توقع مصدر مطلع بالهيئة القومية للأنفاق حدوث هبوط أرضى آخر فى نفس المكان أو غيره من الأماكن التى تمر بها الأنفاق، قد تتسبب فى انهيار بعض العمارات المجاورة لمناطق الحفر، لافتا إلى أن حادث الهبوط الذى تعرضت له منطقة باب الشعرية أمس الأول كان متوقعا، وكانت الهيئة على استعداد للتعامل مع الاحتمالات الوارد حدوثها من تصدعات للتربة، أو هبوطها، أو كسر فى الألواح الخرسانية الموجودة تحت الأرض. ولفت إلى أن الهيئة سبق أن حقنت الأرض التى تعرضت للهبوط المفاجئ أمس الأول، قبل بدء العمل مباشرة، حتى تكون جاهزة لأعمال الحفر. وكشف المصدر ذاته عن حدوث شرخ فى الحوائط الخرسانية لمحطة عبده باشا فى المرحلة الأولى للخط الثالث لمترو الأنفاق؛ ما تسبب فى توقف العمل لفترة، واستبدالها بحوائط أخرى وإعادة تركيبها، وهو أمر وارد حدوثه فى أثناء العمل، إلا أن سبب الهبوط الأخير لم يتم تحديده بعد، لكن التقييم المبدئى للحادث اعتبره من النوع البسيط، إلا أنه تسبب فى كسر ماسورة مياه رئيسية، ما اضطرنا لنقلها وشفط المياه الجوفية التى تسربت داخل النفق، وسيتم حقن النفق بمادة عازلة ضد المياه الجوفية والرطوبة، وعزل النفق عن العوامل الخارجية. وقال: إن إخلاء العقارات المجاورة للحادث أمر احترازى لفترة لا تقل عن 48 ساعة، سيتم فيها استدعاء جميع المعدات الثقيلة اللازمة للتعامل مع أى تصدعات متوقعة فى سطح التربة، والتأكد من عدم تكرار الهبوط، وأن جدول سير العمل لن يتأثر بها، حيث ستعود الأمور إلى طبيعتها خلال 3 أو 4 أيام. من جانبه، أكد المهندس مصطفى زهران، رئيس حى باب الشعرية، متابعة وحدة رصد مترو الأنفاق لنفس مكان الهبوط قبل حدوثه، وأنهم نقلوا شبكة المرافق من نفس المكان قبل بدء العمل به؛ حتى لا تصطدم بآلات الحفر، وحولوا مسارها. وبعد حدوث الهبوط رصدت الوحدة البيوت المجاورة للحادث، وشددت على إخلاء 6 عقارات قد تتأثر بالهبوط خلال 24 ساعة قادمة، أما باقى الأبراج المحيطة بمكان الهبوط، فهى بعيدة تماما عن المخاطر، مضيفا أن الحى نقل 48 أسرة من بيوتهم إلى أحد الفنادق بحى مصر الجديدة، على نفقة محافظة القاهرة، حتى يتم تأمين منازلهم. أما أصحاب السيارات المهشمة من جراء الحادث، والكلام على لسان محمد هاشم، صاحب إحدى السيارات، فبعد أن دفنت مكان الهبوط وعده خبراء هيئة الأنفاق بتعويضه ماديا عن الخسارة، ولكنهم فى تحقيقات النيابة أدلوا بأنهم سيقيمون الخسارة التى لحقت بالسيارات، وسيحاولون تعويضها، الأمر الذى يثير القلق تجاه نواياهم، على حد قول هاشم. فى السياق ذاته، أمرت نيابة باب الشعرية بتشكيل لجنة هندسية من كليات الهندسة، للتعرف على مدى تأثير الهبوط على المنازل والمحال المجاورة للحادث. وأعدت الأجهزة الأمنية كردونا أمنيا حول مكان الهبوط، لمنع اقتراب أى مواطن؛ لتمكين الأجهزة الفنية من تحديد خطورة الحفرة التى نتجت عن الهبوط. وكانت «الشروق» حذرت من احتمال حدوث هبوط أرضى مفاجئ، فى العدد الصادر الجمعة 13 فبراير الماضى، على لسان الدكتور حسين علام، الأستاذ بالمركز القومى لبحوث البناء والإسكان، بعد هبوط أرضى بشارعى منصور، ومجلس الشعب عمقه نصف متر من سطح الأرض، وأودى بالمبنى التابع لوزارة العدل. وحذر علام فى العدد ذاته من عمليات الحفر المكشوف لمترو الأنفاق، التى لم يتم دمجها بشكل سليم عند الردم، وعدم اتباع المواصفات العلمية. كما أشار أن الخطورة الحقيقية لأى هبوط أرضى ستقع على المبانى القائمة فوق الأرض، وليس على المترو؛ لأنه مدعم بطبقات عازلة محيطة.