يجب أن لا تمر حادثة خروج المنتخب الوطني من تصفيات كأس العالم 2018 التي تقام في روسيآ بهذا الفتور وبهذه السهولة وعدم إعطاء أهمية لهذا الانكسار الرياضي، ولا يجب أن نبقى نردد عبارات انهزامية ضيقة الأفق بالقول بأن المشاركة في هذه التصفيات لهذا المحفل العالمي كان مشرفا للألوان الوطنية وللشعب الجزائري وللشباب الجزائري،كما يجب أن نعمل على عدم إخماد الغضب الجماهيري على المسؤولين على الكرة الجزائرية بصفة خاصة، والرياضة بصفة عامة لأن حال الفريق الوطني الذي شارك في في نهائيات كأس العالم بالبرازيل كان قادرا على التأهل لنهائيات كأس العالم 2018 التي ستقام في روسيا نقول هذا طبعا لأن الدولة الجزائرية قد صرفت مبالغ ضخمة على المنتخب الوطني ووفرت لهم كل ظروف النجاح والتفوق بما جعلهم لا يختلفون عن أكبر الفرق العالمية من ناحية الإمكانيات الموفرة لهم، وبالتالي من حق الشعب الجزائري ومن حق الجمهور الجزائري أن يسأل عن سبب خروج المنتخب الوطني من هذه التصفيات، وبهذه الطريقة التي لا تليق بتاريخ شعب عريق كالشعب الجزائري، والهزيمة أمام الفريق الزمبي المتواضع والضعيف طبعا حتى إفريقيا بثلاثة أهداف كاملة مع أن الدولة الزمبية لم تنفق على فريقها مثل ما أنفقت الدولة الجزائرية وهذا على إعتبار أن الأمر يتعلق أولا بالألوان الوطنية من جهة، ومن جهة ثانية يتعلق الأمر بالمال العام الذي أنفق على هذا الفريق من أجل إسعاد الجماهير، وهذا طبعا يقودنا أن نذكر على سبيل حادثة الجمهورية الفرنسية في إحدى نهائيات كأس العالم فالجمهورية الفرنسية يومها إهتزت على وقع الفضائح التي عاشها المنتخب الفرنسي خاصة بعد حادثة ما يسمى باللاعب نيكولا أنيكا والخسارة الفادحة والمخزية التي جعلت فرنسا تغادر المونديال بشكل لا يليق بفرنسا وشخصية الدولة الفرنسية، لكن الدولة الفرنسية لم تقبل هذه الهزيمة وهذه الفضيحة، وهذا ما جعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يومها يرسل وزيرة الصحة والرياضة إلى جنوب إفريقيا بمجرد سماعه بما حدث داخل المنتخب الفرنسي. وبمجرد إقصاء المنتخب الفرنسي وربط أمتعته للعودة إلى فرنسا أعلن الرئيس الفرنسي اعتزامه على استقبال قائد الفريق لبحث معه ما حدث في هذا العرس العالمي لأنه أحس بأن كرامة الدولة الفرنسية قد تلطخت0لكن الشيء الذي يمكن أن يكون قد حدث في فريقنا الوطني أكثر مما حدث في الفريق الفرنسي وهذا ما يجعل الجمهور الجزائري يطالب المسؤولين عن هذا الفريق بالاطلاع على ما حدث داخل فريقهم وكذا الأسباب التي جعلت المنتخب يخرج من هذه التصفيات وبهذه الطريقة التي لا تليق بصمعة الجزائر وتاريخ الشعب الجزائري 0 وحتى وإن كانت كرة القدم هي ربح وخسارة فإننا لا يجب أن ننسى بأن المنتخب يحمل ألوان الوطن من جهة، وآمال وأحلام الشعب الجزائري من جهة ثانية، وكل من أخذ شيئا من هذا البلد علينا أن نحاسبه عليه والسيد روراوة والسيدزاطشي تحملا مسؤولية فريق وطني على الجزائر أن تحاسبهما على هذه المسؤولية قبل التخلي عنها أوالاستمرار فيها، هذا في وقت يرى فيه الكثير من الجزائريين خاصة متتبعي كرة القدم أن كل الأخطاء التي ارتكبت هي أخطاء غير مقبولة وهي السبب في إنهزامنا في هذه التصفيات أقول هذا في وقت كشفت فيه هزيمة الفريق الوطني الجزائري أمام الفريق الزمبي المتواضع بأن الكرة الجزائرية تعيش أزمة وفراغ لا ينبغي للسلطة العليا المسئولة السكوت عنها0 هذا طبعا وعلينا طبعا أن نعود للحقيقة وهي أن كرة القدم قد سحرت عقول الجزائريين حيث أصبحت تسيل دموعهم في كل الإنهزامات والإنكسارات وتفرحهم في كل الإنتصارات وتنسيهم همومهم ومتاعبهم اليومية، لأن كل انتصار طبعا عادة يعد فسحة من الفرحة بعد كل الفترات الزمنية طويلة التي يشتاق فيها الشباب الجزائري إلى الفرحة والبهجة والسعادة، هذا في وقت كان فيه الشباب ينتظر ويأمل تأهل الفريق الوطني إلى نهائيات كأس العالم بروسيا لعام 2018لكن السبب يعود إلى الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الناخب الوطني الإسباني حسب بعض المهتمين والمتتبعين والعارفين بشؤون كرة القدم ومنهاعدم القدرة على جلب مدافعين حقيقيين ولم يعمل على حل مشكلة الدفاع الذي ظل عقيما هذا. والسؤال الذي لازال لا يعرف له جوابا هو: لماذا ظل الناخب متمسك بهؤلاء اللاعبين مع أن مستواهم قد أصبح متواضعا جدا في هذه التصفيات0وفي الأخيرطبعا يجب أن ننسى ما فات ونفكر في بناء المستقبل وتصحيح الأخطاء يجب أن نبدأ من الآن ولا نضيع الوقت بجلب مدرب أجنبي أو وطني قوي الشخصية لا يخشى اللاعبين وينظف المنتخب من الأعشاب الضارة ومن الطفيليات مدرب قادر على جلب أي لاعب واستبعاد أي لاعب، مدرب يفرض الانضباط والإحترام مدرب قادر على كسر وتكسير أي تكتل داخل الفريق ولعل هذه الخسارة المشينة في تصفيات كأس العالم التي ستقام بروسيا 2018 هي فرصة لإخراج الغسيل الوسخ الذي تم التستر عليه بدعوى الحفاظ على مصلحة الفريق خاصة وأن الجمهور الجزائري لازال لحد الآن يتساءل عن كثير من الأمور التي حدثت وتحدث في الفريق الوطني ولم يتم تصحيحها0