حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الشاعرة التونسية حسناء وفاء الجلاصي
نشر في شموس يوم 07 - 03 - 2014

السيدة حسناء وفاء الجلاصي، سيدة تونسية، وشاعرة راقية ومتألقة، شخصيتها عصامية، لا تعرف اليأس، بل تعرف الصمود والتحدي، للكثير من الصعوبات الشخصية التي واجهتها، فقد أصبحت شاعرة بتصميمها وإرادتها القوية بدون دعم من أحد، لا ماديا ولا معنويا، حتى من اقرب الناس إليها، تدعم حقوق المرأة وتدافع عنها، كعادتي مع كل من التقيهن في حواراتي من السيدات، كان سؤالي الأول لها هو: @ الرجاء التعريف بشخصيتك للقاريء، جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة، وطبيعة نشاطاتك إن وجدت، وأي معلومات شخصية أخرى ترغبي بإضافتها للقاريء ؟؟؟ اسمي حسناء وفاء الجلاصي، تونسية أب عن جد، من مواليد تونس العاصمة، لتاريخ 23-08-1968م، متزوجة ولدي أربعة أولاد، زاولت تعليمي الابتدائي بتونس العاصمة ثم الإعدادي والثانوي بمدينة سوسة التي اقطنها الآن، اتجهت إلى تعلم برمجة الكمبيوتر، هوايتي المفضلة هي الموسيقى، كما أنني اعشق حد النخاع الشعر، تعلمت الرسم، وزاولت تعليمي بمعهد الموسيقى، كما تدربت على التمثيل . هذا نموذج لما كتبته من أشعاري: سيكتشفون يوماً، بأنني حبلى بالحب والحنين وسألد مدائن شوق ورنين وهذا الجنين يتخبط في أحشائي يلعن الرحيل. @ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟ أؤمن بالجمال والحب، وأحاول أن أحافظ على مبادئ الإسلام، وأدافع عن المرأة، ككيان مهضوم الشعور والحقوق، لست قوية إلى درجة المحاربة طبعاً، لكنني اقدر ان أدافع عن المرأة أينما أكون، فمن الضروري ان أكون صلبة في مجتمع يؤمن بالرجولة فقط. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: صدى خطاي على فمي أكداس أحلام، تموت بلا غد، فما عاد لي غير صدى خطاي، يجرني إلى ما وراء الريح، اين اقبع بلا ذاكرة أصيح، سأسدل أشرعة الجنون، أبحر إلى الشمس، واغوص ببحر الغياب، المحفور بذاكرتي، فأحيانا أراك في الحياة، التي لا آخر لها، وأحيانا أخرى، أراك خلف تلال الموت، تقرع الذاكرة، فأيهما أنت، يا أنا، فقد هفت روحي، للقفز بعيداً عن شكلي، عن عقلي، وعن قلبي، عساني أجد مرفأ لأحزاني، وشاطئ أعلق عليه جنوني، وخوفي وظنوني. @ماذا يمثل الرجل في حياتك كسيدة، وماذا يهمك به، ومتى يسقط الرجل من عينيك ولا تأبهي به؟؟ الرجل نصف الحياة، هو الأب، والزوج، والأخ، والابن، والصديق، والحبيب، يسقط الرجل، حينما يفقد مبادئه، او حينما لا اشعر بالأمان وأنا إلى جانبه، وهنا الطامة الكبرى، أؤمن أن ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، مثل القضية الفلسطينية يعني. هذه قصيدة من أشعاري: أجراس الرحيل، تدق نافذتي....وتقول ارحلي، إلى الأعتاب المهجورة، بين السماء وجدرانها، وعلقي الوهم، فقد ترنح، على ايقاع أشواق مجنونة تداعب عتمة الضجر، وتقرع النواقيس، على فاتحة اسمي، وعمري والقفر، وصوتي المبحوح، معلق بين جدائل السفر، ارحلي فما عاد عطر البحر يعتق أنفاسك، إنما يدق على أجراسك، ويعلن السفر، فمواويل الحب ما عادت تعزف نغم الخيال، إنما تعانق الوهم والأحزان، والضجر، افترشي القمر، وتدثري بأروقة الزمن. @ماذا تقولي عندما يموت الحب بين البشر؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الحب أساس العمران، فلولا الحب، لما بقي إنسان على وجه البسيطة، ويجب علينا أن نحارب الشر بالحب.هذه قصيدة لي بعنوان: مرافئ النسيان: الا ليت خيالي لم يبح بحالي، رتلت مواويل الهجر على عمري، وتغربت بين مرافئ النسيان، فأنت الحب يا نغمي، وأنت النار والسحب، ما مللت البقاء يا شمسي، بل ملني النسيان، يا أمسي، فقد أحلّت روحي، على شوارد القصيدة، لكني لملمت نفسي الوحيدة، غير بعيد من هنا، رقصنا على أنغام كالمنى، واغتسلنا بمياه على الدجى، قلت أحبك، فقلت الحب نار يا نغمي، قلت ُ سر على أهداب أشعاري، والتحف بأمسي ونهاري، ما كان لتكون حياتي، لو لم تكون أنت حياتي، نسيت العنوان، والدهر والزمان يا بؤس اقداري، وسهر ليل ونهاري، اشتاقك الحنين، وارتشفت صواعق الأنين، افترشت بؤس السنين، فمتى قلبك يلين؟؟؟ @ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ؟؟؟ ولمن قرأت من الكتاب والأدباء، وهل لديك مؤلفات منشورة او مطبوعة ؟؟؟ ما هي بداياتك بالكتابة، هل بدأت الكتابة فوراً أم كنت تكتبي عن كل شيءْ؟؟؟ وهل أنت عاشقة للكتابة بشكل عام؟؟؟ علاقتي بالقراءة كما علاقتي بالتنفس، قرأت للكثيرين، وأول شخص قرأت له، وحفظت قصيدته هو الشاعر معروف الرصافي في قصيدته لقيتها، ثم قرات جميع روايات احسان عبد القدوس، يليه نجيب محفوظ، وقرأت لشاعر الحياة ابو القاسم الشابي، ومحي الدين خريف تونسي أيضا، والعروسي المطوي تونسي، ومخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، وطه حسين، اما الشعراء فنازك الملائكة وفدوى طوقان، ونزار قباني، وهو عشقي الأبدي، فهو الأكثر من أنصف المرأة، وتكلم على لسانها، وكأنه حينما يكتب، يكتب لي ولإحساسي وشعوري، وهو أيضاً من تكلم عن الشهامة والرجولة والفحولة، هذا بعض ممن قرأت: واول خاطرة كتبتها هي الآتي: إلى الذي أعطاني زورقا من الورق، حتى أسافر إلى أرخبيل الأوجاع، فطالت أسفاري، وحطم الطوفان قفر أوجاعي، وأمات الشوق إعصاري، وبان الربيع الذي قد تأخر هذه ضرائب ذاكرتي تصفعني، وذاك طيفك يختال أمامي، ويغتالني، سراب سراب وإصرار على الرحيل. @ما هي الموضوعات التي تتطرقي لها بكتاباتك بشكل عام ؟؟؟ وهل للسياسة والمرأة مجال في كتاباتك ؟؟؟؟هل تعتقدي بوجود كتابات نسائية وأخرى ذكورية، وهل هناك فرق بينهما؟؟؟من هم في رأيك أهم الكاتبات والشاعرات والأديبات التونسيات؟؟ الموضوعات التي شغلت رأيي هي المعاناة التي تعيشها اغلب النساء العربيات، من قهر وغبن وظلم، والبعض الآخر عن الوطن، عن كل ما يدور حولنا من مشاكل اجتماعية، وثقافية وإنسانية، واهم مشكل في نظري هو الحب، فبدون حب لا نعيش مهما كابدنا وكذبنا على أنفسنا.هذه قصيدة من أشعاري أيضا: تتكاثف غيوم الغياب على سمائي، فتتهاطل أمطار تنعش حنيني، وتتساءل هل من مزيد، قبرت سنين العمر وتستزيد، سنابل الوجد قطفت حد الوريد، كما الأطلال تطل من بعيد، تعال ففي العمر حلم عنيد، فما زلت احلم بالمستحيل، تعال فما زال في الصبح ضوء، وفي الليل يضحك بدر جميل. @كيف تصفي لنا وضع المرأة التونسية من الناحية الثقافية والتعليمية والتوعوية بشكل عام ؟؟وكيف تصفي لنا نظرة الرجل التونسي لها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن ذلك أم لا ؟؟؟ وضعية المرأة التونسية، وضعية جيدة في المجال العلمي، والثقافي، فاغلبهن متعلمات، ومثقفات، ولهن الكثير من الجمعيات الثقافية والاجتماعية، وأنا منضمة إلى الجمعية الدولية لتنمية الثقافات، فرع سوسة، وهي تهتم بكل ما هو ثقافي اجتماعي، للإنسان التونسي، كما في جميع البلدان العربية، هنالك من يحترم المرأة، ويدعمها مادياً ومعنوياً، وهنالك العكس بالعكس، أي هنالك في تونس، من يضرب ويشتم ويعتبر المرأة كسلعة يشتريها متى أراد، للأسف هنالك الكثيرين. أما عن رضائي فإننا النساء، نكابد، وخصوصاً المثقفات، للنهوض بالمرأة وتوعيتها الكل من جانبه حتى في المحيط الضيق. @ نظرتي الشخصية تقول: وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل. ما هو تعليقك سيدتي على ذلك؟؟؟ هذا أكيد جداً، ووراء كل رجل عظيم امرأة، ووراء تعاسة المرأة الرجل طبعاً، في كل المجالات المعيشية، حتى بين الإخوة، فالرجل يقول: أنا سيد البيت، وأنت يجب عليك أن تفعلي وتفعلي,,,,,رغم المعانات، إلا أن بعض النساء صلبة، وكما يقول إحسان عبد القدوس " الرذيلة لا تولد معنا، لكن المجتمع يدفعنا إليها" فإذا ما وجدت امرأة متخلفة تفعل المشين، فتأكد أن وراء ذلك الرجل، الأب، الأخ والزوج او الحبيب، واغلب النساء الخائنات لأزواجهن وقع التعسف على إحساسهن ومشاعرهن، لذا يتجهن اتجاها آخر، في الحياة، وتجدهن مستمتعات بذلك، حتى وان حاولت ثنيهن عن ذلك لا يقبلن. @ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان وخاصة الكتاب والأدباء والشعراء؟؟؟ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟؟؟ مقولة للخليفة عمر ابن الخطاب، العالم الافتراضي له العديد من المحاسن، منها تقريب الناس لبعضها البعض، كما نحن الآن، ومن هنا تنشا بعض الصداقات الجميلة، والحميمة بين نفس الجنس، او العكس، كما يقرب البلدان، ويعرفنا بلهجات بعضنا البعض، في الدول العربية مثلاً، او معرفة الشخصيات، والتعرف على أهم المعالم، كما به الكثير من المساوي، الا وهي الاستعمال الخاطئ لهذا العالم، وهنا يعتبر نقمة. أما اكبر نقمة في هذا العالم الافتراضي، هو عزوف الشباب عن القراءة، والمعرفة وهجر الكتاب. @الرجل يقول انه يملك جسده، وهو ملكية خاصة به، وله حق التصرف به، كما يشاء، كذلك المرأة، فان جسدها، هو ملكية خاصة بها، فهل تؤيدي حقها بالتصرف بجسدها كما تشاء، أسوة بالرجل؟؟؟ ومن قال ان جسد الرجل ملك له؟؟؟ طبعا لا، (هو يقول ذلك)، فلا يحق لأي رجل التصرف بجسده كما يحلو له، فانا اعتبره متخلف، اعرف، لذا يجب علينا أن نتقيد بالحقوق والواجبات، فكما له الحق بالتصرف، فانا أيضاً لي الحق بالتصرف، لكن الواعز الاجتماعي، والديني، يفرض علينا أن نراعي مشاعر الآخرين، فحب لغيرك ما تحبه لنفسك. @ما هي أهم مشاكل الكتاب والأدباء التونسيين التي يعانون منها في تونس؟؟ أهم المشاكل وأولها هي العزوف الكبير للقراء، فلمَ نكتب؟؟؟ هذا أولا، أما ثانيا: الدعم المادي فهو غير موجود، فاغلب الأدباء والشعراء، الذين اعرفهم، قاموا بطبع أعمالهم على حسابهم الخاص، وهذا ما يعوق البعض، وإنا منهم مثلاً، أحاول جاهدة ان اجمع المال لطبع ديواني الأول، خصوصا بعد الثورة، فالأوضاع في تونس متردية بعض الشيء، كما أن غلاء المعيشة جعلنا دائمي الركض، وراء لقمة العيش. @ ما هو رأيك الشخصي بشعر التفعيلة والشعر الحديث او الحر؟؟؟ وأيهما تفضلي وفقا لعصرنا الراهن؟؟؟ شعر التفعيلة أحبه، لكن بما انه يقيد الشاعر، اشعر بأنه يقيد الإنسان، فانا من هواة الشعر الحر الذي يجعلني أطوف في مكاني، اطلع السماء واغوص بباطن الأرض، يعني أكثر حرية من شعر التفعيلة. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: بركان الصمت كأنك تجهل أسباب صمتي، فأشواقي أصابها الأرق، وتبعثرت على شفاه الموج، وغرقت بالشفق، فقد حجبت الرسائل عن قلبي، وسكن الحزن أهداب المنى، فقد غادرت دون وداع، وقمر الشعر أبى أن ينصاع، رغم أشواقه الحارقة، وحروفه الماردة فاذا ما خط مرة بالقلم ، تشتعل دفاتر الندم، مر دهر ولم تكتب ولم تسال، وحقائب الحنين ابت ان تلين، أحسبت كم مر من عمري هنا، أحسبت دموعي التي غرقت بالدجى، هل أحتاج أن أخبرك أن شبح الصمت، يؤرقني يسعفني ويرمي بي إلى جنائز الأشواق، ما الذي حملني إليك، أهو حلم تبرأ من حاضره، ام أوهام ارتقها، بهمسة او لمسة، او حتى نظرة حنان. @ هل تعتقد الشاعرة حسناء أن الشعر ودوره الحالي في المجتمعات العربية، تراجع عما كان عليه في العهود الماضية، وما هو السبب؟؟؟ لا، بالعكس، لم يتراجع، إنما أضحى مهجوراً بعض الشيء، وهناك العزوف الكامل للقراء، لذا تجده لا يؤدي الواجب، او لم نلحظ ذلك، فالكثيرين من الشعراء، لم تشغلهم الحياة عن التطرق إلى المشاكل المعاشة، مثل سميح القاسم ومحمود درويش، وفاروق جويدة ونزار قباني، وادونيس والكثيرين. @هل تعتقد شاعرتنا أن المجتمعات العربية، تعاني من أزمة مثقفين وثقافة حديثة متطورة، وماذا عن تونس بشكل خاص؟؟؟ طبعاً، تعاني، لكن ليس لغياب المثقفين، إنما لتجاهلهم من قبل الحكومات والحكام، والمعنيين بالأمر، فمثلاً لو اهتمت دور الثقافة بنشر الوعي الاجتماعي، والثقافي، لما لاحظت ذلك، لكن للأسف هذا موجود في جميع الدول، وخصوصا العربية، وذلك لغاية في نفس يعقوب، حتى نبقى جهلة، ولا نعي ما يدور حولنا من المشاكل والمخططات، للقضاء على الأمة العربية الإسلامية، كما فعلوا بالعراق والسودان وسوريا، والآن مصر وليبيا، فالملاحظ للوضع العام، يجد أن كل الشعوب، تتخبط في مشاكل عدة، فكيف ستهتم بالجانب الثقافي؟؟؟ @كيف تنظر شاعرتنا حسناء للنقد الأدبي وأهميته، كمجال لتحسين الإنتاج الأدبي، وهل حقا أن باب النقد أصبح مغيبا؟؟؟ ان من أهم مدعمات النمو
بالأدب هو النقد الأدبي، فهو أساس الصورة الأدبية الشعرية، فلولاه لما تطورنا، ومثلي أنا، حينما تقرأ أشعاري، تجد قفزة كبيرة في مجال الإبداع. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: متاهات القصيد: راحلة أنا إلى الثريا، خارجة من متاهات القصيد، ألامس طيف السحاب، أعانق درب الرحيل، أبحث في الأفق عن عتمات نفسي الحائرة، فأضحك وأضحك، حتى أذيب الدمع السجين، وأحرف جسد الأمنيات، بعد أن تمزقت ذاكرة الرحيل، أسافر دوما عبر مرفأ الأحزان، أداعب وجعي وألتحف بزمني الهزيل، الذي ما فتئ يحزنني ويبكيني، فأمسح دمعا البعض منه، يقبرني وينهيني، فيضمني كما يفعل الليل الكسير، فكلما انكسرت بداخلي، خيام الرحيل، انتصرت أغنية السفر الطويل، فتدخلني أناي في ارتباك أزلي مرير، تتساءل عن الأصل والصورة، وعن ذاك النهم، المقيت الذي حاصر أنفاسي، وأربك أجراسي، فأتحول إلى طائر بوهيمي، ما مل الرحيل، إنما ينجيني من محنة التأويل. @ما هي نصيحتك للشاعرات المغمورات والمبتدئات وما عليهن فعله لاثبات وجودهن على الساحة؟؟؟ ؟ الحقيقة من لها قلم جيد، ستبرز في الساحة، أما نصيحتي التي انصح بها الكثيرات، من يجدن الكتابة، هو عدم اليأس، فانا في وقت ما أصابني اليأس، لذا تجدني أعود للشعر بعد سنوات طويلة، ولم اندم في حياتي على شيء، كندمي على عدم إصراري ووقوفي أمام الصعاب، ومن أول مواجهة رفعت العلم. لذا الإصرار والمثابرة والقراءة من أهم المدعمات التي ستقود إلى بر الأمان، ومن لم يكابد، لا يصل، فالورود لا تقدم على طبق من ذهب، إنما نقطفها بأشواكها، لننعم بجمالها ورائحتها الزكية العطرة. @ما هي أهم التحديات التي واجهتيها في الحياة، وما هي التحديات والصعوبات أمام الأديب والشاعر والكاتب التونسي عامة؟ أهم التحديات التي واجهتها في الحياة، أنني لم أجد الدعم المعنوي من أي شخص، وهنا اقصد العائلة، فاغلبهم تعليمهم علمي، ولا يفقهون في الشعر أي شيء، وحتى حينما تزوجت، لم يدعمني زوجي، إنما تجاهل موهبتي، ورغم ذلك، كنت مصرة على أن أكمل المشوار حتى عندما كنت وحدي، حتى انه في اغلب الأوقات، لم يكن ليقرأ لي، إلا بإصرار مني. أما بخصوص الشاعر والأديب التونسي، فان اكبر المعيقات هي الدعم المعنوي والمادي له، من قبل السلطة المعنية، فاغلبنا يكتب وينشر كتبه، ليوزعهم على أصدقائه كهدية لا أكثر، ومن هنا تتولد لدى البعض الإحباط، فيعزف عن الكتابة، وإذا دخل الإحباط من الباب، خرج الإبداع من الشباك. @ما هي أحلام وطموحات شاعرتنا حسناء، التي تنوي وتتمنى تحقيقها؟؟؟ اول حلم لي بالحياة خروج مولودي الأول، رغم ان لي أربعة أولاد، إلا أن إحساسي بهذا المولود الجديد، إحساس آخر، ومن أهم طموحاتي أن اثري الساحة العربية بكلمات تصل للقلب، دون جواز سفر، وان ارفع من مستوى المرأة التونسية والعربية، خاصة في هذا الوقت بالذات، حتى ننشد الأمان، والسلم والجمال لنا، وللأمة الإسلامية والعربية عامة. وهذه قصيدة من أشعاري بعنوان: حلم الأمس: اعزف على وجع الليل، قصيدة ملتحفة بنار الهجر، وأنثر ستائر الأنين، فنبضات قلبي تخبو، وراء المستحيل وترنو، إليك خلسة مع كل وجع، فاين أنا من ذاك المستحيل، فقد تشبثت بأحلام هشة، كهشاشة القش، وقد أقتات قلبي من فتاة ألم، قابع بين الضلوع، وطال الزمن، ولم أرتكب سوى حلم، يتيم المحيى، وها أنا اليوم أخرس، الصمت المسكون، بزفرة الحنين، فشفاه اليقين، ملت من الهمس، وأضحت روحي حزينة، لا تقدر على لمس، حلم الأمس، ان لم تكن أنت أنا، فمن تكون؟؟ أتكون شرنقة إخفاء؟ تلحف بها زمني، أم أنها أنامل ساحر، تلمس غشاف قلبي، وتحاور روحي على غيمة الليل، وحينما يبزغ الفجر، تقتفي آثار الخيلاء، قل لي أين أنت؟؟ ومن تكون؟ أتكن كذبة طرقت بابي؟؟ في غفلة من الزمان، أم أسرار حكاية بقيت في طي الكتمان؟؟؟؟

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.