كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار مع الشاعرة والشابة الأردنية، رهام زايد، والتي تتصف شخصيتها بالذكاء، والجد والاجتهاد، والمثابرة، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو: @الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ، جنسيتك ومكان إقامتك وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟ أسمي رهام عبد المجيد زايد، أبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، جنسيتي أردنية، وأقيم في الأردن، مازلتُ أكمل دراستي الجامعية، في مجال الترجمة، أنا أنثى تخلل فيها روح الكتابة والقراءة. واليك هذه القصيدة من إشعاري: وهي بعنوان:تنهيدة الأمل..نعير الأحلام ما لم تستحق من مسمى.. ونتهمها بأنها لم تتحقق..نعاتب الدهر إن أدبر وولى.. ونحن المعاصي لم نفارق..أيا أحلامي أن اندثري.. فاليوم كشفت الحقائق..انجلى الستار عن أضغاثنا..والأقلام انتهى حبرها..لتكتب تنهيدة من أمل.. فيا حزن . لن تكون لدقائق الهنا سارق. @ما اسم المدينة التي تقيمين بها، واهم معالمها التاريخية إن وجد، والهامة التي تميزها ؟؟؟ أقيم في مدينة الزرقاء والتي تقع شمال شرق العاصمة عمّان بحوالي 20 كم تُعتبر الزرقاء ثاني أكبر مدينة أردنية من حيث عدد السكان وتعتبر عاصمة الأردن الصناعية ..وأيضا في وصفها قال الشاعر عماد الدين الأصفهاني عند وداع القائد صلاح الدين الأيوبي في الزرقاء: ولم أنسَ بالزرقاء يوم وداعنا ..أنامل تدمي حيرة للتندم، أعدتك يا زرقاء حمراء إنني ..بكيتك حتى شيب ماؤك بالدم. @ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟ الأفكار والقيم التي أدافع عنها، هي تلك المبادئ السامية، التي دعا لها ديني، من أخلاق في التعامل مع الآخرين، أو تعاملي مع الرجل..كما تعرف أن المبادئ كثيرة، وإن أردت التحدث عنها سنحتاج موضوعاً منفصل..بالنسبة لشخصيتي، الحياة في هذا الزمن، تقضي على الضعيف، لذلك نعم، شخصيتي قوية، وجريئة، بما يرضي الله، وصريحة بما لا يعجبني من خطأ، ومتفتحة اجتماعيا أيضا بالنسبة للتفاؤل " ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. @هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟ @هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ومن ضربك على خدك الأيمن، فحول له الأيسر؟؟ بالنسبة لكل هذه الأمور فبكل تأكيد أنا معها.. ما فائدة الحياة إن كانت مكبلة بقيود الصمت ؟ وكانت مستعرة بنار الكتمان على الحق ؟ بالنسبة للدين " لكم دينكم ولي دين " لكل شخص قناعته في دينه لكن شريطة ألا يتعدى حدوده..يحق لكل شخص ممارسة شعائر دينه دون التشويه بسمعة الإسلام ودون توجيه الاتهامات والتوقف في وجه الدعوة الإسلامية.. التسامح صفة حثنا عليها ديننا الحنيف الذي يدعو للسلم والأمان وأما من ضربك على خدك الأيمن إن كان قصدك في حالات الخصام والمشاكل "فخيركما الذي يبدأ بالسلام " وعامل كما تحب أن تعامل أما في حالة الحرب فلا العين بالعين والسن بالسن .. @ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ علاقتي بالكتابة والقراءة كعلاقة الماء بأصل الحياة..من الماء جعل كل شيء حي.. وإلى هاتان انتسب اسمي، بكل تأكيد لدي مؤلفات نشرت عبر الإنترنت ولي كتاب قد أشهرته قبل فترة من الزمن بعنوان " تنهيدة الحياة " أنا أكتب الخواطر بالعربية والقصص باللغة الفرنسية، والآن أتوجه لكتابة الرواية والقصائد. @ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟ أنا مازلتُ على رأيي أن لا حب عبر الانترنت، وفي الأساس أنا لا أقتنع بصداقة المرأة بالرجل، لأنه وكما قيل " حب على نار هادئة".. لكن هناك علاقة عمل وعلاقة ضمن إطار الموهبة..لكن الصداقة أعمق بكثير من تلك العلاقات السطحية، وكيف للمرء أن يحب من خلال شاشة وترجمة لمشاعر وحروف مقروءة ؟ هذا مستحيل، ولا يصدقه عاقل..فحين يدق الحب الباب يفتح له القلب، ولو فتح العقل ذلك الباب، لفرّ الحب خشية الواقعية، الشبكة العنكبوتية أيضاً كما قلت.. أنها تكون نعمة أو نقمة بحسب مستخدمها. @ما هي في رأيك مشاكل الشباب في الأردن وخاصة الشابات التي يعانون منها، وما هي طموحاتهم وأحلامهم التي يبحثون عنها بشكل عام في رأيك؟؟؟ مشاكل الشباب في مجتمعي كثيرة..فوراء كل نافذة قصة، ووراء كل جسد ألم..لكن مما أراه أنا فشبابنا ما زالوا يحتاجون إلى كثير من الوعي، والثقافة، لينضجوا أكثر وليرتقي الوطن بهم، فهم بناة المستقبل الواعد..لكن قد لا تكون هذه المشكلة الأساسية، بل على مستوى عمري هذا ما أراه. واليك هذه خاطرة من كتاباتي بعنوان:" الأحلامُ أغلى ما نَملك: وإن سَرقها رمادُ البَشرِ مِن بؤبؤ أعيننا..سيبقَى طَعم الوصولِ إلى الشّمس لذيذاً..وإن كان حارقا ..سيَبقى القمرُ مُعتماً..وإن خال لنا عكس ذلك..آلامُنا..سبِيلُنا إلى الوُصول..وما يعترضهُ الزّمان ..يقوّيه الصّبر..هِي الأحلامُ دوماً..تتدلّلُ قَبل أن تتحقّق..لتتبرّج كُحلاً مِن وجَع وعِطراً مِن أمَل .@ ما هو في رأيك، أسباب ارتفاع نسبة العنوسة، بين الشابات والشباب، في بلدك؟؟؟ وهل تؤيدي حق الرجل، بالزواج بمثنى وثلاث ورباع، وهل أنت مع الزواج المدني، وزواج المسيار، والمتعة، من اجل تقليل نسبة العنوسة؟؟؟ ههه..سؤال أضحكني.. لكن سامحني، أنا ضد كلمة عانس، في هذا المجتمع الشرقي.. فقط هي أنثى لم يتقدم لها من يستحقها.. من ناحية الفتيات لم يتبقى الكثير من الرجال، بل أشباه الرجال وهم الذين لا يمكن لأنثى أن تبني معهم عائلة، هذا وأيضاً قد ارتفعت المهور، لذا نزعت البركة من النساء، ولا أنسَ أن الرجل لم يعد يحتاج لأنثى، ليكمل نصفه الثاني ! فهو لم يكمل النصف الأول بعد.. وأما بالنسبة للبنات، فلا يظن الرجل أني أقف ضده.. لم تعد تحمل الصفات الكافية لتكون ربة أسرة، وأم، فهي ما زالت لم تخرج من طفولة الصغير المميز..وكلاهما لا يتحمل المسؤولية..أما زواج الرجل من مثنى وثلاث ورباع..فهو حقه الشرعي، وكما يحق للرجل الزواج من أخريات، يحق للمرأة أن تقرر أن تبقى معه أو تطلب الطلاق..وباقي الأنواع من الزواج فهو في ديننا الإسلامي باطلة، وكلها مخترعات من الشيعة ومن اتبعهم..وبالنسبة لي، أن تبقى الفتاة غير متزوجة، أفضل لها من أن تتزوج بذل وهوان، وبأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، تهين كرامة الأنثى، وتقلل من احترامها، أرفض هذا رفضا قطعيا. @ قناعاتي الشخصية تقول: وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ووراء كل رجل عظيم امرأة، ما هو تعليقك ؟؟؟ وهل رأى أحد البشر غير ذلك ؟ وراء كل امرأة تعيسة رجل أحمق ووراء كل رجل عظيم ومشهور وأنيق امرأة عرفت كيف تصنع منه رجلا ولا يعيرها اهتمامه وامرأة يقدرها بكل جوارحه لأنها صنعت منه شابا لا يكبر. @ هل أنت مع زواج الشباب والشابات، بغض النظر عن دين كل منهما؟؟؟ قد نص ديننا على هذا يسمح للرجل المسلم أن يتزوج من غير المسيحية من أهل الكتاب.. العكس لا يجوز. وهذه خاطرة من كتاباتي: اليَوم ..فِي تمام السّاعة السّادسّة إلّا دقيقتين من الأبجديّة..بدأت رِحلة جَديدة فِي عالمِ الأوراقِ ..وأحلامٌ جَديدة سطّرتُها..لأنّي أعلمُ أنّ لا شيءَ أحنّ عليّ مِن نفسي .تَعلّمتُ..أنّنا حِين نُلقي بالقصائد إلى البَحر..نحنُ فقط نخفيها عن البَشر ليلقاها الغرباء على مرفأ آخر، تُصبحِين عَلى دقائق مِن مُعجزة إلهية تقولُ لكِ كوني. @ كيف تصفي لنا وضع المرأة وثقافتها ووعيها بشكل عام في الأردن، ونظرة الرجل لها، وهل آنت راضية عن ذلك؟؟ يختلف الأمر من امرأة إلى أخرى، لكن النساء قد أضحينَ مثقفات، حياتهن اختلفت عن الماضي، تفتحن على زهور الحياة وينابيع المستقبل..بالنسبة لنظرة الرجل أيضاً تختلف، منهم ما زال على مخيلته الحجرية، التي قد لا تتعدى أبعد من أنفه، ومنهم من امتد بصره ليرى ضرورة وأهمية المرأة في المجتمع، ولتحقيق ذاتها، وضرورة ثقافتها.. بالنسبة لي فأنا سعيدة بما أراه من نسوة متفوقات كل يوم. @ما هي احلام وطموحات رهام زايد التي ترغب بتحقيقها؟؟؟ بالنسبة لأحلامي. فهي تصل عنان السماء..أحلم أن يصل حرفي لكل من يشاركني نفس الألم. وأتمنى أن أواصل تقدمي في اللغة الفرنسية وأصل لمراتب تمناها لي الغير وتمنيتها لنفسي. واليك هذه القطعة من كتاباتي: قد أكون مت وأنا لا أعلم. أو أني أرائي نفسي بأني حية..بربكم كفى أن تحدثوني عن ذاك المنادى بالأمل...فأنا ما عدت أتنفس !!ننام والأحلام تبقى بين يدينا..قصيدة مبتورة..كالذي يتمنى أن تنبت عناقيد الغيوم في السماء لتدنو منها حبات الكرز.. واقع جميل لكنه حلم مستحيل.