سابقا..كنت استخرج من كتبي..كتب اللغة العربية الفصحى..عبارات أنسجها..فيتولد موضوع تعبير جميل… سابقا ..كنت طفلة…..أخترع ألعابا..وأمضي بها وقتي في الصيف الحار… سابقا…كانت ملابسي صغيرة المقاس..متنوعة الألوان…وعليها لصاقات أطفال.. سابقا…لم تكن تعني لي الأغاني شيئا.. سابقا… كانت مفرداتي محدودة ..وأفقي ضبابي.. وطموحي خيالي..وكلامي سخيف.. سابقا لم أكن أمتلك الموهبة…..لأعبر..بالحبر الأزرق والورق..عما يسبب خجلي.. كانت أصابعي بطيئة التنقل على أزرار البيانو..كانت المقطوعات تبدو طويلة ومملة .. وكنت قد نسيت أنني لا أعيش لوحدي في هذا العالم… وأن حياتي كلها..أصدقاء وزملاء…فما كان يهمني..أيضا كان محدودا… سابقا لم أجرب صوتي في الغناء..أهو جميل؟ أيستحق السماع.زأم لا..؟ كانت تشرق شمس الصباح ..دون أن أقول لمن أحب.." صباح" .. كان يومي يمضي.. دون أن اسأل..كم الساعة الساعة ؟ كنت أعيش بشغف في أرجاء الطفولة والبراءة… فالأطفال..لا أحد يعيرهم اي انتباه…أو اهتمام… كان قلبي محض خلية تنبض..تمدني بالحياة… أفيبقى الأطفال …أطفالا…! مضت السنون..واجتزت مرحلة الابتدائية.. وفي مرحلة الإعدادية..بدأت ألجأ إلى القلم والورقة..بدأت أخبر الورق.. ماذا رأيت…وبماذا أحسست ..إنها الورقة..لا تنتهي أسئلتها… وروحي لا حدود لأجوبتها..ما يعجبني بالورقة..إنها ضعيفة..لكن… نصاعة قلبي تعزيني..لأملأ..بياض بشرتها بذكريات تعجبني.. وأن استخدمتها وسيلة للراحة أثناء الغضب..فجسدها النحيل يغفر لي ألفاظي..وتنسى أنها الورقة التي ساعدتني بانجاز أعمالي المدرسية..ساعدتني باكتساب الدرجات التي تؤهلني لأكبر وأكبر..أكثر فأكثر..إنني الوردة التي تفتحت….. أكثر فأكثر في وقت مبكر..بدأ علم الفقه بالحب عندي ينضح..يتوسع..كلما كبرت.. وهاأنذا…….قد اجتزت الصف العاشر.. لكنني قررت أن أبوح للناس.. بما كتب على ضلوع أوراقي..قرأت عديدا من الأجساد المرصعة بعناوين جميلة…. اخترت ..أنصعها بياضا.. وأكثرها فتونا.. وأسهلها فهما….. لكن الورق اليوم ينتظرني بصدره وضلوعه…بجسده الأبيض العاري الأبيض لأستره برداء حبري وفصاحتي.. ليكون لكل ورقة أملكها زي جميل.. يختلف عن الزي الآخر… إنها كتابات لا أترجمها.. إلا حبا وحنينا… وشوقا.. ومودة وعشقا وفتونا…. ليس لأنني العاشقة فقط… بل لأنني أحب تبادل المحبة…. أحب أن أعيش دقائق العشق.. أحب أن اشاهد أفلاما في الغزل.. أحب أن تكون أي كلمة أكتبها.. من عقلي… مشاعرها في قلبي… لتعطي لحنا مدهشا.. معبرا.. عن صدق عاطفتي… باسمي …أنا المشتاقة للكتابة.. وباسم الخواطر المبعثرة في ذهني.. والمشاعر الضائعة في قلبي.. وباسم من أحب .ي أوراقي وسطور حياتي أن يعيد لي القادر وحيي المهاجر… مثل حبيبي.. أن يعيده إلى مسكنه.. إلى روحي المتبقية ..وإلى قلمي..سلاسة الكتابة.. وأن يرتب لي عواطفي.. وأن يسهل علي ولادة خواطري العاطفية.. فالكلمة تستغيث…. نور محمد يوسف