من تحت الأنقاض رفع رأسه المثقل بالتراب ببطء... تنقل بنظراته المرهقة بين حطام المنازل.. باحثا عن أم.. أب.. لعبة.. لم يدرك حينها أنه كان عليه أن يجد ساقه أولا... السطر الأخير في كل حرف من أحرف رسالتها ، كنت أشعر بدفء يسري في عروقي.. شدتني نغمات المفردات إلى حيث زمجرت الرياح.. " برجعلك ..إنفجارات ما بأى فيني أستمر الآ ". تشنجت.. وما زلت أنتظر بقية الكلمات... حزن برجوازي كالعادة ، من برجها العاجي تحدثت إليهم عبر الهاتف تشكو أحزانها... من سماعة الهاتف تراشقتها رصاصات مجنونة.. صعقت أذنيها سيمفونيات صاخبة.. تخضب وجهها بلون أحمر... ودعتهم وقد طأطأت رأسها خجلا.