الموسيقى التصويرية وأغنيه المقدمة والنهاية من أعمدة الدراما التليفزيونية وكم من المسلسلات حققت انتشارا كبيرا بسببهما. لذلك أصبح الاهتمام بهما من متطلبات نجاح أى عمل درامى، وكما للتمثيل والإخراج نجوم كبار أيضا عالم الموسيقى التصويرية له نجومه الخاصة. لأنه ليس كل من يعمل بالموسيقى كملحن يصلح أن يكون مؤلفا موسيقيا، ونفس الحال على مستوى الغناء، والتأليف. هذا العام وعلى مائدة رمضان الدرامية كانت هناك بعض الظواهر المتعلقة بالموسيقى التصويرية، وغناء التتر. منها استمرار عمار الشريعى وياسر عبدالرحمن وعمر خيرت على المقدمة، صحيح هناك أسماء مثل وليد سعد ومحمد رحيم وهما من نجوم التلحين دخلا اللعبة لكنهما مازالا يحتاجان إلى وقت لكى يقدم كل منهما شخصيته فى هذا الإطار، وهناك خالد حماد وعمرو إسماعيل وهما الأقرب إلى المنافسة مع الثلاثى ياسر وعمار وخيرت. من ظواهر هذا العام أيضا وجود مجموعة من مطربى الغناء الشعبى دخلوا عالم غناء التترات مثل طارق الشيخ الذى يغنى تتر «الحارة» وعبدالباسط حمودة الذى يغنى ويمثل داخل مسلسل «ماما فى القسم» . كما تكررت ظاهرة عيوب الصوت أثناء التترات، فهناك فارق كبير بين ما تسمعه داخل الاستوديو أو على أسطوانة وبين ما نستمع إليه عند عرض التترات، حيث تبدو الموسيقى غير لامعة «مكتومة». مما يفقد الموسيقى الكثير من بريقها بسبب ضياع أصوات بعض الآلات الموسيقية. الموسيقى التصويرية تحتاج لموهبة والحكاية «مش عافية» الموسيقار عمار الشريعى يرى أن عيوب الصوت تعود إلى الاختلاف بين أجهزة التسجيل فى الاستوديوهات وبين أجهزة العرض فى القنوات التى تعرض المسلسلات لأن أجهزة الاستوديوهات ديجيتال أما أجهزة العرض والاستقبال فهى «مونو» كما أغلب أجهزة التليفزيون فى المنزل المصرى ليست ذات تقنية حديثة وبالتالى يحدث فرق كبير بين ما تسمعه فى الأستوديو وما تسمعه فى البيت. وأشار الموسيقار الكبير عمار الشريعى إلى أن الأجهزة «المونو» تظهر هذه العيوب لأنها لا تأخذ الموسيقى كاملة بل تأخذ النصف فقط، أما الجانب الأيمن أو الأيسر لأن الموسيقى دائما لها اتجاهان، وأنا شخصيا بعد سنين طويلة من الخبرة قمت بعمل اختراع بسيط وهو النصف استريو وهو عبارة عن تقريب الجهتين إلى أقرب مسافة، بحيث نحصل على أفضل تقنية. وقال إن أسوأ ما فى الأمر أن الاختلاف بين الأجهزة دائما يفقد الموسيقى أى ضخامة بها وبالتالى يخرج الصوت دون الآلات التى تمنحه القوة. وحول عدم ظهور أسماء جديدة فى عالم الموسيقى التصويرية قال الأمر يعود إلى الموهبة والمخزون الثقافى الذى يمتلكه الفرد والخبرات نعم هناك ناس كثيرة بتخبط فى الحلل وهناك ناس تجيد وتبدع لأن المسألة مش عافية. ومن خلال خبرتى أؤكد لك أن لكل زمن روادا، وطول عمر الموسيقى وبها رواد كبار وآخرين عاديين. لكن هذا لا يمنع من وجود ناس سوف يكون لها شأن لكنهم فى الحقيقة ليسوا كثيرين وليسوا بنفس موهبة الجيل الذى سبقهم. بكر: الموسيقيون الجدد دخلوا الدراما بلغة الأغانى الموسيقار حلمى بكر يرى أن البعض مثل عمار الشريعى يهتم كثيرا بالهندسة الصوتية، واستخدام الآلات الموسيقية الحية مثل الوتريات وبالتالى يخرج الصوت بشكل معقول جدا، أما الذين يستخدمون الموسيقى الإلكترونية فمن الطبيعى أن تجد عيوبا فى الصوت. وهذا يعود كله إلى حرفة الملحن. أما عن عدم ظهور أسماء فى حجم عمار وعمر خيرت وياسر عبدالرحمن قال إن هذه الأسماء تعرف المعنى الحقيقى للموسيقى التصويرية وأن التتر مرتبط بأحداث بالمسلسل ولا يجوز الفصل بينهما، ولكن معظم الأسماء التى دخلت عالم الموسيقى التصويرية فى الفترة الأخيرة دخلوا اللعبة بلغة الأغانى لذلك فالبطل عندهم هو الموزع الموسيقى. كما أنهم يقدمون العمل ليصلح كأغنية بعد انتهاء المسلسل أما عمار وخيرت فالعمل ينتهى عند المسلسل وليس بعده. ياسر عبدالرحمن:عيوب الصوت جعلتنى أقاطع مسلسلاتى الموسيقار ياسر عبدالرحمن اختتم الكلام عن عيوب الصوت بقوله إنها ظاهرة محيرة للغاية وهى تهدر جزءا كبيرا من قوة الموسيقى نتيجة عيوب النقل والنسخ الكثير. وأنا شخصيا منذ فترة طويلة وأنا أفضل ألا أشاهد المسلسلات التى أقوم بوضع موسيقاها حتى لا أصدم من عيوب الصوت لأننى فى الماضى كنت أصاب بالحزن نتيجة أن الموسيقى لا تصل للناس بالشكل الذى أحبه، وأتمنى أن نجد حلا سريعا حتى يستطيع المشاهد أن يستمتع بكل المفردات التى يضعها المؤلف الموسيقى من توزيعات، وآلات موسيقية تخدم هذا التوزيع. عمر خيرت: يعاملون موسيقانا معاملة غير إنسانية الموسيقار عمر خيرت: يرى أن عيوب الصوت هى أخطر شىء يواجه الموسيقى لأنه يرى إبداعه وهو ناقص شيئا أو مبتور. ويرجع عمر خيرت هذا الأمر إلى أن عملية النسخ الكثيرة نتيجة كثرة الطلب على العمل الواحد وبالتالى تكرار النسخ يقلل من الجودة واعتبر أن ما يحدث شىء لا إنسانى لأنه يشوه العمل وأتمنى أن يجدوا حلا تكنولوجيا سريعا وأعتقد أن أوروبا وأمريكا بها حلول والدليل أنهم لا يعانون مثلنا لأن الموسيقى التصويرية عماد أساسى من أعمدة العمل الدرامى وفى أوروبا وأمريكا يرصدون لها مبالغ كبيرة لأنهم يعون جيدا قيمتها. وأتمنى أن نصل إلى هذا المستوى قريبا. الحلو: ماذا ننتظر بعد دخول مطربى «الميكروباصات»؟ المطرب محمد الحلو يرى أننا فى عصر كل شىء فيه مباح والدليل أن مطربى المكروباص دخلوا عالم التترات، لأن المنتجين حاولوا استغلالهم للترويج للمسلسل بين الطبقة الشعبية وهذا يعنى أن هناك أسبابا تجارية ليس لها علاقة بالفن وراء الاختيار وفى الغالب عندما يكون التفكير بهذا المنطق يعنى أن هناك كارثة سوف تحل علينا. وأنا شخصيا عندى اعتقاد يصل لحد اليقين أن التترات سوف تنهار كما انهارت الأغنية. فالبداية كانت باختيار الأصوات العربية والآن بمطربى المكروباصات. وطالب الحلو بمراعاة صورة مصر أمام العالم العربى عند الاختيار خصوصا أن هناك من يستخدم هذه الأصوات داخل الدراما. وحول مشاكل الصوت قال هى مسألة هندسية نتيجة لأخطاء بعض المهندسين عند تركيب الصوت على المشاهد ونتيجة الفرق بين الأجهزة الديجيتال والمونو. الحجار: السوريون أخذوا الكثير من موسيقانا المطرب على الحجار يؤكد أن مشكلة الصوت تحدث عندما يضيف مهندس الصوت مؤثرات من عنده أو عندما يقوم بعملية التسجيل لأنه لا يقوم بعمل المكساج بالطريقة التى تجعله يقوم بعمل اتزان أو وسطية بين الصوت القادم من السماعتين اليمنى واليسرى، وبالتالى يخرج الصوت إلى حد ما بشكل جيد أما دون عمل هذه العملية يخرج الصوت من جانب واحد ويفقد جانبا مهما من الآلات الموسيقية. كما أن هناك قنوات نلاحظ فيها الصوت عال وأخرى نجد الصوت منخفضا وهذا ليس عيبا موسيقيا. وعن الاستعانة بمطربى الميكروباصات فى غناء الدراما.. قال مسلسل مثل «الحارة» طارق الشيخ ملائم للأحداث. وهذا من الناحية الفنية ومن الناحية المادية فهذه الأصوات أقل أجرا وبالتالى أوفر كثيرا للمنتج. وحول عدم وجود أسماء لامعة أخرى فى مجال الموسيقى التصويرية قال من ذكرتهم هم الرواد الثلاثة عمار وخيرت وياسر. وأشار على: هؤلاء ليسوا على مستوى مصر بل والعالم العربى، والدليل عندما كنت فى سوريا استمعت لموسيقى أحد المسلسلات والغريب أن المؤلف أخذ من كل واحد من الثلاثة حاجة وهو أمر يعكس تفوقهم.