«اختزال الدين في غطاء للرأس» .. هكذا بدأ صلاح فاروق، والد الطالبة ندى المقيدة بالصف الأول الإعدادي بمدرسة الناصرية الإعدادية، التابعة لإدارة شرق الزقازيق التعليمية، محافظة الشرقية، حديثه ل"التحرير" عن أزمة ابنته مع إدارة المدرسة، بعد مطالبة المديرة لابنته بارتداء الحجاب أثناء فترة تواجدها في المدرسة. يقول والد الطالبة: "القضية بدأت منذ اليوم الثاني في العام الدراسي الحالي، إذ شددت إدارة المدرسة على ابنته بارتداء الطرحة في المدرسة، وهو ما لم تقم به، واستمرت في التردد على مدرستها لتحصيل العلم دون تغطية شعرها، الأمر الذي قابلته المديرة بالرفض، وتم استيقاف ابنتي والتنبيه عليها مجددًا بارتداء الطرحة، وتطور الأمر إلى استدعائي فذهبت إلى المدرسة، صباح أمس الأحد، وتفاجئت بمنع ابنتي من دخول الفصل، ثم تم السماح لها بعد انتهاء منتصف الحصة الأولى بالدخول". «ازدواجية في الشخصية» ويضيف الوالد: "تحدثت مع مديرة المدرسة في هذا الشأن، وتبادلنا النقاش بشكل ودي، إلا أنني تفاجئت بردها إذ طالبت بارتداء ابنتي للحجاب أثناء فترة تواجدها بالمدرسة وخلعه إن شاءت خارج المدرسة، الأمر الذي أثار حفيظتي لأنه تكريس لازدواجية الشخصية، واختزال للدين في غطاء للرأس". ويوضح: "طالبت مديرة المدرسة باستثناء نجلتي من ارتداء الطرحة، إلا أنها رفضت بحجة أنه ضمن الزي المدرسي، فطالبتها بالإطلاع على تلك التعليمات الملزمة بالزي المدرسي، ولم أجد سوى لافتة معلقة في المدرسة توضح أن زي البنات: إيشارب أبيض، قميص أبيض أو لبني، جيب كحلي قماش، كرافت كحلي وبلوفر كحلى، فتوجهت إلى مديرية التربية والتعليم وحررت شكوى، أحيلت إلى إدارة شرق الزقازيق التعليمية، التي بدأت التحقيق في الواقعة". «حرمان من الأنشطة» لمياء لطفي والدة الطالبة، ذكرت أنها تلقت اتصالًا هاتفيًا من الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة باستدعاء ولي أمر ابنتها، فتوجه زوجها إلى المدرسة لتقصي الأمر. وعبرت الأم عن غضبها الشديد من حرمان نجلتها من المشاركة في بعض الأنشطة ومسابقة الطالبة المثالية لمخالفتها من وجهة نظر الإدارة للتعليمات بعدم ارتداء الحجاب. وأوضحت أن مطالبة مديرة المدرسة بارتداء نجلتها للحجاب في أثناء تواجدها بالمدرسة وخلعه في الخارج يدل على خلل لابد من معالجته ويفتح الباب واسعًا أمام الطلبة والطالبات للكذب وازدواجية الشخصية. «الحجاب مسئولية» الطالبة ندى أبدت استيائها الشديد مما تعرضت إليه في المدرسة، موضحة أنها لا تزال في سن صغيرة، والحجاب مسئولية كبرى ينبغي عليها أن تدركها وأن تكون على قدرها بدلًا من ارتدائه وخلعه مجددًا، مشيرة إلى أن ارتدائها الحجاب في يوم من الأيام لن يكون سوى عن قناعة وعن تدارك للمسئولية التي يفرضها عليها، مؤكدة استمرارها في المدرسة ولن تفكر يومًا في التقدم بطلب لنقلها خارج المدرسة دفاعًا عن حقها.