إن الاعب مصطفى دحلب هو في الحقيقة لاعب من طينة الكبار0 لكن الشيئ هو أن الكثير من جيل اليوم لا يعرف هذا اللاعب الجزائري الذي ابهر الفرنسيين بفنياته و كان عنصرا أساسيا في فريق العصمة الفرنسية باريس حيث رفض اللاعب الماهر حمل الجنسية الفرنسية بعد أن عرضت عليه لاكثر من مرة ا لا لشي و إنما لحبه لألوان وطنية و حبا لوالده الذي حذره من التجنس بجنسية عدو الأمس مصطفى دحلب لاعب فنان و ساحر فوق الميدان مراوغ رائع و صاحب رجل يسرى ذهبية هو من مواليد 8 فيفري 1952 بمدينة بجاية سافر الى فرنسا مع عائلته و هو لم يتجاوز العامين من عمره انضم إلى إحدى المدارس الكروية المتواجدة بباريس، وهو الأ مر الذي مكن دحلب من تعلم أبجديات الكرة و كيفية مداعبتها حيث كان يعشقها حد النخاع و في سن لا يتجاوز 16 عشر قام فريق سودون بخطف مصطفى دحلب ويضمه لصفوفه هذا الفريق الذي كان ينشط في الدرجة الثالتة في البطولة الفرنسية لعب له مصطفى دحلب موسمين فقط ثم تمت ترقيته الى صنف الأكابر و هناك لاقى إعجاب الكثير من المتتبعين و المحلليين الفرنسيين فبات محل إطماع كل النوادي الفرنسية الكبيرة 0 وبطلب منه تم إستدعاءه لإداء الخدمة الوطنية في الجزائر في سبتمبر 1971 و فضل اللعب في فريق شباب بلكور الفريق الذي كان يعشقه والده و في تشكيلة كانت تضم ألمع نجوم الشباب أمثال حسان لالماس ومختر كالالم و جيلالي سالمي و مدني رحمه الله وغيرهم فأتع مصطفى دحلب الجمهور الجزائري بلعبه الجميل و فنياته الساحرة و بعد قضائه موسمين في تشكيلة الشباب و مع إنهائه للخدمته الوطنية عاد مصطفى دحلب الى فريق سودون0وفي موسم 1974 كان اسوا موسم في سودون التي احتلت المرتبة الاخيرة في الترتيب و لكن دحلب كان محل انتباه عدة فرق اوروربية و من بينها اجاكس التي كانت تريد ضمه الى صفوفها و لكن في صيف 1974 باريس سان جرمان تخطفه من سودون بصفقة حطمت الرقم القياسي في التحويلات الفرنسية 1.4 مليون فرنك أي حوالي 200 الف أورو و هو مبلغ كبير في ذلك الوقت و هناك انفجرت موهبة دحلب تحت قيادة المدرب غيست فونتان في فريق العاصمة الفرنسية فكان لاعبا أساسيا و عنصرا لا يمكن الإستغناء عنه حيث سجل لهذا الفريق حوالي 98 هدفا و يعتبر مصطفى دحلب من بين أحسن الهدافين الذين لعبو لباريس سان جرمان و لقب آنذاك بفنان ملعب بارك دو برانس فكان دحلب سببا و عنصرا هاما في صنع تاريخ و مجد فريق باريس سان جرمان حيث توج معه دحلب بكأس فرنسا لموسمين متتاليين موسم 1981 1982 أمام سانت إيتيان و ميشال بلاتيني وموسم 1982 1983 أمام نانت و بدلك قد كان مصطفى دحلب و لا يزال اللاعب الأسطوري لفريق العاصمة الفرنسية0 كما مصطفى أثناء أدائه للخدمة الوطنية في الجزائر و لعبه للمنتخب العسكري الجزائري جلب إنتباه المدرب رشيد مخلوفي الذي أبهر بفنيات هذا اللاعب حيث وجه له أول دعوة ليلتحق بالفريق الوطني الجزائري للخضر عام 1972 حيث قد كان يومها تنتظر الفريق الوطني مقابلة هامة أمام المنتخب الغيني في ملعب 5 جويلية تحت قيادةالمدرب رشيد مخلوفي حيث وإلى غاية عام 1977 لم يستدع دحلب إلى المنتخب الوطني بسبب القوانين التي كانت مطبقة آنذاك بعدم إستدعاء اللاعبين المحترفين إلى منتخباتهم، لكن فور رفع هذا القانون وجد دحلب نفسه يواجه المنتخب التونسي بملعب 05 جويلية برسم إقصائيات كأس العالم التي نظمت عام 1978 بالأرجنتين0لكن فرحة دحلب بعودته إلى المنتخب الوطني لم تكن كما تمناها، إثر التعادل المخيب للآمال الذي فرضه المنتخب التونسي بالجزائر على الفريق الوطني الجزائري بهدف لمثله، إنتظر بعدها مصطفى دحلب أربع سنوات تقريبا ليحمل ألوان الفريق الوطني الجزائري، كان ذلك فيعام 1981 بملعب بن عبد المالك بقسنطينة، برسم الدور الثاني من إقصائيات كأس العالم التي جرت بإسبانيا في 1982، حيث أمام 40 ألف متفرج تمكن دحلب من هز شباك المنتخب النيجري برباعية نظيفة، كانت كافية لتأهل المنخب الوطني الجزائري إلى الدور الموالي 0 هذا طبعا وستبقى المباراة التاريخية التي خاضها المنتخب الوطني الجزائري عام 1982 بملعب خيخون أمام ألمانيامن أحسن المباريات التي لعبها مصطفى دحلب في مسيرته الكروية، حيث قدم مباراة في القمة نال على إثرها كل التقدير والثناء من طرف الجمهور الرياضي الجزائري0 و بعدها إختفى وإلى الأبد اسم دحلب مصطفى من المنتخب الوطني، لكن ما قدمه في مونديال إسبانيا لم ولن يمح ذاكرة تاريخ الكرة الجزائرية 0وبعد قضاءه 10 سنوات كاملة في فريق العاصمة الفرنسية باريس0 غادر مصطفى دحلب هذا الفريق نحو فريق نيس في 1984 ليحمل الوانه كلاعب0فكان فأل خير على هذا الفريق بإعادته إلى الطريق الصحيح بتسجيله له له 14 هدفا في 26 مقابلة لعبها0 هذا طبعا ويبقى الهدف الذي سجله في آخر جولة أمام نادي رامس أحسن ما سجل فريق نيس، وهو الهدف الذي صعد به نيس إلى بطولة القسم الممتاز في الدوري الفرنسي، ليعلن بعدها مصطفى دحلب إعتزاله الكرة المستديرة رافضا العديد من العروض التي وصله بعد أن قضى 16 سنة فوق البساط الأخضر، منها 14 سنة كلاعب محترف وسنتين في فريق شباب بلوزداد.
