الشاعرة اللبنانية، جمانة حمد، شخصية تتمتع بالذكاء والانفتاح، والموضوعية، وعمق ثقافتها ووعيها، أشعارها رقيقة ومعبرة جداً، تحتوي الكثير من الصور التعبيرية والمجازية المؤثرة والرائعة، والصادقة، تؤمن بالعدالة والمساواة والحرية، ولها طبيعة إنسانية راقية جداً، كان حواري معها ممتعاً حثا وجميلاً، وسهلا جداً، كعادتي مع ضيفاتي كان أول أسئلتي لها هو: @الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ; جنسيتك ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟ اسمي جمانة حمد، جنسيتي لبنانية، أعمل في مجال المحاسبة والتعليم، عمر ثمان وعشرون عاما، درست اختصاص إدارة أعمال، أعمل في مجال المحاسبة والتعليم، حائزة على إجازة في إدارة الأعمال، اختصاص إدارة وتسويق، مقيمة في بيروت، هواياتي المطالعة، والاستماع إلى الموسيقي، والتصوير، وأنا غير متزوجة أي عزباء، صدر لي ديوان منذ عدة أشهر تحت عنوان: (تسبيحة حب)، شاركت في أمسيات ولقاءات شعرية، عضو مؤسس في جمعية سراة الثقافية. فأنا امرأة جنوبية، تعشق الشهادة، لأجل حبيب، كما لأجل قضية. @ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟ مثلي مثل أي امرأة شرقية لدي الكثير من القيم التي تميز مجتمعاتنا ولكن في نفس الوقت لدي أفكار خاصة، أؤمن بحق الإنسان في اختيار طريقه في هذه الحياة أؤمن بالحرية والمساواة في كافة أشكالها، أي قيمة تعزز دور الإنسان في المجتمع، أنا معها إلى ابعد حدود، لا أؤمن بالتمييز العنصري، أو العرقي أو الديني أو الجنسي، لأني اعتبر ان الله خلقنا جميعاً متساوين. أؤمن بالدفاع عن حقوق المرأة في مجتمعاتنا رغم اعتقاد كثر أن المرأة قد نالت كافة حقوقها ولكني اعتقد أن مشكلتنا ليست في تشريع القوانين التي تحمي المرأة أو الإنسان الضعيف، بل هي في العقول التي ما زالت ترفض المساواة، الكثير من رجالنا ونسائنا بحاجة إلى إعادة تثقيف لمفهوم دور المرأة والرجل في المجتمع، أنا إنسانة ثائرة وهذا ما يتبين من خلال كتاباتي التي أتوجه بها دوما للرجل والمجتمع ومتفائلة لأني أؤمن أن كل إنسان إن كان لديه طموح وإرادة وبذل جهدا فمن المؤكد انه سيتمكن من تحقيق هدفه. @هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسيا،، أم تؤمني بان المرأة يجب ان تكون تحت سلطة الرجل بكل شيءً؟؟؟ المرأة مثلها مثل الرجل تتمتع بنفس الحقوق. فمن حقها اختيار عملها وشريكها ومستقبلها ،ولا يجوز تحجيمها أو الاستخفاف بقدراتها، قد ينجح الرجل أكثر من المرأة في الأعمال التي تتطلب بذل جهد جسدي ولكن قد تتفوق المرأة على الرجل آلاف المرات في مجال أعمال أخرى، المساواة من الله والتمييز من صنع المجتمع الذي يحاول يوما بعد يوم تصوير المرأة على أنها كائن ضعيف عاجز عن سير درب هذه الحياة دون كتف تتكئ عليه سواء كان الأب أو الزوج أو الأخ . @ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم??? علاقتي بالكتاب بدأت منذ مراحل الدراسة الأولى ،كان لدي شغف كبير بالمطالعة .وكنت اقرأ كافة المواضيع من شعر وأدب وسياسة وغيرها، هذه القراءات المتنوعة ساهمت في تكوين وتطوير شخصيتي حتى بات لي قلم خاص، اليوم صدر لي كتابي الأول. تحت عنوان (تسبيحة حب) الكتاب عبارة عن اثنين وثلاثون قصيدة ،كلها بلسان كل فتاة عاشقة ،أتوجه بها للرجل الحبيب الذي تعترف هذه الفتاة بأنه نصفها الآخر وبأن الحياة لا نكهة لها دون وجوده ،تأثرت كثيرا في مرحلة معينة بقصائد الشاعر الكبير نزار قباني وبكتابات جبران خليل جبران ولعل قراءاتي لهذين الكبيرين هي ما أكسبتني جرأتي في الكتابة وتصميمي على أني سأكتب ما أنا مقتنعة به وما اشعر به دون خوف ،اكتب الشعر الحديث والخواطر،هدفي من الكتابة أن أصور شفافية المرأة ورقيها في حالة العشق الحقيقي، ومدى إخلاص حواء التي تتهمها البشرية بالخطيئة الأولى أن هي أحبت وان وجدت الرجل القادر على منحها الحب الذي تحتاجه، أتمنى ان أتمكن من خلال كتاباتي عن الحب وعن المرأة ان أغير ولو شيئا بسيطا في زمن نسي فيه الناس ما معني الحب الحقيقي والصدق والإخلاص والوفاء. وقالت إليك هذه القصيدة من أشعاري: وهذه قصيدة من أشعاري بعنوان: (لا تحاول): لست امرأة عشقيه، ولست طفلة أظفارها ندية، أنا فتاة علمتها الحياة، أن تكون قوية، فأنا لست ضد المشاعر والأحاسيس الرقيقة، ولكني اكتب شعراً يحمل أملاً ولا اكتب مرئية، ولا أجلس لأقرأ روايات، تحكي عن الحب حكايات رومانسية، ولا أسهر على ضوء القمر، لأرشف أحلاماً وهمية، فلا تسقني فاتر الغرام، ولا تبن لي الأحلام، لأني لست من أولئك الفتيات، اللواتي ينسجن من الحب روايات، فابحث عن فتاة تهوى العشق، والجنون، فأنا امرأة جنوبية، تعشق الشهادة، لأجل حبيب، كما لأجل قضية. @ كيف تتمخض كتابة وولادة القصيدة الشعرية لديك، وهل هي من خيالك، آم تعبر عن حالة خاصة مررت بها، او تعبر عن معانا صديقة لك، وكم تستغرق من الوقت حتى انجازها؟؟؟ حتى ينجح الشاعر أو الكاتب يجب أن تكون قصيدته مزيج من واقع وخيال، في قصيدتي اكتب جزءاً من أفكاري وان كتبت عن غيري فبديهي ان يظهر جزء من شخصيتي في القصيدة، وللخيال دور أساسي في عملية الإبداع فأنا أو أي شاعر آخر حين يكتب يترك هذا العالم ليسكن عالما اخر وزمنا آخر وهناك تولد القصيدة، هذه هي القصيدة المميزة، الشعر هو عملية إبداعية تبدأ بلمعة لتعود بعدها الكلمات تنساب على الورق دون أن يقيدها زمان أو مكان معين، لا وقت معين لانجاز القصيدة فبعض القصائد قد. أقوم نتيجة قراءة ثانية لها بتعديل عليها وقد أتركها كما هي ،المهم عندي ان يشعر القارئ بصدقها، لا أحب أن اصطنع كلماتي ولا ان ارتدي قناعا يخفي حقيقتي ،القصيدة يجب ان تكون بمثابة مرآة تعكس جزءا من شخصيتي وأفكاري. قالت إليك هذه القصيدة من أشعاري بعنوان: يخُّيل إلي: يخيل إلي من خارج كتابي يخيّل إلي يخيّل إلي، أنك العاشق المجنون، انك الرجل الوحيد، وفارس أحلام كل الفتيات، عشق̕ جنون،̕ وشغف̕ كل امرأة يسكنها دلع حواء، يخيّل إلي، أنك حين تتكلم، ألف فتاة تسدل شعرها، وتهرع عند أمها، لتتعلم وضع احمر الشفاه، وأن ألف امرأة تعود مراهقة من جديد، عطرك لم يضعه رجل، شفاهك تعلم فن التقبيل، عشقك مدرسة، وجنونك مدرسة، وكل امرأة تسعى أن تتفوق في مدرستك، يخيل إلي، أنك رجل استثنائي...أنك قد تسكن الغيم، قد تسكر من رحيق الصباح، قد تنام على سرير من سنابل، قد تهدي حبيبتك كوب ماء، قد تناديها (عصفورتي), يخيل إلي، أن حباً كحبك، لا أقوى عليه. @هل أنت مع القصيدة الشعرية الحديثة؟؟ أم مع القصيدة العمودية الكلاسيكية المعروفة وهل تكتبي الومضة الشعرية؟؟؟ الشعر فكرة وصورة وإحساس، تاريخ الأدب العربي عرف شعراء صنفوا بمراتب العبقرية، حين كتبوا القصيدة العمودية الكلاسيكية، ولكن هذا لا يعني انه يجب أن نظل كلنا متبعين نفس الأسلوب، فلنترك كل شاعر يكتب ما يريد، أاتبع القصيدة الحديثة أم الكلاسيكية، شرط أن يحافظ على مكانة الكلمة وقدسيتها وان يأتي بما يغني الشعر العربي والمكتبة العربية. القصيدة أن لم تأت بجديد من ناحية الصورة والإحساس بها لا تعتبر قصيدة أحاول دوما المحافظة على لمعة كلماتي لأميز بها ذاتي وأنا متأكدة انه حين تختفي هذه اللمعة من القصيدة لن يقراها أحد ولن يذكر أحد كاتبها. @ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟ اليوم مواقع التواصل الاجتماعي سيطرت على حياتنا بشكل كبير، فأصبح بإمكان الشخص وعبر هذه الشاشة الصغيرة التواصل مع الآلاف لا بل الملايين في كل أنحاء الكرة الأرضية ،هذا التواصل ساهم بخلق علاقات عديدة من صداقة وزواج بعضها كلل بالنجاح والبعض الآخر فشل، ولا أظن أن سبب الفشل يعود إلى كيفية التعارف بقدر ما يعود. إلى كون هذين الشخصين ليسا مناسبين لبعضهما كيفما تعرفا على بعض ،أنا عبر هذه الصفحات تعرفت على أصدقاء كثر جمعني بهم رابط الكلمة الأنيقة واهتمامنا المشترك بالشعر والأدب. كل اختراع وكل اكتشاف له حسنات وسيئات والأمر يعود للإنسان وحسن استخدامه لهذه الاكتشافات، فهذه الشبكات قد تكون نقمة إن أسأنا استخدامها وقد تكون نعمة إن استخدمناها للتواصل مع الآخرين بأسلوب حضاري راقي هدفنا أولا وأخيرا تطوير ذاتنا نحو الأفضل. الت ا @ قناعاتي الشخصية تقول: وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك صديقتي؟؟؟ الأخطاء كلها انا كفيل بتصحيحها ولا يهمك صديقتي جمانة بعض الأحيان صحيح ولكن في أحيان كثيرة قد تكون المرأة بذاتها هي سبب جهلها وعدم ثقافتها وتخلفها ،فهي التي يجب ان تسعى لتعزيز دورها ومكانتها وإلا تعترف بالخطوط الحمراء العشوائية التي وضعها لها المجتمع ،عليها ان تؤمن بقدراتها وبدورها وبما أعطاها إياه الله ،المرأة ليست فقط جسدا ووجها جميل إنما هي أيضا عقل قادر على عمل الكثير وان هي وقفت أمام الرجل لتقول له لن اسمح لك بتحجيمي أو منعي من تحقيق هدفي وطموحي عندها لن يقف بدربها لأنه سيدرك أنها مصممة على ما نريد، ولن يتمكن من منعها. قالت واليك هذه القصيدة من أشعاري: حبيبي، رددت اسمك بأعلى صوتي ... إلى ما وراء الافق السرمدي الهادي، إلى أعماق الوادي، وأنسا عتابي ، وأملأ من حبك أكوابي، لا تنكر وجهي، فأنت حبيبي، وورود مائدتي، وكأس شرابي، أنت رعشة في ضلوعي، دمعة في عيوني، صرخة في هدولي، بسمة على شفاهي، كلمة بإطراف فاهي، دفء يتوغل بإحساسي، نبض بصدري، وبكل جراحي، أنت كل شيءء في ذاتي، تعالى وأسقط مطراً على عطشي وصحرائي، حبيبي ...!ماذا سأكتب عنك في كتب الهوا فهواك لا يكفيه ألف كتابي. @ يقال إن الرجل يملك جسده، وهو يعتبر ملكية خاصة به، وهو حر بالتصرف به كما يشاء، وكذلك المرأة، تملك جسدها، وهي حرة التصرف به كما تشاء، هل أنت مع هذه المقولة، بكل ما تعنيه من معنى؟؟؟ الله خلق الجسد قميص الروح وهو ملك لها والجسد حامل العقل وحاضنه...وما يأمر به العقل والروح يجب إطاعتهما وإذا كانت الحرية هي حق مكتسب للإنسان فالمحافظة على الجسد من أي تفلت هي واجب إنساني مقدس. @ ما هي طموحاتك وأحلامك التي تودي تحقيقها، وكذلك طموحات وأحلام المرأة في بلدك بشكل عام، التي ترنو لها وتحلم بتحقيقها؟؟؟ كفتاة عادية أحلامي تشبه أحلام الأخريات أحب العائلة كثيرا ،أحلامي كشاعرة أن يصبح لكتاباتي صدى في مختلف الدول ان أتمكن من امتلاك زاوية لي في مكتبة الشعر العربي، هدفي ان تتكلم الأجيال عني لاحقا كفتاة شاعرة كتبت الحب النقي في زمن شوهته الحروب والمشاكل، أتمنى ان تتمكن المرأة أكثر من تعزيز دورها واثبات قدراتها أينما كانت شاعرة أم غير شاعرة وان تقتنع هي بذاتها وان تحترم إمكانياتها قبل ان تطلب من الرجل الاعتراف بقدراتها، وأتمنى أيضا أن يظل للكلمة قدسيتها وجماليتها، وحتى إن كتبنا القصيدة الثائرة، يجب ألا نتخلى عن أهم أخلاقيات الكتابة، وهي ألا نخدش حياء القارئ، لأن احترامنا للقارئ، ولكلمتنا، إنما يعكس مدى احترامنا لذاتنا .قالت وهذه قصيدة من أشعاري: بلون مساءاتي، بعطر الرياحين، وأطبع على شفاهي قبلة، بطعم الياسمين، فأنا امرأة من طيات الغيم، قد أبني لك عرزال. ومن غبار القمر قد أصنع لك عطراً ومن جنوني...وعشقي...وشغفي...قد أكتب لك ألف قصيدة وألف موال، قد ارسم لك أهازيج الربيع، طقوس بنفسجية واكاسير الخريف، مواكب حرية، أهدني في عيدي لونك المفضل، من قوس قزح، وابتسامة من فراشات الفرح، ونقطة خمر، من سكرة ليل مشتاق ولوعة حنين، من أشواق المساء، لأسكنتك أرضا لم تطأها قدم رجل، ولم تسكنها أنثى من بنات حواء .