تستأنف أعمال الحفر فى المرحلة الأولى للخط الثالث لمترو الأنفاق غدا الثلاثاء، بعد توقفها لمدة 3 أيام بسبب الهبوط الأرضى الذى تعرضت له منطقة باب الشعرية. وأوضح التقرير المبدئى للجان الهندسية المشكلة لفحص الجزء المنهار من شارع الجيش بباب الشعرية أن الهبوط الأرضى نتيجة اصطدام الحفار «نفرتارى» بالجسم الخرسانى فور دخوله المحطة مساء الجمعة الماضى. وأكد تقرير اللجنة المكونة من 3 أساتذة بكلية الهندسة جامعة القاهرة لفحص التربة بالتعاون مع غرفة أعمال المترو لمتابعة سير ماكينات الحفر أن أعمال الحفر بالمترو هى السبب فى الانهيار، وتم إجراء تعديلات مرورية لتجنب التأثير السلبى على حركة المرور. ويبلغ طول الهبوط الأرضى 16 مترا وعرضه 8 أمتار بعمق 7.2 متر، ويبعد عن الانهيار الأخير الذى وقع العام الماضى فى نفس المنطقة مسافة 500 متر، ليكون بذلك الهبوط الثالث فى نفس المنطقة خلال عام واحد. وقال مصدر مسئول بوزارة النقل، فضل عدم ذكر اسمه، ل«الشروق» إن أعمال حقن التربة استمرت لمدة 3 أيام بمواد أسمنتية لترميم الجزء الذى تعرض للهبوط، مضيفا أن تربة باب الشعرية تتسم بالضعف والهشاشة لأنها تعد من أقدم شوارع القاهرة. وعلى صعيد متصل ذكر مصدر مطلع بالهيئة القومية للأنفاق رفض ذكر اسمه أن هبوط باب الشعرية الجديد سيؤثر على جدول أعمال الحفر، موضحا أنه لن يتم الانتهاء من حفر المحطة نهاية الأسبوع الجارى، كما كان مقررا بل قد يمتد العمل لأسبوعين آخرين. وكلف وزير النقل المسئولين بتوفير فندق لسكان العمارات القريبة من منطقة الهبوط، التى تم إخلاؤها فور وقوع الحادث، وصرف 500 جنيه يوميا لكل أسرة كتعويض لكل يوم تقضيه خارج مسكنها لحين الانتهاء من أعمال الإصلاحات الناتجة عن الهبوط، والحصول على موافقة اللجنة الهندسية الفنية المشكلة لمراجعة العقارات تحديد مدى تأثرها من الانهيار. وبالفعل عاد عدد من سكان العمارات التى تم إخلاؤها، ولم يتبق سوى عمارة واحدة تعود صباح اليوم. وفى سياق متصل، قال المستشار الهندسى لمحافظ القاهرة، على عبدالرحمن، إن المنطقة التى يقع فيها شارع الجيش هى تربة سطحية مكونة من ردم «الشارع كان يمر فيه فرع من النيل يسمى الخليج المصرى»، مشيرا إلى أن كفاءة التربة للتحمل ضعيفة مع وجود أعمال حفر لجسم النفق التى تتم بالمكان. وأوضح عبدالرحمن أنه فى مثل تلك الأحيان تنتج حالات عدم اتزان فى التربة، إلا أن عملية تبطين جسم النفق تقلل من احتمالات الهبوط مرة أخرى، كما أن فرصة سقوط المبانى ضعيفة خاصة بعد وضع جسم النفق فى مكانه يصبح الوضع آمن بالنسبة للمنشآت، متوقعا حدوث مثل تلك المشاكل بعد الانتهاء من تنفيذ جسم النفق. وطالب عبدالرحمن بضرورة وقف أعمال الحفر حتى يتم اتخاذ إجراءات أكثر تشددا، بأن يتم رفع مستوى الاحتياطات المستقبلية لاتخاذها أثناء الحفر، وكذلك حفر مسافات صغيرة وتبطينها مباشرة لتفادى تكرار أى أزمات فى المراحل المقبلة لأن كل تربة لها حسابات مختلفة عن الأخرى. وعارض عبدالرحمن فكرة التراجع عن استكمال أعمال المترو فى شارع الجيش، قائلا إن المرحلة السابقة نفذ فيها جزءا كبيرا من النفق، مع الابتعاد قدر الإمكان عن المناطق ذات التربة الضعيفة، مؤكدا أن تكرار الهبوط للمرة الثالثة لا يشكل خطرا داهما لكونه مشروعا مهما ومن المشاريع الحيوية وأى مشاكل مصاحبة للحفر لابد من إيجاد حلول لها».