كشف مصدر مطلع من الشركة المنفذة للمرحلة الثالثة لمشروع مترو الأنفاق عن السبب الحقيقى للهبوط وهو حدوث خلل فى الجزء «الخرسانى» فى النفق الذى كان يتم حفره بسبب آلة الحفر، فأدت إلى سقوط القطعة الخرسانية من أسفل النفق وتلاها انهيار فى سطح التربة، وهو ما انفردت به «الشروق» أمس على لسان د.ممدوح حمزة. وأضاف المصدر أن الشركة أغلقت على «الكاتر» الذى كان يقوم بالحفر أسفل النفق بضغط مياه 200 متر مكعب لضمان عدم تكرار الهبوط مرة أخرى وستتم استعادة الآلة بعد استئناف العمل فى المترو مرة أخرى. وقال إن عملية الحقن ستفيد بشكل مباشر البيوت القديمة والمتهالكة فى المنطقة، لأن الشركة تستخدم المادة الجيلاتينية فى عملية الحقن وهى نفس المادة التى تستخدم فى تبطين نفق المترو حتى لا تتسرب المياه الجوفية إلى النفق أو فى حالة حدوث أى مشكلة فى خطوط الصرف الصحى. ومن جانبه، قال د.على عبد الرحمن مستشار محافظ القاهرة ورئيس لجنة المعاينة لموقع الهبوط: إن الهبوط الذى حدث فى باب الشعرية أدى إلى غلق 90 مترا من طول النفق وأن الشركة الفرنسية استخدمت ألفى متر مكعب من الصبة الخرسانية المعالجة لغلق مكان الانهيار الأول والثانى بعمق 25 مترا تحت الأرض للتثبيت، وأن التربة المحيطة بالنفق تربة طميية. وأضاف عبد الرحمن أن الانهيارات التى حدثت أثرت بشكل مباشر على مبنى قسم الشرطة القديم الذى هبط مع الانهيار الأرضى للتربة ومبنى الجامع ودار المناسبات وسيتم إزالتهما قبل الانتهاء من العمل وإعادة بنائهما مرة أخرى. وفى السياق نفسه، قال مصدر بالهيئة القومية للأنفاق إن ماكينة الحفر كليوباترا لا تزال معلقة فى النفق بين محطتى الجيش وباب الشعرية، وأوضح المصدر أن طول الماكينة يصل إلى 64 مترا، وأن الانهيار حدث أثناء الحفر، مما أدى إلى ردم حوالى 4 أمتار من مقدمة الماكينة، و أضاف إنه يصعب سحب الماكينة «كليوباترا» إلى الخلف، لأن تصميمها الفنى لا يسمح برجوعها للخلف، وأن وزنها يزيد على ألف طن ويصعب إيجاد حل لإنقاذها، وأن الحل الوحيد هو الانتظار لحين الانتهاء من حقن التربة وعودة أعمال الحفر مرة أخرى، وهذا الأمر قد يستمر لعدة شهور مما سيؤدى بالإخلال بجدول العمل المحدد للانتهاء من المرحلة الأولى للخط الثالث لمترو الأنفاق. ويتم التنسيق بين الهيئة ومحافظة القاهرة لاستكمال إخلاء المنازل والاطمئنان على تسكين الأهالى لحين استقرار الأوضاع وإبلاغهم رسميا عن طريق الحى بالعودة إلى منازلهم.