"ارتداء الحجاب في المدارس" كان عنوان الهاشتاج الذي تتداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي اليومين الماضيين، تعقيبا على واقعة إجبار طالبة بمحافظة الشرقية على ارتداء الحجاب باعتباره "جزءا من الزي المدرسي". نشرت لمياء لطفي الباحثة الحقوقية ب"مؤسسة المرأة الجديدة"، على صفحتها بالفيسبوك، صورة للافتة معلقة بمدرسة "الناصرية الإعدادية" التي تدرس بها ابنتها ندى صلاح، مدون عليها مواصفات الزي المدرسي المطلوب للبنات والبنين والتي كان من بينها ارتداء "الإيشارب الأبيض" للفتيات، واللافتة معلقة في المدرسة بتوقيع المديرة. وقعت الحادثة منذ أيام، حين طلبت مديرة المدرسة من ندى صلاح التي تدرس بالصف الأول الإعدادي أن ترتدي الحجاب لأنه جزءًا من الزي المدرسي، ورفضت ندى قائلة "إن والديها غير موافقين على ذلك"، وعلى إثر ذلك تم استدعاء والدي ندى، اللذان تواصلا مع إدارة المدرسة للتوصل إلى حل بخصوص موقف ابنتهما. وتقول لمياء لطفي "ربما يحدث ذلك منذ سنوات أن تجبر الفتيات في المدارس بمجرد دخولهن المرحلة الإعدادية على ارتداء الحجاب، إلا أنه لم تظهر أصوات لأولياء أمور برفض تطبيق ذلك على بناتهن وكان مديرو المدراس أكثر مرونة في التعامل مع الأمر"، وتضيف "حين حدث الأمر مع ابنتي، توقعت أنه سيمر بمجرد تواصلنا مع إدارة المدرسة وتأكيدنا على رغبتنا في عدم إجبار ابنتنا على ارتداء الحجاب لأنه مسألة شخصية، بالإضافة إلى احترام ابنتنا للزي المدرسي الذي تفرضه وزارة التربية والتعليم والذي لا يوجد به مطلقا ما ينص على ارتداء الحجاب". ومن جانبه، قال بشير حسن المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم في مداخلة هاتفية ببرنامج العاشرة مساء: «لا يوجد قانون أو قرار أو توجيهات أو أمر إداري لأي مديرية أو مدرسة بإلزام الطالبات بارتداء الحجاب، والمديرية بالفعل تحركت كما قال والد الطالبة ندى، وجار التحقيق بشكل كامل في الواقعة"، وما هو مطلوب "أن الفتاة التي ترتدي حجاب بالفعل، عليها ارتداء لونه أبيض". وأوضحت لمياء لطفي أن تصعيدهم للموقف، شجع عددا من الأهالي للحديث حول حدوث نفس الواقعة مع بناتهن، مضيفة أنها وزوجها تقدما بشكوى في 16 أكتوبر لمديرية التربية والتعليم بالشرقية، والتي تم احالتها لإدارة شرق التعليمية، وتحركت في اليوم نفسه لجنة مكونة من وكيل وزارة التربية والتعليم بالشرقية، ومدير إدارة شرق التعليمية للمدرسة للتحقيق فى الواقعة محل الشكوى"، مشيدة بسرعة استجابة العاملين بمديرية التربية والتعليم على التحقيق في الواقعة. وأكدت أن اللجنة التي ذهبت للتحقيق في الواقعة، تواصلت مع ندى ابنتها وأبلغتها أن من حقها الحضور إلى المدرسة دون ارتداء الحجاب، وهو ما حدث بالفعل مع ندى حتى اليوم الثلاثاء دون تعرضها لأي مضايقات. وقالت الباحثة الحقوقية بمؤسسة المرأة الجديدة، إنهم في انتظار نتيجة التحقيق الرسمي الصادر من الوفد التابع لمديرية التربية والتعليم للتحرك على أساسه في الأيام المقبلة، مؤكدة أنها مكتفية بأن ابنتها حصلت على حقها في الاختيار بارتداء الحجاب من عدمه، متابعة: "القضية في انتهاك حقهن في اتخاذ القرارات فيما يخص مظهرهن، وهو ما قد يترك تأثيرا سلبيا على شخصياتهن". وأطلقت مؤسسة المرأة الجديدة (منظمة حقوقية تعمل في مجال دعم قضايا النساء)، حملة لدعم موقف أولياء أمور الفتيات اللآتى يرفضن إجبار المدارس لبناتهن على ارتداء الحجاب بحجة "أنه جزء من الزي المدرسي". وأكدت لمياء لطفي أن "المرأة الجديدة" الآن تعمل على توثيق حالات لفتيات أجبرن على ارتداء الحجاب في المدراس، ليتم التصعيد إلى المجلس القومي للمرأة والمركز القومي للطفولة والأمومة، مؤكدة أن حملتهم ستعمل في الأساس على دعم الحق في الاختيار وضمان بيئة آمنة للفتيات في المدراس.