تعرف على أسعار الذهب اليوم الخميس 2 مايو.. عيار 21 ب3080    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    تأهب في صفوف الشرطة الأمريكية استعدادا لفض اعتصام جامعة كاليفورنيا (فيديو)    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة    هاني حتحوت: مصطفى شوبير اتظلم مع المنتخب.. وهذه حقيقة رحيل الشناوي    هل يستمر؟.. تحرك مفاجئ لحسم مستقبل سامسون مع الزمالك    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    التحضيرات الأخيرة لحفل آمال ماهر في جدة (فيديو)    ما الفرق بين البيض الأبيض والأحمر؟    «الأرصاد» تكشف موعد انتهاء رياح الخماسين.. احذر مخاطرها    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    أول ظهور ل أحمد السقا وزوجته مها الصغير بعد شائعة انفصالهما    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني يواصل تصدره التريند بعد عرض الحلقة ال 3 و4    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    واشنطن: العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا تهدف إلى تقويض إنتاج الطاقة لديها    بشروط ميسرة.. دون اعتماد جهة عملك ودون تحويل راتبك استلم تمويلك فورى    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 2 مايو 2024    مُهلة جديدة لسيارات المصريين بالخارج.. ما هي الفئات المستحقة؟    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    صندوق مكافحة الإدمان: 14 % من دراما 2024 عرضت أضرار التعاطي وأثره على الفرد والمجتمع    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2 مايو في محافظات مصر    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    النصر يطيح بالخليج من نصف نهائي كأس الملك بالسعودية    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    اشتري بسرعة .. مفاجأة في أسعار الحديد    أول تعليق من الصحة على كارثة "أسترازينيكا"    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    لبنان.. الطيران الإسرائيلي يشن غارتين بالصواريخ على أطراف بلدة شبعا    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    مسؤول أمريكي: قد يبدأ الرصيف البحري الجمعة المقبلة العمل لنقل المساعدات لغزة    القوات الأوكرانية تصد 89 هجومًا روسيًا خلال ال24 ساعة الماضية    الوطنية للتدريب في ضيافة القومي للطفولة والأمومة    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    حمالات تموينية للرقابة على الأسواق وضبط المخالفين بالإسكندرية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    وزير الأوقاف: تحية إعزاز وتقدير لعمال مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الشاعرة والكاتبة التونسية سوسن سعودي بن محمد
نشر في شموس يوم 01 - 03 - 2014

الشاعرة والكاتبة التونسية سوسن سعودي بن محمد، شخصية شابة، تتمتع بذكاء حاد، وجرأة وصراحة وشجاعة، مثقفة ثقافة عميقة، تكتب الرواية، إضافة إلى الأشعار والومضة الشعرية، إحساسها رقيق جداً، ومشاعرها فياضة، تستمتع بكتاباتها كثيراً، فقلمها ماسي، ولكن مداده ليس ذهبياً، لكنها تغمسه بالعسل والشهد، وهذا ما تظهره كتاباتها عن الحب، وعواطفها المتألقة والجياشة، الحوار معها كان ممتعاً وشيقاً بحق وحقيقة، كعادتي مع كل من اتحاور معهن من السيدات، كان سؤالي الأول لها هو:
@ الرجاء التعريف بشخصيتك للقاريء، جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة، وطبيعة نشاطاتك ان وجدت، وأي معلومات شخصية أخرى ترغبي بإضافتها للقاريء ؟؟؟
اسمي سوسن سعودي بن محمد، أُعرف بين أصدقائي (بنور الشمس)، أعمل أستاذة لمادة التاريخ، من مواليد ولاية الكاف التونسية، أقيم بالعاصمة التونسية، هواياتي الكتابة، واقصد بها كتابة الأشعار والومضات الشعرية، وكتابة الرواية، بالمحاولة المغرية، من أجل خلق عالم معاكس للواقع المعتّم، المفروض علينا سلفاً، وتفجير شلاّلات حب مخترقة جدران البؤس الوجداني، الذّي نحياه، محاولة بذلك ترميم النّفس البشرية، أمقت سلطة الأعراف، ورؤيتي أفلاطونيّة تغذّيها ذرى الخيال. أنا شخصية صريحة جدّا، حدّ الوقاحة أحياناً، شخصيّتي كرة بلّورية صلبة، تلفّ هشاشة وضعف وربّما يأس. هذا يعض مما كتبته:
# دائما تبحث عن كلماتك الهاربة، لتخترق صمتي وتطمر فيه خطاياك، لترّوضني كما تشتهي، وتقترب من أنفاسي، وتزيد من نار أشواقي إليك، ونار الخوف عليك من جنونك فيّ.
# حين ترثي روحي دفاترها، من فرط الحّب، تصير مقبرة قديمة بلا ملامح. مذا فعلت بنفسي، وكبريائي يغطّي جراحي يخفيها، كم مرّة تبتُ عن ذلّي، كم مرّة عدت بالأشواق أبغيه.
@هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟ ,هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ؟؟؟
جدّي الطّاهر الحدّاد المعروف بنصير المراة، الحرية تتدفّق بدمائي، ولا أقصد بذلك، أن أتجاوز الواقع، بل الغوص ببراكينه، والإحتراق بنيرانه، فالوصول إلى جنّة المبتغى، لا يتحّقق إلا عبر جحيم التّجربة، والاختلاف هو سرّ البقاء، كلّ حرّ بمعتقده ودينه، فالذّي يجمعنا أقوى من تطرّف أو عرف، تجمعنا أرض وسماء واحدة، تروّض حدّة الاختلاف.
@ماذا يمثل الرجل في حياتك وماذا يهمك به؟؟؟
الرّجل، هو سرّ الوجود، وإن عبثت به الأضداد، فهو الحبيب، والخيال، وما يقتل العلاقة بين الرّجل والمرأة هو الألفة والتكّرار، والدخول إلى الوظائفيّة، والواجب، فنرى بذلك يده الغليظة، التّي تخنق روح الحياة، هي دعوة منّي للجنون، والخروج عن المألوف، وهو دور المرأة حتّى تطويه بكفّها، وتسحره بعطرها، وتسجنه بعيونها، لأن الرّجل أضعف خلق الله. أنا الأنثى الفائضة حلماً وبهاءً، الأنثى التي تسلب حرّية رجلها، وتسمو به إلى أعلى مدارج اللّذة، ثمّ تتلاشى فيه وتسكنه.
@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ؟؟؟ ولمن قرأت من الكتاب والأدباء، وهل لديك مؤلفات ومنشورة او مطبوعة ؟؟؟ ما هي بداياتك بالكتابة، هل بدأت الكتابة فوراً أم كنت تكتبي عن كل شيءْ؟؟؟ وهل أنت عاشقة للكتابة بشكل عام؟؟؟
محاولاتي وكتاباتي تملأ الدّفاتر، حتّى بهتَ لمعانها، لم أفكّر بالنّشر والخروج من قمقم عالمي السّري، إلّا بتشجيع من الأصدقاء، وأنا بصدد نشر رواية (مذكّرات عاشقة) ومجموعة شعريّة تحت اسم"ضياع". أكتب للحبّ والألم، عن قسوة الحياة، وصرامتها، أكتب بعفويّة الطّفولة، لملأ هذا الخواء المفجع، الذي يزداد اتسّاعاً فينا كل يوم، أكتب عن الحياة، لأجد عزاء لروحي. لعلّ ملهمي ألمسعدي وفلسفة المحاولة في كتاباته، وتوفيق الحكيم، وطه حسين، ونجيب محفوظ، وأيّ مقال جريء بجريدة أو بالشّاشة الزّرقاء، أعشق الشّعر، سواء كان غزل أو هجاء، وخطب سيّدنا عليّ والمعلّقات، وكما قلت لك سابقاً فانا اكتب الأشعار والومضات الشعرية، واليك بعضاً منها كنماذج:
# لو إلتقينا صدفة، لا تلم عيوني، إن عشقتْ غيرك.
# يمّر طيفك أمام عيني بلهفة الأشواق، يتساقط على مقلتي، فأغمضها كي لا يختفي ظلّك منها، وأرى غيرك بعيوني.
# صباح الخير يا أجمل حبّ، صباح الخير يا لغتي الهاربة بين ضفتّي الشوق والحنين، صباح الغيمة التّي ظّللت قلبي قبل أن تمطر.
# كزهرة ارتعشت وريقاتها من نقطة ندى، من عصر المطر، قلبي ارتعش حباً بك سيد ابتساماتي.
# أريد أن أكون لك زهرة، تضعها قرب قلبك، أسمع نبضك، وأنثر عطري بإرتعاشة صدرك، ليمتزج عطري بعطر أنفاسك.
# إذ وجدتني فجأة في فراغات السّماوات القاسية، بلا مرفأ، ولا صدر، ولا قبلة وداع في عنقي، ولا دفء ضمة لقاء، فأعلم أنّني فارقت روحي يا روحي.
# إن قرأت يوما ما كتبت إليك، لا تحملّني وزر كتاباتي، فمازال بقلبي بعض من الحنين.
# للحبّ أنفاس تتقطّع من شدّة الخوف، سمعتها كما أسمعك الآن.
# هل تستطيع أن تبني الجبال حولي؟؟ وتفّجر نهراً بقلبي، وتنفخ بصورة الموت، أريد أن أحيا من جديد، بين ذراعيك، ولن أبحث عنك.
# وأنت هناك في أرض غير أرضي، ماذا أقول لك غير الذّي يتعب قلبي، كلّ يوم قليلا حتّى يمحوه نهائياً، ما أحلى حبّك كغيمة فارغة، وجافّة كعيني.
@ما هي الموضوعات التي تتطرقي لها بكتاباتك بشكل عام ؟؟؟ وهل للسياسة والمرأة مجال في كتاباتك ؟؟؟؟هل تعتقدي بوجود كتابات نسائية وأخرى ذكورية، وهل هناك فرق بينهما؟؟؟من هم في رأيك أهم الكاتبات والشاعرات والأديبات التونسيات؟؟
الكتابة لا تعترف بالتّفرقة، هي روح صارخة، تسمو للانفلات من مكبّلات الواقع، والدّين، هي صوت القلب الذّي تنحني أمامه الحروب، والموت والمظالم، وتستعصي على كّل الأشياء، هي إغفاءة حزينة، وغيمة تطّوق الدنيا لتمطر حريّة، أنا أكتب، إذا أنا حرّة. أما عن أهم الكاتبات فهناك سمر المزغني مثلاً، وهي اصغر قاصة في العالم بعد أن كرمها "الكريديف" بمنحها لقب اصغر كاتبة تونسية في القرن العشرين. وحفيظة قارة، وآمال موسى، في الحقيقة عديد من الأسماء تدعونا لوقفة إجلال وتقدير. وهذه قصائد من كتاباتي كنموذج:
# سأرجع إليه، وأسعّر خدّي لشفتيه، وأعانقه بصمت وتذوب، عيناي في عينيه.
# كنت أحضن عطره، فكيف احتواني، وقبّلني ولم تلمس شفاهي ثغره، قطّعت قلبي عنه تصبّراً، أشم ّرائحة قميصه فأبصره.
# سأركب سفينة الحّب وأحدّث أعماق البحر، عن أشواقي وحنيني، لو تعلم حبيبي كم أغار عليك من ذاتي، من جنون العشق وأنفاسي، متى ستطفئ عشق الجنون نار أشواقي، لأغفو أخيراً على صدر الهوى وأحلامي.
# كلّما وجدت وقتاً، لنسيان آلامي، أهرب نحوك، وأنساني.
# خذ أوجاعي، وهبني طلّة كي لا أموت، وأرى غيرك بعيوني، بذرتُ أكثر العشق وحصدت أقلّه، فتركتَ بالعند شهوة غيمتي، واخترت عري العاشقات مظلّة.
# نبض وهاجس وحواس بمرفئ أحلامي، توقّف وميضها عند حضور بسماتك، يا من علّمت أشجاني الدّمع من حرّ الاشتياق، فكيف ألبس صوتي نبرته، وأنت تدق مسامير الغياب في كفّي؟
# نتواعد مع قدر، ونفاجأ بقدر آخر، لا نستطيع تخيلّه حتى في المنام، لم أجد فيك ما يملأ غروري، لم تكن ذلك النّبيل الذّي وعد فوفى، اخترت دفئ عينيك، وأن أكون طفلة بين يديك، فاخترت مجموعة من صور.
# أنت لست حبيبي فقط، ولكنّك شتات كّل الأزمان، لا معنى لي بدونك، علنّي أجدك يوماً، وأوشوش في أذنك بأنّي أحّبك، وأريد فقط أن أكون أنت، بعطرك ولمسات يديك
لا أريد أن أشبه نفسي، لقد مللت يا سيدي قلبي النّابض باسمك.
# متى أنت قبّلتني نسيت في الثّغر كانت أو في المعصم، فما حيلتي سل شفتيك إن شئت أرجعتها مضاعفة للفم، سأغمض عينيّ كي لا أراك، وما في صنيعك من مأثم
كأنّي في الحلم قبّلتك، وأفديك أن تحلم.
# ألا تغريك رائحة حنيني، ألا تشتاق فنجان قهوتي، أما أشتعل بك الشوق لصوتي، أن أهمس لك صباحك سكّر، أن أضع بعض العطر على راحة يدك، وأقول لك أحبّك، أما آن لك أَن تأتي ؟ موحش هذا النّهار بلا أنت يا أنت.
# ما عاد في عمري، سوى أشباح ذكرى تحترق، وبقايا أمنية تشقى بالحنين.
# صبري تقتله الأوجاع، وليلي بالجوى ثمل، يأسى على جرحي بالنّار، بعد النّار يغتسل، ألقى عصاه فخدّرني، وخانت قلبي الرّسل.
@ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ، نهايتها للسرير والطبيخ???
هل يعرف هؤلاء، أن تلك المرأة التي يسحبونها مجبرة الى الفراش، هي أصل الأشياء، حرّة ومبدعة، رغم ظاهرها المقزّم، لكينونتها، وإن عرفت رجلاً كان زوجها، أو بيتا استعبدتْ فيه زمناً طويلاً، فهي بلمسة واحدة، تشعلها وألف قبلة وألف نومة، لن تحّرك فيها شيءْ، سوى أنها تقوم بواجبها تجاه وباء اسمه أعراف، وقيم بائدة، إن يلتحم جسدان، معناه أن تكون بينهما لغة مشتركة، مليئة بالحنين والاشواق، لا استعباد وتهميش، طوبى لمن رمى المرأة بالدّونية، لله وحده يجيركم من صرخة ثورة ألأنثى.
@ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟
أنا مع الحبّ الصّادق، وإن شوّهه الكثير، وعالم التواصل، عبر هذه الشّاشة، نعمة سيّدي، يكفي أنّها أتاحت لنا هذا الحوار الرّاقي، لنكتب جراحاً تنزف تحت الجلد، غطّتها الأيّام بغلاف شفاف، لا يراه إلّا من في قلبه سرّ أسمه كتابة. علاقتي بالكتابة على هذه البلّورة، كالرّوح والجسد، لا فصل بينهما، نكتب ذلك الجرح، حتّى يظلّ حيّاً، نكتب لنقول ما نشتهي قوله بصراخ صامت. نكتب بكّل بساطه، لأنّنا لا نعرف كيف نكره الآخرين، ولربّما لأننّا لا نعرف أن نقول شيئاً آخر، وللمتلقّي الباقي، وكم جميل تمازج الحضارات واللّهجات، والضّحك من اختلاف عادات الأصحاب، هي لغة مشتركة تطوي كنه العالم في كمشة يد. وهذا بعضاً مما كتبت:
نسيانك جنون واستحالة، فأنت حبيبي بلون دمي، وروائح عطوري، ضاقت بي حدودي، كم أتمنّى الطّيران، لأحطّ على فنن قلبك، وأسمع موسيقى الحزن تأكل روحك، لأعلم أنّ حبّك لم يعد يحميني من جنوني، وأموت حسرةً، لو فكّرت فقط بنسياني، لقد كنت حلمي الشّهي، الذّي عشناه، تمنّيت أن أعيشه طويلاً لأحبّك أكثر، ولكّن الأقدار شربتْ روحي ببشاعة، وتعذّبتَ وحدك بتحّمل غيابي، فأعذرني حبيبي، لأنّي صرت جثّة تنغّص عليك حياتك، إنساني وأرمي بمقابرك فستاني، ورشّ عطري، على أكتاف السّبايا وأخنق في داخلك أنفاسي، واقتلني صمتاً، فهو أكثر إيلاماً من قتلي احتراقاً، وإن بقي بخاطرك شيء حتّى تنسى خياناتك، وتنساني، فلا تبخل، لأنّي أنا أصلاً مقتولة بأعماقي. ستظلّ تبحث عنّي بين قصائدك، بين أنفاسك ودخان سجائرك، ستظلّ تبحث عنّي بين خطواتك، وألوانك وذكرياتك، ستظلّ تبحث عنّي وأنت تعلم، أنّ حبّي لن يعاد مرّتين.
@قناعاتي الشخصية تقول وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك سيدتي على ذلك؟؟؟
لكلّ رجل مفتاح، إن أحسنت المرأة فتحه ملكته، وإن فشلت، سُخطت، وصارت امرأة ظّل وصمت وورق. وهذا هو الجزء الأول من روايتي بعنوان: مذكرات عاشقة:
الذكرى الأولى
هل أستطيع القيام بعمل فيه جهد وتركيز، كيف سأقطع المسافة الفاصلة بين الحاضر ولحظة ولادتي العسيرة، التي لا يكاد صدى كلمات أمي، يخترق حصن دفئي إلى الآن، كنت سأموت بسببك ولربّما خلق فجوة ليست بعميقة بيني وبين أمي، دفعني دفعاً لأحضان والدي الرقيق الطّبع، الهادئ الملامح، أغمضت عيني، وأطلقت لذاكرتي العنان بعيداً إلى الوراء، حيث الحقول الضّاحكة، التي تشدني إليها أكثر من ذكرى وحنين، أتأمّل ألعابي البسيطة، في ركن صغير، مليء بالحركة، والحياة، ودونا عن باقي الأطفال، كانت لي اهتمامات كثيرة، لعلّ أهمها المكوث مطولاً، أتلذذ لاستماع حكايات جدي، التي لا تنتهي، ذلك الشيخ الثائر، الكادح، والمتغطرس، الذي لا يعرف الكلل والركود، والأرمل من ثلاثين سنة، وقتها كان أباً وأماً، وتكبدتْ عمتي عناء تربية والي الرضيع، ترددت هذه القصة على مسامعي ليلاً نهاراً، ودونا عن أحفاده، لا أرفض له أمراً، ولا يرد لي طلباً، حفيدته المدللة، من ابنه الأكثر دلالاً، وهذا ما زجّ بي في دائرة غيرة أبناء عمومتي، وكأنّي أرى جدي الآن، وهو يعضّ على شفتيه، وكأنّه يعضّ على الماضي، وكأنه يلعن الحياة، وكأنه يعدّ السنين التي انقضت، وكأنه يحصر الألم، ويطأ عليه بقدم غليظة، لا تعترف بالأوجاع والعواطف، مواجهاً الدّنيا بكل ما فيها من عناد وهموم، طوى جدي مسافات العمر دون أن يتحول عن الخط الذي رسمه لنفسه، تربية أبنائه بدون زوجة أب، رغم أن القانون بوقته يسمح بتّعدد الزوجات، فما بالك أرمل بسن الورد، المهم أنه حشر نفسه في زنزانة الغربة، ومع ذلك أعجبت به أيما إعجاب، وتمنيّت لو تبلغ نفسي هذه الدرجة من الصّلابة، والوداعة بنفس الوقت، وبولادة أختي إيناس، التي أكبرها بثلاث سنوات، إسودّت الدّنيا بعيني، وكرهت أحضان أمّي أكثر، وارتميت في أحضان عمّتي المطلقة، بسبب عدم إنجابها، وكأن الأحداث تكرّر نفسها، والتّي أغدقت عليّ من المحبّة الكثير، إنهّا حكمة السّماء، تقطع وتفصل، وتغرقنا في جزئياتها، لم أقطع جسور الود مع والدي، الذي كان وقتها مدير مدرسة ابتدائية، تنظّم رحلة داخلية، لربوع الولايات شهرّيا، كنت بطلتها المدللة، والمغرورة، يتنافسون لإرضائي، ليرضى مديرهم، فأتصّنع وقتها نظرة فوقية، وابتسامة صفراء، ولم يترك أبي شبراً بتونس، إلّاّ وزرناه، ودرسنا معالمه التاريخية، وأساطيره، وهذا ما غرس فيّ حب السفر، والحّرية، وببلوغ سنّ الرّابعة، دخلت المدرسة، القسم الأوّل تحت راية امتيازات رجال التعليم، ومنذ الأيام الدّراسية الأولى، أحسست بأّن الأياّم تجري في غير صالحي، كأنّي خرجت من حلاوة الرّبيع، إلى برودة الشتاّء، وأصبح الشّتاء قدراً لا يرتدّ، وداعا يا دمايا الصّوفية، ومرحباً يا محفظة لا طاقة لي على حملها.
@كيف تصفي لنا صديقتي، المرأة التونسية، ثقافياً وتعليمياً واجتماعياً، ونظرة الرجل التونسي لها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن كل هذا؟؟؟؟؟
التّونسية، صمّمت أن تمارس الموت، وتسّتل الحروف، وتحوّلها إلى سيف مقدس، مثل سيوف الساموراي، ضدّ الجهل والعبودّية، هي شعلة الحياة. هي الأنثى الفائضة حلماً وبهاء، الأنثى التي تسلب حرّية رجلها، وتسمو به إلى أعلى مدارج اللّذة، ثمّ تتلاشى فيه وتسكنه. هي الأنثى التّي لا تشبه النّساء، رغم انتمائها لفصيلتهنّ، هي الثّورة وندّ للرجل، وان لم أكن تونسيّة، لتمنّيت أن أكون، لا أخفيك سرّاً، أشفق على الرّجل التّونسي أحياناً.
@كيف تصفي لنا صديقتي سوسن، ما يحدث بتونس الآن، وهل استقرت الأوضاع، أم ما زال هناك هزات أرضية ارتدادية؟؟ وهل أنت مع حكم الإسلاميين لتونس، ووضع المرأة في المنزل بين أربعة جدران؟؟؟؟
في واقع نكستْ فيه كلّ رايات الفرح، ولبست حدادها، وانتعلت أحذيتها القديمة، التي أذلّت فرحتها للحّب، نرفض ونصرخ بصوت عالي، لا وألف لا، برقيبة حيّ فينا وبالأحلام نخضع. وسأنشد إرادة الحياة، ولن نتراجع، ولن نلبس جلابيب الخوف، والموت، وسندحر دين الإرهاب والتطرف، ولكن صبراً جميلاً.
@ما هي نظرتك، للمرأة الفلسطينية وكيفية تقييمك لها ومعاناتها تحت ظل الاحتلال الصهيوني النازي المجرم؟؟؟؟
كن واثقاً سيّدي، من أن المرأة الفلسطينيّة حكيمة جدّا، وأّن ما يحصل لن يزيدها سوى قوّة وإصراراً. للحياة ثمن، وعليها أن تدفعه لتلبية نداء اسمه حّرية، هي أمّ الشّهيد المخضّبة يداها بالدماء، هي أمّي، وهي وجعي ودمعتي الحرّة، ألف تحيّة وقبلة يا أبيّة
وجعتني بهذا السؤال وعجّزتني عن الوصف.
@ هل أنت سيدتي مع حق المرأة بالإجهاض في كافة المواقف التي تعيشها؟؟؟ وهل أنت مع مساواة المرأة بحرية الرجل بالمطلق؟؟ او تتحفظي على هذه الحرية بحدود معينة؟؟؟
أعلم أنّنا نحتاج إلى قرون أخرى لكي نرفع رؤوسنا قليلاً، نحو الشّمس، ولكن نعم للحرّة، وبطلاقة وتحفّظي، هو الحفاظ على سرّ جمالها، كونها أنثى تنطوي في كفّ رجل، فما أحلى ضعفي بيد رجل، يعشق حرّية المرأة.تفضل وبدون تعليق لا حياة لنا بدون رجل ولم أقصد قطّ ذكر.
دور المرأة في أيّ مجتمع هو دور أساسي في نّموها ونهضتها فهي المربّية الأولى للأجيال وتمتلك سلاح التأثير القوي وهو غريزة الأمومة، وتأكيداً لدورها وفضائلها، فقد حفظ الإسلام للمرأة كل حقوقها، فأخرجت أجيالاً من العلماء، وساهمت في بناء حضارتنا الإسلامية، فكيف لا تكون ندّا للرّجل، سلاح العلم أقوى سلاح للمرأة، به قاسمت الرّجل بكلّ المجالات، وتبقى المرأة بنظري رغم حرّيتها، بحاجة للرّجل الذّي يكمّلها ويحفظ لها أنوثتها، فمعنى الحريّة لا يعني أن نفقد الجانب الأنثوي، فالمرأة تعشق ضعفها أحياناً.
@ما هي المشاكل التي يعاني منها الكاتب والأديب العربي بشكل عام والتونسي بشكل خاص، من وجهة نظرك الشخصية؟؟؟
لطالما عانى الأدباء والفلاسفة، ورجموا وكفّروا وتعرّضوا للنّفي والسّجون والاغتيالات لعدم توافق آرائهم مع السّائد، من عادات متجذّرة، ومتغلغلة، بالواقع المعاش، أو تتعارض مع مصالح السّاسة، كما لا يمكن لأي مبدع، أن يتجاوز الواقع، إلا تحت وطأة الإرهاب الأعمى، والخوف من مجهول يتربص به، فيعيش غربة الرّوح، وهي أكبر ثمن على المبدع أن يدفعه، لتلبية نداء الحياة والإصلاح، وتتحوّل حروفه إلى سيوف قاتلة، إلى قوّة لا تضاهيها قوة، محاولة لترميم النفس البشرية، وإصلاحها من التشوّهات التي بصمتها القوانين الاجتماعية، المجهضة تحت سلطة الأعراف، وعندما أقول أنّ المبدع يتنّكر لواقعه المعاش، أو يتجاهل مجريات وطنه السيّاسية، والثقافّية، فهو الأكثر وعياً وإلماماً بمطبّات بلاده، ووصفه الّدقيق للأوضاع العربيّة المتّخلفة، والقاسية أماّ المبدع التّونسي، فهو أكثر تناغماً مع طموحات الأنا والآخر، نظراً للقاعدة المهيّئة والموروث الثّقافي المشبع بالتّغير والانفتاح، على الثّقافات الأخرىن وإن تعثّرنا قليلاً بالمطبّات السّياسية الرّاهنة، والفكر المتأسلم الرّجعي، فواجبنا الآن تكسيره وتعرية منزلقاته ومنعطفا ته.
@هل تعتقدي بوجود أزمة ثقافية في المجتمع العربي بعامة وما هي مشكلة القاريء العربي، بمعنى لماذا يتهرب القاريء العربي من القراءة؟؟؟
بل وفرة بالإنتاج، ممّا جعل الغرب ينهل منها الكثير، عكس القارئ العربي، لقد ورث بؤساً سلطناه على أنفسنا بأنفسنا، ثم نمنا عمقاً، نعاني انكساراً وحزناً، ونتحاشى كتاباً يعرّينا أمام أنفسنا، ويغسلنا كالأمطار، أقفلنا ذاكرتنا على بطولات غابرة، وأساطير كاذبة.نحن قوم يخشى القراءة ويعشق المرايا.
@ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمنى تحقيقها وكذلك ما هي أحلام وطموحات المرأة التونسية بشكل عام التي تتمنى أن تحققها لنفسها؟؟؟
أحلامي كثيرة، تتسابق إليك أهمّها الحياة، نحلم دائماً أن نظّل صغاراً لأنّنا عندما نتعدى عتبة الطفّولة نموت، وطموح الّتونسية بشكل عام، أن يحفظ لنا الله نعمنا من الزّوال، وأن تصل المرأة العربّية إلى ما وصلنا إليه، وصرنا نسعى للحفاظ عليه،
وأشكر تواصلك الرّاقي. وهذا بعضاً مما كتبته:
# كنت أظنّك تراني وأنا أختنق من فراقك، أكانتِ الشّمسُ تشرق من عينك..؟ سأبقى أحبّكَ..أشّمكَ..أتنفسّكَ..أحتاجكَ..حدّ الموت، لكننّي سأحطّم معصمي ولن أعودَ إليك.
# أبحث أحيانا عن نفسي، كي أهرب من ظلمة يأسي، فأمضى كالّطيف لا أدري، هل أحيا يومي أم أمسي؟؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.