية. وأوضح د. إبراهيم البنداري مدير عام الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية أن فيروسات الإنفلونزا تنتشر في فصل الشتاء لأنها تنشط مع الجو البارد، أما فيروس إنفلونزا الخنازير فقد خرج عن المألوف نتيجة لظهوره في الفترة ما بين فصلي الربيع والصيف أي في درجات الحرارة المرتفعة.. وأشار إلي أن إجراءات الذبح والإعدام مستمرة. كشفت بعض المصادر في محافظتي القاهرةوالجيزة قيام بعض المربين بتهريب الخنازير خاصة الصغيرة منها داخل أجولة بلاستيكية مخصصة لجمع القمامة لنقلها إلي مزارع ماشية علي الطريق الصحراوي عبر سيارات نقل في ساعات متأخرة من الليل. وأرجع الأهالي عمليات التهريب هذه إلي عدم ثقتهم في موقف الحكومة تجاه التعويضات بينما أرجع البعض الآخر ذلك إلي الحفاظ علي سلالة الخنازير الخاصة بهم في ظل الإبادة الجماعية لقطعان في مصر. قال مصدر أمني يصف عمليات التهريب بأنها مسألة صعبة للغاية ولا يجب تعميمها خاصة في ظل التواجد الأمني المكثف حول مناطق الحظائر في كل المحافظات، فضلا عن الأكمنة الثابتة والمتحركة علي الطرق السريعة والداخلية والتي تتلقي تعليمات بضرورة تفتيش كل السيارات النقل وفي حالة العثور علي أي خنزير يتم تسليمه علي الفور للحجر الصحي لإعدامه فورا. أكد د. عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزير الصحة في تصريح خاص ل "نهضة مصر الأسبوعي" أن دواء "التاميفلو" ليس كما يعتقد البعض من أن تناوله يمنع الإصابة بإنفلونزا الخنازير، كما أشاع البعض، ولكنه فعال للحالات التي يثبت إصابتها، بل علي العكس تناول العقار كدواء وقائي يفسد مفعوله كعلاج. وأوضح د. شاهين أنه بدأ تأمين المستشفيات من الاحتياجات الطبية التي تلزمها من الخارج تحسبا لانتقال المرض للمرحلة الثالثة، مشيرا إلي وجود رقابة طبية صارمة علي منافذ مصر البرية، من منفذ طابا ورفح والعوجة والسلوم، علاوة علي الحجر الطبي الدقيق علي كل الموانئ والمطارات مع احتجاز أي حالة مصابة بها أو تبدو بها أعراض الإنفلونزا العادية أو ارتفاع الحرار وتكون قادمة من الخارج، فالخطر علي مصر من القادمين وليس من داخل مصر، مع العلم أن أشهر الصيف القادمة وارتفاع درجة الحرارة في مصر قد تؤثر في قتل الفيروس. وقال وفي يوم الجمعة هناك ضرورة الصلاة في الخلاء بالنسبة للمساجد الصغيرة المكتظة، فالمسجد الذي يستوعب ألف شخص يجب أن يصلي فيه نصف العدد والنصف الآخر خارج المسجد حتي لا يحدث ازدحام ويكون هناك أي اشتباه في عدوي أحد من المصلين، ويؤكد ضرورة التهوية الجيدة للمنازل وغرف النوم وعدم استعمال الأدوات الشخصية المشتركة خاصة "المناشف" ولرواد مترو الأنفاق والمواصلات العامة ضرورة التهوية مع العلم أن هذا الفيروس لا ينتقل من خلال الهواء المفتوح بل من خلال مسافة من متر إلي متر ونصف من الشخص المصاب ومن خلال الشخص المصاب. من ناحية أخري كشف تقرير صدر مؤخرا عن وزارة الصحة أن عدد الحالات المشتبه في إصابتها بمرض إنفلونزا الطيور منذ بداية ظهور المرض في عام 2006 وحتي أبريل 2009 بلغت 6645 حالة تأكد منها إصابة 68 حالة توفي منهم 26 حالة بنسبة 2.38%. وأكد التقرير أنه تم عمل مسح للمخالطين للخنازير في القاهرةوالجيزةوالقليوبية، حيث تم فحص 69 شخصا في الجيزة و100 في القاهرة و780 في القليوبية، وتبين أنهم بحالة جيدة ولا توجد أي أعراض علي أي منهم.