بوابة شموس نيوز – خاص حقيقة لم يتركوا ممثلو العرب الأربعة في نهائيات كأس العالم لعام 2018 التي تجري وقائعها هذه الأيام بروسيا كل من مصر وتونس والمغرب والمملكة العربية السعودية بصمة ايجابية تشرف الكرة العربية فهذه الفرق في الحقيقة قد خيبت آمال الشعوب العربية ولم تستطيع تشريف الكرة العربية حيث ودعت هذا العرس العالمي للمستديرة التي يعشقها الملايين الشباب مبكر، على الرغم من الامكانات الضخمة المتوافرة لديهم، سواء ماديا أو بشرياً أو فنياً على حساب خزينة بلدانهم0 فمصر والسعودية والمغرب وتونس قد غادوا وخرجوا من المنافسة بعد خوضهم ل 8 مباريات بواقع اثنتين لكل منها، حيث فشلوا في إحراز ولو نقطة واحدة، حتى وإن كان هناك تفاوت في المستويات فنياً. فهذا الفشل العربي في المونديال يشبه فشل البلدان العربية في بقية المجالات الأخرى الصناعية والعلمية والتكنولوجيا 0ومع أن الهدف من المشاركة في طبيعة لعبة كرة القدم لدى البلدان العربية ليس إحراز كأس العالم لأن ذلك مستبعد لكن قد كان من المفروض أن ينظروا إلى اللعبة الشعبية نظرة الغرب الذي ينظر إليهاعلى انها قضية خاصة لرفع شأن البلاد رياضياً والتنافس من أجل إظهار القدرات، ولهذا طبعا تعطي الحكومات الغربية والمؤسسات الخاصة في البلاد الكبرى على القطاع الرياضي إهتماما خاصا لكرة القدم، حيث أصبحت المجتمعات الغربية تستفيد منها وتحويلها الى ثقافة وتربية وتقليد وأسلوب حياة، كما أن هذا اللعبة قد أصبحت جزأً من الهوية الوطنية والقيمة الحضارية لهذه البلدان كالبرازيل على سبيل المثال أما نحن العرب فنظرتها في الحقيقة تختلف تماما فالأنظمة السياسية العربية تستعين بهذه اللعبة الشعبية لإلهاء شعوبها عن قضايا حياتية واجتماعية وحتى سياسية كما حدث في تصفيات كأس العالم لعام 2010 والتي كانت قد أجريت وقائها لأول مرة في القارة السمراء في جنوب أفريقيا0 طبعا وهذا مما أدى اليوم إلى إسدال الستار في موسكو على المشاركة العربية بعد 9 أيام فقط من إقامة هذا العرس الكروي العالمي و انطلاق البطولة العالمية وهو طبعا مما يجعل هذه المشاركة المذلة أسوأ مشاركة في تاريخ الكرة العربية لأنه في الحقيقة لم يستع أي فريق من الفرق الأربعة المشاركة في هذا العرس الكروي العالمي المستوى المطلوب والمأمول الذي يشرف الشباب العربي ويشرف الكرة العربية 0 وهكذا طبعا يصبح الهدف من المشاركة لأجل المشاركة والتغطية من أجل مخادعة الشباب العربي بمصطلحات معسولة كمصطلح الخسارة بشرف ومصطلح الخروج برأس مرفوعة، إضافة إلى مصطلح المؤامرة باتهام حكام المباريات. بينما عندما يتعرض اي منتخب من المنتخبات الكبار في العالم كالبرازيل أو ألمانياأوفرنسا أوايطاليا لهزيمة سلبية في كاس العالم، فإن الحكومات المحلية فهي بلدان هذه الفرق تبحث عن مكامن الخلل في النظام الكروي وتعمل على ايجاد الحلول0 وهو ماقامت به رئيسة البرازيل بعد نهائيات كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا2014 كما ان الخيبات في المونديال عادة في الدول الغربية التي تحترم نفسها تعرض الكومات الى المساءلة الشعبية والسياسية، وقد يدفع مسؤولون ووزراء الثمن كما حدث في فرنسا بعد نهائيات عام 2002 ونهائيات عام2010، لكن الامور تختلف عندنا في البلدان العربية فعدة توجه الاتهامات بالدرجة الأولى الى المدرب وكذا اللاعبين، أما المسؤولون فهم دائما على حق، لذا فهم يقومون بتغييرات شاملة ويبدأون العمل مجددا من دون البحث في الاسباب والاستعانة بالخبرات والتعلم من الأخطاء. وهكذا طبعا يصرف العرب سنويا، ولا سيما في البلدان الثرية والخليجية وحتى الجزائر طبعا، ما يفوق الملياري دولار على كرة القدم، لكن النتائج دائما مخيبة0 والسبب الرئيسي لخروج العرب من نهائيات بروسيا وحتى النهائيات السابقة اقد يعود الى الفارق الشاسع في المستوى بين المنتخبات العربية وبقية المنتخابات الأخرى المشاركة، وحتى المنتخبات التي تقدم أداء مميزا، كالمنتخب الجزائر في نهائيات كأس العالم لعام 2014 بألمانيا والمنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم التي تجري وقائعها في روسيا هذه الأيام هو إعتماد هذين المنتخبين الجزائري والمغربي على لاعبين نشأ معظمهم في أكاديميات فرنساوبلجيكا وهولندا، هذا طبعا ومع كل هذه الخيبات والنكسات لايوجد اليوم أي بلد عربي يمتلك مشروعاً للمستقبل، أو التخطيط للنهوض بقطاعه الكرويمع أن الجميع في عالمنا العربي يدرك بأن الكأس الذهبية لن يرفعها إلا بطل واحد من أصل 32 منتخباً تخوض النهائيات، وهو ما يجعل الهدف بحسب المسئولين على الكرة العربية هو التأهل والمشاركة المشرفة وليس حمل الكأس الذهبية لأن حمل الكأس لايزال بالنسبة إليهم حلم وليس حقيقة 0 طبعا وحتى وإن كان لأول مرة الأولى يكون في النهائيات 4 منتخبات عربية وهورقم قياسي عربي، لكن طبعا تبقى التمنيات شيء والواقع شيء آخر، بدليل تبدد حلم المنتخب السعودي سريعاً بعدما مني بخسارة قاسية في المباراة الافتتاحية أمام روسيا المضيفة 05، ثم قارع الأوروغوياني قبل ان يخسر أمامه بإصابة يتيمة.وكما بدأ المنتخب المصري مشواره في نهائيات كأس العالم هذه لعام 2018 بروسيا و بعد غياب 28 سنة، بخسارة أمام الأوروغواي 01، ثم تلقى الهزيمة امام الروسي 13 ليفقد آماله، و وحصد المنتخب السعودي 3 نقاط على حساب شقيقه المنتخب المصري بينما لم يستطيع المنتخب حصد ولو نقطة واحدة على الأقل في هذه المشاركة أما المنتخب المغربي الذي قدم مستوى فنيا راقيا لم يقترن بالنتائج الايجابية، فخسر أمام ايران والبرتغال التي يقودها كريستيانو رونالدو، بنتيجة واحدة 01، ليودع خالي الوفاض. وأخير طبعا فقد العرب أخير بصيص آمل بخروج المنتخب التونسي، إثر خسارة قاسية أمام بلجيكا 25 سبقها السقوط في الثواني القاتلة أمام إنكلترا 12.وفي المحصلة خاض العرب في روسيا، في الجولتين الأوليين، 8 مباريات، وخسروها جميعها، وسجلت فيها 3 إصابات فقط وتلقت شباكها 19، بالرغم من الاعتماد على خطط دفاعية عقيمة، في ظل مخاوف من تسجيل المنتخبات المنافِسة نتائج كارثية. هذا طبعا ويجب علينا كعرب اليوم أن نستخلص الدروس منه هذه النتائج الكارثية المحققة في ملاعب روسيا على أن يتمثل هذا الاستخلاص للدورس منها، بسد الثغرات في بنية هذه اللعبة الشعبية في كل بلد 0 وأن نستغلها في المحافظة على بقاء الأنظمة كما حدث في تصفيات كأس العالم بين الجزائر ومصر أيام الرئيس محمد حسني مبارك في مصر والرئيس عبد العزيز بوتفلقة في الجزائر وأن لا يستمر مثل هذا الشعارهواية الحاكم وغواية المحكوم.