يعد الموسيقار الكبير عمار الشريعى من قلائل الموسيقيين الذين تستمتع بالحوار معهم كما تستمتع بموسيقاهم. وهو دائما يمتلك الحجة، والبرهان، والدليل على كل معلومة يقولها. وهذا يعود إلى ثقافته العالية فى مجالات عديدة، وليس الموسيقى فقط. لذلك لم أندهش كثيرا عندما سألته فى هذا الحوار عن أهم المقومات التى يجب أن تتوافر فى المؤلف الموسيقى «واضع الموسيقى التصويرية؟» فكان من بين هذه المقومات ثقافة الفنان العامة، لأنها تمنحه القدرة على وضع الموسيقى التى تلائم الموقف الدرامى. وأعطى مثالا بموقف درامى تدور أحداثه فى عصر جمال عبدالناصر أو السادات، فالموسيقى المثقف لا يمكن أن يضع له تيمة موسيقية عن عمل غنائى يتناول ثورة 19. الشريعى فى هذا الحوار الذى خص به «الشروق» للمرة الثانية منذ صدورها.. يتحدث عن أعماله الرمضانية. وعن انهيار الموسيقى التصويرية، ويجيب عن سؤال هل الغناء حلال أم حرام. وعلاقته بالشيخ كشك. ومواصفات المطرب القادر على أداء أغانى مقدمة ونهاية المسلسل. كما تحدث عن الأصوات الشابة من نوم الأوبرا فى الموسيقى العربية، ويتكلم عن مشكلات الغناء الدينى الآن، والأسماء القادرة على أدائه. كما يقيم تجربة تامر حسنى مع الأدعية، وتجربة هيثم شاكر معه، ورأيه فى أحوال كثيرة تهم الغناء، ولماذا لم تكتمل تجربته الجديدة مع وردة؟ والحوار مع الشريعى ممتع، ومرهق فى نفس الوقت لثقافته الواسعة، ولصراحته البالغة، وقد أجرينا معه هذا الحوار للاحتفال بنجاح الأعمال التى قدمها خلال رمضان الحالى، التى فرضت نفسها بقوة، ونالت إعجابا كبيرا لجمالها وروعتها. فى البداية سألته: لديك 7 أعمال فى رمضان هذا العام نريد أن نتحدث عن كل عمل منها وكيف جاء قبولك لهذه الأعمال دفعة واحدة؟ قال: أحمد الله أننى استطعت أن أنتهى منها فى وقت قياسى خاصة أنها أعمال مرهقة. ومختلفة الأشكال، والألوان. وكل مسلسل كان يتطلب لغة موسيقية محددة. فهناك الشعبى الصعيدى مثل «الرحايا» والشعبى الريفى مثل العمدة هانم. والسيرة الذاتية «أبو ضحكة جنان». والسياسى مثل البوابة الثانية. والتاريخى مثل المصراوية. ماذا عن البوابة الثانية؟ اتصلت بى الفنانة نبيلة عبيد وقالت إن ابنة شقيقها شاهدت معها إحدى حلقات «رأفت الهجان»، وقالت لها ياريت تستعينى بواضع موسيقى هذا العمل للبوابة الثانية. لكن اختزال تاريخ هذا العمل هل أدهشك؟ بالفعل وقلت لنفسى هى دى عقدة موعود مع بليغ حمدى ولا إيه. لأن بليغ عمل أغانى كثيرة مبهرة لكن ظلت موعود تحاصره أينما يذهب. وهذا ما يحدث معى فى الهجان. صنعت أعمالا كثيرة أفضل منها لكنها دائما تفرض نفسها. لكن أرى أن «البوابة الثانية» فيه لغة موسيقية جديدة؟ هذا صحيح وهذا العمل كان «مبروك» بالبلدى. فالمخرج يطلب منى ثلاث تيمات حزينة أجد نفسى أضع سبعا. يطلب ثلاث دقائق توتر أضع أربعا. كان عندى غزارة.. لأننى عملته ب«مزاج عالى». فى مسلسل «حدف بحر» وجدناك تنافس الشباب فى الشكل الموسيقى؟ بصراحة وجدت الفرصة مهيأة لكى أقدم غناء هذا الزمن دون تنازلات ودون أن يهاجمى أحد ويقول إننى أقدم «فن مش ولابد» لأن الدراما تتطلب ذلك. وبالفعل كتب الأغانى الأربع المتحدث الرسمى باسم جيله أيمن بهجت قمر. ورغم أن الموسيقى تمثل هذا الزمن لكنك سوف تجد عمار فيها أيضا، يعنى الأمر لم يخل من نفسى، من جملة حلوة ومبتكرة. كلامك يؤكد أنك كنت تريد تقديم موسيقى هذا الزمن وكنت تنتظر الفرصة؟ كما قلت لك قدمتها لدواعى الدراما.. وقلت لنفسى ليه لأ.. ألعب مع الأولاد شوية.. علشان نقول لهم إن إحنا بنقدم شكلهم بشكل كويس. وربما أريد أن أثبت لنفسى أنى قادر أعمل ده.. وأنا مبسوط من نفسى. ماذا عن «الرحايا»؟ أنا استمتعت فى هذا العمل بالورق الذى كتبه عبدالرحيم كمال. ويجب أن نمنح هذا المؤلف قدره. وكذلك المخرج حسنى صالح فهو فى الأساس مدير تصوير. وصديق وأهم ما يميزه إيقاعه الساخن والسريع. وهو مهتم بالصورة الشعبية الفرح والمولد. هذا العمل عودة للتعاون مع الأبنودى بعد 20 سنة كيف جاء الصلح؟ هذا صحيح. والصلح جاء عن طريق المخرج حسنى صالح، وصديق اسمه إبراهيم محمد إبراهيم. والغناء كان للمطرب على الحجار. الشكل الموسيقى نابع من البيئة؟ أكيد، فقد استعنت بالآلات الشعبية ربابة وكوله ونوع جديد من الربابة اسمه ربابة شيللو. فى «وعد ومش مكتوب» استعنت بمطرب من هذا الجيل هو هيثم شاكر؟ أنا بحب هيثم من زمان. منذ أن استمعت لأغنية له اسمها «احضن هوى قلبى» واكتشفت هذا المطرب وجمال صوته خلال برنامجى «ليلتنا فن» لأننى وجدت كل اختياراته صعبة وكلها من أعمال محمد الموجى. وبالتالى اكتشفت أنه شاطر. وبصراحة تأخرت كثيرا فى الاعتماد عليه لحين وجدت تشجيعا من المنتج جمال العدل. وبالمناسبة الكلمات من أشعار عمنا أحمد فؤاد نجم. لكن هل يستطيع هيثم تحمل أداء تتر مسلسل بهذا الحجم؟ أهو شال.. وأنا حاولت أن أطوع نفسى لقدراته. واستغليت المناطق الحلوة فى صوته. «العمدة هانم» كانت هناك مفاجأة الاستعانة بالصوت الشعبى هدى حتى إن الناس عندما قرأت الصحف اعتقدت أنها هدى عمار، ومع السمع اكتشفنا الأمر؟ بالفعل هدى التى غنت «أنا بين نارين» كانت مفاجأة. ولما سمعت شغلها قبل الاستعانة بها اكتشفت أن صوتها أحلى من أغانيها. وحاولت استغلال صوتها الذى ينتمى للحس الشعبى الذى قدمته بدارة وفاطمة عيد. ما أكثر مسلسل أرهقك؟ مسلسل «إسماعيل ياسين» لأننى استعنت بصوته، ورفضت أن يقوم بأداء المنولوجات أى صوت آخر. وبالفعل عندما استمع الناس للعمل قالوا عمار استدعى إسماعيل ساعتين من الآخرة ورجعه تانى. وهذا العمل احتاج لمجهود لكى أطوع الصوت الأصلى لإسماعيل ياسين مع التوزيعات التى وضعتها. والتتر وحده اشتغلت فيه ثلاثة أشهر. ولماذا قبلت العمل طالما أنه مرهق؟ لأننى أحب إسماعيل ياسين. وأحترمه. وبالتالى كنت أخشى أن يذهب هذا العمل لموسيقى آخر. والدنيا تخرب. فهذا العمل كان يتطلب موسيقى رزل. وأنا كذلك. علمت أنك بصدد إقامة دعوى قضائية ضد منفذ التتر لأنه شوه المقدمة؟ بالفعل تقدمت بشكوى ضده للنقابة، وفى طريقى للقضاء. لأن هذا الشخص بفعلته أساء لى. وعلمت أن المخرج محمد عبد العزيز ليس له يد وقلب الدنيا عندما علم بالخطأ. ووعدنى المنتج بتصحيح الأمر. وحتى وجودك معى فى الليل الثامنة من ليالى رمضان لم يحدث شىء. كيف بنيت موسيقى هذا العمل؟ 90٪ منها على منولوجات إسماعيل يس. وهناك مفاجأة فى شهر موته. حيث استخدمت تيمة منولوج عاوز أروح. لدرجة أن المخرج صرخ فى البداية وقبل الاستماع كيف نستخدم موسيقى مبهجة وقت وفاته. لكن بعد الاستماع قال لى.. يا ابن....... هذا العمل بالفعل من أفضل ما صنعت فى تاريخى. فكل غير المنطقى حولته إلى منطقى، لأننى مزيكاتى جامد! 7 أعمال فى رمضان بالتأكيد هناك عمل سوف يظلم ما هو فى رأيك؟ أعتقد أنه مسلسل «الرحايا» لكن أنا مطمئن لسبب أن هذا ما حدث مع مسلسل ريا وسكينة وبعد إعادته الناس اتجننت به. هناك انهيار ملموس فى مستوى الموسيقى التصويرية التى شاهدناها لغيرك هذا العام؟ هذا سببه أن هناك ناس دخلت الحكاية بدون مقدمات. واعتمدوا على التقليد والتزوير. فهم تارة يقلدوننى، وتارة يقلدون ياسر عبدالرحمن وتارة عمر خيرت. هؤلاء الناس ليس لديهم فكر فهناك واحد منهم يقلد ياسر عبدالرحمن تقليدا أعمى. لكن ربنا له حكمة وهى أنه خلق الأصل ألمع من الصورة ونفس الشخص أحضر اسطوانات تركية وقام بوضعها على أنها من أفكاره. ولماذا يلجأ المخرج والمنتج لمثل هذه النوعية؟ سببه أن هذه النوعية تقبل مبالغ قليلة.. وفى ناس دخلت هذه المنطقة بالتوصية والمحسوبية. هل استمعت للتتر الذى غنته نانسى عجرم؟ حتى الآن لأ. رغم أننى حريص على سماعها لكنه لم يقع فى طريقى. ماذا عن غياب ياسر عبدالرحمن وعمر خيرت عن التترات هذا العام؟ والله أنا مفتقد ياسر عبدالرحمن وعمر خيرت. لأنى بطبعى أحب اللى يشتغل فى عمل جنبى. يكون ناجحا وموهوبا. وبصراحة عندما نعمل إحنا الثلاثة فى سنة واحدة، بنشيل الليلة، وبنرفع الدنيا شوية. رأيك فى موسيقى مسلسل ليلى مراد؟ أنا استمعت إلى حلقة منه. وبصراحة شديدة حزنت كثيرا على هذا المستوى المتواضع. ولا أعلم هل العيب فى الإعداد الموسيقى، أم فى المؤلف الموسيقى. لكن فى كل الأحوال العمل لا يرتقى لاسم ليلى. وبصراحة هذا العمل كان ولابد أن يقوم به مصريون، وإن كان هذا الكلام سوف يحزن البعض. لكن هذا الأمر لا يحتاج لمجاملات. وعموما حكمى هذا على حلقة شاهدتها. ومسلسل «حرب الجواسيس»؟ أعتقد أن مؤلفه الموسيقى رغب خلف. وأعجبنى فيه أنه يعافر. لكن لى تحفظات عليه سوف أناقشها معه. ما المواصفات التى يجب أن تتوافر فى واضع الموسيقى التصويرية؟ أولا يكون لديه القدرة على التقمص فهو فى المشهد يكون مثل الممثل والمخرج. ثانيا لديه الثقافة الدرامية. ثالثا اتساع الموهبة والمعرفة الموسيقية. رابعا يكون على دراية بخصائص الآلات وطبيعتها. بمعنى أن آلة الفلوت عندما يلعب صولو لها من الكى بورد. ويكون مدته دقيقة يجب أن يعى أن هذه الآلة تعتمد على النفس وبالتالى لا يجوز أن يقدم الصولو مرة واحدة. لازم فيه تقطيع علشان النفس. كما أن هذه الآلة لها مناطق منورة وأخرى مرحة وأخرى حزينة وإذا لم يكن المؤلف ملما بها سوف يقع فى كوارث. على من تنطبق هذه المواصفات؟ على ياسر عبدالرحمن وعمر خيرت. المطرب الذى يغنى تترات المسلسلات هل له مواصفات؟ بالطبع يجب أن يكون لديه القدرة العالية على التعبير وأعتقد أن أكثر اثنين «اتودكوا» فى هذا الأمر هما على الحجار ومحمد الحلو. من هو المطرب الذى ترى أن صوته جيد جدا لكنه لا يصلح لغناء التترات؟ صباح فخرى لأن نوعية غناه تأخذنا إلى شكل معين من الغناء فهو يعتمد على الزخارف والحليات والعرب فى المقابل أجد نفسى أقول إن هناك ألحانا لا يستطيع أن يؤديها سوى صباح فخرى. من فى خيالك من الجيل الجديد يمكن أن يؤدى التترات بشكل جيد؟ أحمد سعد فهو مكسب للغناء والتلحين وبالطبع هيثم شاكر ولؤى ومحمد محيى عندما يغنى مثلما أحب أن يغنى فهذا الصوت صفقنا له جميعا فى لجنة الاستماع لأنه غنى بشكل مغاير لأدائه فى الكاسيت. هل توافق محمد الحلو الرأى أن التترات آخر ألوان الغناء المحترمة التى سقطت فى بئر الهيافة؟ أوافقه تماما لأننى كنت اقول دائما إن التتر فرصتنا لعمل شىء محترم لكن الذين أفسدوا الأغنية اقتحموا هذا اللون. مستقبلا هل هناك خوف على التترات؟ طبعا يكفى أن أقول لك إن بعضهم يذهب للمنتج ويقول له سوف أحصل على ثلث ما يحصل عليه عمار وآخرون يروجون لأعمالهم بعمل تتر خفيف يصلح للرنج تون. دخول العرب هذا الحقل هل يزعجك؟ لا يوجد لدى أى مانع أن يزاحمنى احد بشرط أن يكون موهوبا ولماذا ندفن رءوسنا فى التراب هناك مصريون لا يتسحقون العيش فى هذا الوطن فمنذ يومين شاهدت مغنيا وملحنا شاب يتحدث وكأنه مخترع الذرة وكلمة عربى وأخرى انجليزى ولا أعلم لماذا. اعتقد أنه لم يسافر لأوروبا لأنهم هناك فى دولة مثل المانيا يعتزون بلغتهم بشكل شديد؟ هذا صحيح لذلك أطالب الشباب بقليل من الانتماء لهذا البلد. هل اصبحنا مفتقدين للانتماء؟ هذا صحيح وأنا توقفت عند جملة فى مسلسل حرب الجواسيس التى يرفض فيها الشاب المصرى العودة لوطنه لأن مستقبله بها غامض وهذا تفكير اغلب الشباب. عدم الانتماء موجود فى الغناء؟ بالطبع والدليل الذين يسرقون الموسيقى التركى ويقحمونها علينا طب ياسيدى ما إحنا عندنا مزيكا كويسة. والضمير؟ غائب عند الكثير من الموسيقيين وغيرهم. الأدعية الدينية هل اصابها ما أصاب الغناء من هبوط؟ لم أسمع عملا يلفت نظرى سوى الذى قدمه تامر حسنى، لكن عليه أن يتجاوز حدود الكلمات المتداولة مثل سبحان الله ولا إله إلا الله.. هذا كلام جميل لكنه قيل كثيرا وعليه أن يتذوق الشعر العربى، وأعتقد أن عمرو دياب هو الذى بدأ هوجة الاعتماد على المعانى الخفيفة عندما غنى يا نور على نور. وهذا استسهال فى اختيار الكلمة. لكنهم أصوات لا تملأ قلوبنا بالخشوع مثل النقشبندى؟ ومن أين نأتى بصوت مثل النقشبندى الآن. لكن أعماله موجودة؟ عملية الإذاعة ليست بيدنا. وهناك اصوات أخرى لا نسمعها الآن مثل الشيخ محمد عمران والشيخ سيد محمد حسن وبالمناسبة أنا عملت مع الشيخ النقشبندى بعد رحيله. كيف؟ حصلت على أشرطة وعملت عليها «تخديعة» وخرجت بشكل جيد لدرجة أن الكثير قالوا أول مرة نشوف حد يشتغل مع صوت بعدما مات. والآن هل انتهى غناء الشيوخ؟ لدينا سعيد حافظ والشيخ محمد الهلباوى ولكن الاتجاه الآن نحو الشيوخ الأفرنجى مثل سامى يوسف. البعض طالب باعتزال المطرب الذى يسجل القرآن بصوته ما رأيك؟ أنا ضد هذا الأمر طالما أنه إنسان مسلم، والشىء الوحيد الذى أرفضه هو عدم إلمام المطرب بأحكام التلاوة حتى لا يساعد على نشر القرآن وهو مقروء بشكل خاطئ لكن إذا كنت تقصد موضوع على الحجار فهذا حقه كمسلم أن يسجل القرآن بصوته فهل مشارى أفضل منه. لكن مشارى اعتزل؟ نعم اعتزل لكنه يقرأ القرآن بمنطقة المطربين، وهذا حقه، خاصة أن الحديث الصحيح يقول تغنوا بالقرآن أى افرحوا بقراءته وإلا ما معنى وجود قراءات مختلفة مثل المجود والمرتل والشيوخ جميعهم اثناء التلاوة يقرأون القرآن بالمقامات. لكن هناك فتوى بأن الصوت يجب أن يعتزل لأنه يتغنى بالحب فكيف يقرأ كلام الله؟ ياصديقى بعض الألسنة التى تسبح لله هى التى تمشى بين الناس بالنميمة وهل تستطيع أن تضمن لى أن كل الشيوخ ليس لهم سلبيات ثم إن هذه الفتوى معناها أن الغناء شىء غير طاهر «بخس» وهنا أقول لماذا سمحوا لأم كلثوم بغناء ولد الهدى وهو عمل دينى مستغرق فى الصوفية وهى التى غنت هذه ليلتى وأنت عمرى وسيرة الحب. وهنا لابد أن اشير إلى أن هناك مكالمة حدثت بينى وبين الشيخ الغزالى بناء على طلبى وسألته هل الغناء حرام أم حلال؟ لأننى كنت أخشى ان يدخل بيتى مال حرام وكان رده المزيكا حلالها حلال.. وحرامها حرام مثل أى شىء فى الدنيا. بمعنى لو أن الأغنية تثير الشهوات فهى حرام وإذا كانت تتحدث عن العواطف النبيلة فهى حلال، واسمع هذه المفاجأة الشيخ الغزالى رحمه الله قال لى إن أم كلثوم ساهمت فى نشر الاسلام اكثر منى ومن العلماء الذين ألفوا مئات الكتب. وبرر ذلك بقوله كم من شخص قرأ ما كتبت وكم من شخص استمع إليها وهى تغنى ولدى الهدى ونهج البردة وإلى عرفات وخشع قلبهم. على خلفية كلامك مع الشيخ الغزالى هناك ناس هاجموك بسبب الشيخ كشك؟ هذا حدث قبل رحيله ب 6 شهور فوجئت بصديق يقول لى إن الشيخ كشك يريد أن يتحدث إليك.. ورحبت جدا وتم الاتصال وقال لى إنه من مستمعى غواص فى بحر النغم وفى لقاء معى قلت ذلك وقامت الدنيا وكأنى كفرت. لكنه كان يهاجم المطربين؟ قلت له ذلك وتحدث عن أم كلثوم تحديدا وكان رده «شتمت من أحب.. لأنها قالت مالم أحبه وقال كشك ايضا لم أتصور أن الصوت الذى غنى عظائم السنباطى والبردة وإلى عرفات تقول «هات إيديك ترتاح للمستهم إيديا». أصوات الأوبرا من فاروق وريهام عبدالحكيم كيف تراهما؟ هى اصوات كاملة وناضجة ينقصهم الحظ فقط وهناك كان مشروع مع الإذاعة بناء على رغبة انس الفقى وزير الإعلام وبالفعل اعددت لها اغانى ولكن فجأة توقف المشروع والآن انا مضطر لتوزيع هذه الأغانى كان نفسى اعمل معها حاجة كويسة لكن الموضوع تم تجميده. ما الروشتة التى تضعها لهذه الاسماء؟ لو الأمر بيدى اعمل حاجات كثير وكنت اتمنى يقولوا لى تعالى امسك الناس يمنحونى سنة واحدة فقط وبعدها اعدمونى لو لم أضع هذه الأصوات الشابة على قمة الغناء العربى. فى رأيك ما الذى ينقصهم داخل الأوبرا مع باقى الأصوات مثل اجفان وآيات فاروق ومروة ناجى ورحاب مطاوع ولماذا كانت بعيدة عن الاوبرا؟ أولا ينقصهم الاهتمام وبعدى عن الاوبرا ليس لى دخل فيه لكننى اعتقد أن هناك مراكز قوى ومصالح فى الكثير من قطاعات الأوبرا ومناطق مليئة بالألغام والمتفجرات ورغم ذلك اقول إن هناك علاقة جيدة تربطنى بالدكتور عبدالمنعم كامل وقبله الدكتور سمير فرج لكننى مضطر للابتعاد.