- الهروب من الوطن بسبب الظروف السيئة ليس هو الحل لتحسين الحياة «حياة آنا» هو اسم الفيلم الجورجى الذى عرضته شاشة مهرجان القاهرة السينمائى، ضمن المسابقة الرسمية و الذى تدور أحداثه فى 108 دقائق هو الفيلم الراوئى الطويل لمخرجته نينو باسيليا وعقب العرض دخل الجمهور الذى ابدى اعجابه بالفيلم فى نقاش مفتوح مع مخرجته حول رؤيتها السينمائية، وواقع السينما فى موطنها جورجيا، بالإضافة إلى مناقشتهم لقصة الفيلم والتى كتبت السيناريو الخاص بها أيضا. حيث اشارت نينو باسيليا إلى ان سيناريو «حياة آنا» فاز بجائزة مسابقة المركز القومى الجورجى للسينما وعرض عالميا لأول مرة من خلال مهرجان جوتينبيرج السينمائى الدولى بالسويد. وتدور أحداث الفيلم حول أم عزباء لديها طفل مصاب بمرض متوحد، تسافر إلى أمريكا هى وطفلها كى تحسن من ظروف معيشتهما، ومن ثم تأخذ المخاطرة فتبيع بيتها وتعطى النقود لرجل يعدها بأن يجلب لها تأِشيرة سفر غير قانونية لأمريكا، ثم يتبين أن ذلك الرجل محتال وأنه يجمع النقود ليسافر هو وأسرته إلى الخارج، وردا على موقفه، تقوم بطلة الفيلم بخطف ابنة ذلك الرجل المحتال لتقايضه بأن يعيد إليها أموالها. وقالت نينو باسيليا المخرجة الجورجية إن الفيلم يحمل دلالات تقول بأن الهروب من الوطن بسبب الظروف السيئة ليس هو الحل لتحسين الحياة، وإنما الحل يكمن فى المقاومة والصراع مع الحياة فى وطننا حتى تتحسن الأمور، مضيفة أنها أرادت من خلال الفيلم أن تعبر عن المرأة فى جورجيا وما تواجهه، وأضاف أنها قررت أن تقوم بصناعة ثلاثية من الأفلام عن المرأة كان أولها فيلم «حياة آنا» يليه فيلمان عن المرأة والحرب، والمرأة والحب. وأشارت مخرجة العمل أنها قابلت نماذج كثيرة من المواطنين فى جورجيا الذين يرغبون فى الهجرة لتحسين حياتهم، وخاصة النساء اللاتى يتعرضن لظروف صعبة خاصة حين يسافرون بطرق غير شرعية ويتركون أولادهم، حتى أن يصبح الانترنت هو وسيلة التواصل الوحيدة لعشرات السنوات بين الأم وأبنائها. وأضافت المخرجة أنها حاولت من خلال الفيلم التعبير عن الحياة الاجتماعية والسياسية للناس فى جورجيا، مشيرة إلى أن الوضع فى جورجيا كما هو عليه منذ 10 سنوات، والأزمة الاقتصادية هى التحدى الأكبر للبلد، خاصة أن البلد حصل على الاستقلال عن روسيا منذ 25 عاما. وحول صناعة الفيلم وميزانيته، قالت نيننا باسيليا إن أزمة إيجاد مصادر لتمويل الأفلام من العقبات الكبيرة أمام صناع الأفلام فى جورجيا، ووجهت شكر لمنتجة الفيلم، التى لولاها لم تكن هناك فرصة لظهور الفيلم، مضيفة أن أغلب الممثلين فى الفيلم هم من الممثلين المحترفين فى جورجيا. وأكدت أنه بوجه عام لم تكن هناك صعوبات أثناء تنفيذ الفيلم، لأنها قامت بالتحضير الجيد لفترة طويلة قبل التصوير. وأنهت المخرجة قولها بأنه لو استطاع الفيلم أن يكون بمثابة رسالة لإعادة التفكير فى مسألة الهجرة خارج البلاد، بل والتراجع عن تلك الفكرة، وتفضيل البقاء فى الوطن والمثابرة والمقاومة، فذلك سيكون النجاح الأكبر للفيلم.