يقول النيل: كنت قبطيا.. ولم أُسلم! [ تهنئة للمصريين كافة بعيد الميلاد المجيد ] إنى أنا النِّيلُ القدَرْ قال الإلهُ لكل شيءٍ: كنْ.. فكانَ.. وهكذا حقَّتْ علىّ القوْلةُ: اجتمعَ الضبابُ الحُر وانهمرَ المطرْ فأخذتُ أضربُ فى البلادِ.. يقودُنى الوادِى وتُرشدُنى الجِبلَّةُ.. جاعلًا مائى مِدادى والهوَى زادِى وقلتُ: سأستريحُ من السفَرْ الآن تُوشكُ أن تتمَّ الرحلةُ: الأرضُ التى أحببتُها لاحتْ على مَرمَى البصرْ سأكونُ فيها سيدًا للكائناتِ.. فلا تَشبُّ هنا– بغيرِ مشيئتى– ساقُ النباتِ.. ولا تدبُّ النملَةُ! اجتمعُوا معا.. وتعاشروا وتكاثروا صُوموا وصلُّوا.. واعبُدوا ما تعبدونَ ولا تهمُّ المِلَّةُ.. استمعوا إلىَّ فإننى قد كنتُ فِطريًّا ولكنى تنصَّرتُ.. اهتديتُ بنجمةِ الإنجيلِ.. قلتُ: هى الأقانيمُ الثلاثةُ: رمزُ إيمانى ودِينى وهى بنتُ خيالِ كُهَّانى اهتديتُ.. وكنتُ قبطيًّا وأسلمْتُ.. التفتُّ لبيرقِ التوحيدِ وهو يَرفُّ من أعلَى علىَّ.. فقلتُ تلك بضاعتى رُدَّتْ إلىَّ.. وكنتُ قبطيًّا.. ولم أُسلِمْ وقلتُ لِبَطريركِ الرُّومِ: لم أفهمْ سوى ما حلَّ مِن إيزيسَ فى مريمْ!