باتت النسخة المقبلة من نهائيات كأس العالم فى روسيا تمثل حدثا تاريخيا فى مسيرة الكرة العربية، بعد ان حجز أربعة من ممثليها مكانهم فى البطولة للمرة الاولى فى التاريخ , بعدما حطمت الرقم القياسى الخاصة بها، من حيث عدد المنتخبات المشاركة فى نسخة واحدة، الذى بلغ أقصاه بمشاركة 3 منتخبات فى نسختى عام 1986 بالمكسيك، عندما شاركت منتخبات المغرب والعراق والجزائر، و1998 فى فرنسا بمشاركة منتخبات السعودية والمغرب وتونس. ويتربع المنتخب السعودى على عرش التأهل لكأس العالم بين المنتخبات العربية الأخري، إذ صعد إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة فى تاريخه، وتأهل الأخضر عام 1994 للمرة الاولى إلى مونديال أمريكا، وحقق إنجازا تاريخيا ببلوغه دور ال16 فى ظهوره الأول قبل الخسارة أمام السويد 3-1، التى أحرزت الميدالية البرونزية. ثم خرجت السعودية من الدور الأول فى نسختى 1998 و2002، وكان آخر تأهل للأخضر فى 2006، وبذلك يمتلك منتخب المملكة رقما قياسيا آخر بعدد مرات التأهل المتتالية، وهو 4 مرات من عام 1994 إلى 2006. وعادلت منتخبا تونس والمغرب، رقم السعودية، بعد تأهلهما، فيما يأتى منتخب الجزائر بأربع مشاركات، ومصر بمشاركتين، وأخيرا كل من الكويت والعراق والإمارات العربية المتحدة بمشاركة واحدة فقط. ويعتبر المنتخب المصرى هو أول منتخب عربى يبلغ نهائيات كأس العالم، حيث شارك فى المرة الأولى بنسخة 1934 بإيطاليا، وخرج من الدور الأول عقب الخسارة على يد المنتخب المجرى بنتيجة «4-2». وكانت المشاركة الثانية فى نسحة 1990 بإيطاليا، وخرج من الدور الأول أيضًا دون تحقيق أى انتصار، فتعادل إيجابيًا أمام هولندا «1-1»، وسلبيًا أمام أيرلندا، قبل أن يخسر «0-1» أمام المنتخب الإنجليزي. فى حين بلغ المنتخب التونسى نهائيات مونديال 2018 للمرة الخامسة فى تاريخه، ليصبح أكثر المنتخبات العربية مشاركةً بالحدث الكروى الأكبر، بالتساوى مع منتخبى المغرب والسعودية. ولم يتمكن نسور قرطاج من اجتياز عقبة الدور الأول خلال 4 مشاركات سابقة بالمونديال، ففى نسخة 1987 خسر أمام بولندا وتعادل أمام ألمانيا وحقق انتصارا وحيدا له على مدار مشاركاته بالمونديال على حساب المكسيك «3-1»، علمًا بأنه أول انتصار للكرة العربية فى المونديال. وفى نسخة 1998 خسر فى مواجهتين أمام كولومبيا وإنجلترا، واكتفى بتعادل إيجابى أمام رومانيا. ويتلقى التوانسة هزيمتين جديدتين خلال نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، على يد كل من اليابان وروسيا، قبل أن يحققوا تعادلًا إيجابيًا أمام بلجيكا. بينما تأهل المنتخب المغربى للمرة الخامسة فى تاريخه للمونديال بنسخة 2018 بروسيا، حيث كانت المشاركة الأولى بنسخة 1970 بالمكسيك، وودع «أسود الأطلسي» المسابقة مبكرًا وقتها بهزيمتين على يد كل من بيرو وألمانيا وتعادل إيجابى أمام بلغاريا، بينما كانت المشاركة الأبرز فى 1986 بالمكسيك أيضًا، فتعادل المغاربة أمام كل من إنجلترا وبولندا سلبيًا، وحققوا الانتصار على حساب البرتغال بثلاثية، ليكون أول منتخب عربى يتمكن من بلوغ الدور الثانى للمونديال، قبل الاصطدام بمنتخب الماكينات الألمانية فى ثمن النهائى وتوديع المونديال. ويعود الأسود بطموح جديد فى مونديال 1994 بالولايات المتحدةالأمريكية، إلا أن الخسارة تكون هى حالهم فى المواجهات الثلاث أمام كل من السعودية وهولنداوبلجيكا. وجمع المنتخب المغربى 4 نقاط فى آخر مشاركة له بالعرس العالمى 1998 بفرنسا، نظير التعادل أمام النرويح والفوز على اسكتلندا «3-0» والخسارة أمام البرازيل، ليودع أسود الأطلسى هذه النسخة من الدور الأول. وعاد المنتخب السعودى مجددًا للمشاركة فى المونديال فى نسخة 2018 بروسيا، لتكون المشاركة الخامسة فى تاريخه بالحدث الكروى الأضخم عالميًا، فشاركت السعودية للمرة الأولى فى نسخة 1994 بالولايات المتحدةالأمريكية، وتمكن «الأخضر» وقتها من العبور لثمن النهائى كثانى منتخب عربى ينجح فى تحقيق هذا الإنجاز، ففاز على كل من المغرب وبلجيكا بالدور الأول وتلقى هزيمة وحيدة على يد هولندا، قبل ان يودع المونديال لحساب المنتخب السويدى بعد الخسارة بثلاثية. يعود مجددًا منتخب «الأخضر» السعودى للمشاركة فى نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، حيث خسر مبارياته الثلاث على يد ألمانيا بنتيجة 8-0 والكاميرون وأيرلندا. فيما كانت المشاركة الأخيرة له فى نسخة 2006 بألمانيا، والتى ودعها أيضًا من الدور الأول، نظير خسارتين على يد إسبانيا وأوكرانيا، والتعادل إيجابيًا أمام تونس. ويبلغ مجمل المشاركات العربية فى المونديال 8 منتخبات، 4 منهم عربية إفريقية مصر وتونس والمغرب والجزائر، وأربعة عربية آسيوية هى الكويت والعراق والإمارات والسعودية.
