اليوم قتل الإنسان وأهين في متاهة المذلة والهوان وهذا الإنسان ماهو إلا أنا... اسمي فاطمة الخادمة كانوا ينادوني فاطمة الشغالة, نعم كنت أشتغل, اليوم مت وارتحت من الاشتغال في البيوت. الجميع يعرفونني فالناس تعرفني وكذلك الجدران والنوافذ والبيوت والشوارع وكل أماكن التنظيف والغسيل حتى أكياس القمامة والصحون أنا فاطمة الخادمة, فكيف لا تعرفونني؟ لماذا تستغربون؟ وما الذي أربككم لتنظروا إلي هكذا؟ ولما هذه العيون المشفقة؟ عمن تسألون بعضكم بعضا ألم تشاهدون إنسانة ميتة؟ نعم أنتم الذين قتلتم الآلاف مثلي وأنتم الذين شنقتم العديد بمقصلة الاستغلا ل والتعب, أنتم الذين كسرتم ظهري وقتلتموني؟ والآن مابكم؟ تنظرون الي؟ هل تستغربونني؟ هههههههههه... لا تتركوني أضحك وهل أضحك بعد موتي؟ وهل ممكن للميت أن ينعم بالضحكة وكان طيلة حياته لا يعرفها؟ اذا أردتم أن تساعدوني فأزيلوا الوحل عن جسمي, الذي مات جله في التعب والوهن. أخرجوني من المذلة والشجن. نعم لن تحسون بي لأنكم تفترشون الحرير الناعم وتلبسون الرداء الدافئ وتنعمون بالهناء والسكن الهادئ وأنا دوما بمعطف الشغل الأوامر تنهال علي من الأسياد ما بكم تنظرون الي؟ اسحبوني من قبري لتروا شكلي على حقيقته كنت شبحا بصورة جسد والآن هيكلا عظميا بلا شبح, إن الصخر والتراب يجرحان عظامي. لا يهم اتركوني أن أبقى الخادمة فاطمة يدايا تعودت الغسيل في البرد القارس ورأسي تعود الانحنائة وقول كلمة نعم سيدتي.. نعم سيدي. لماذا أنتم تبتسمون؟ ولمن تلوحون بالاشارات؟ اه نسيت كدت أصدق أنكم تمنحوني البسمة؟ وتلوحون لي هههههههههه فهل تسألون الآن من هي القتيلة والميتة الان؟ ومن أين أنا؟ سألت قالوا لي وجدناك قرب جامع أكيد أمي زانية التقطني ملجأ حقير لا يتمتع بأبسط امتيازات الحياة لفظني لما أغلق بابه ومنعت عنه مساعدات الأغنياء وأنا في عمر الخامسة عشر لا ولجت مقاعد الدراسة ولا تعلمت حرفة أحمي بها نفسي من غدر الزمن ....صرت خادمة من بيت الى بيت كنت مضطرة لأعمل, عملت على هدا النحو عشرين سنة ولهذا أبدوا أكبر من عمري بكثير أحس دوما بألم ووجع دفين أكره نفسي وأنفر من كل النظرات وأحس حتى هي تكرهني وها أنا أحس الخواء في قلبي والوهن والسؤم على كتفي يتقل حلتي ويضاعف وزنها, لو أمسكت أن أتجرد من لقب الخادمة, أتجرد من تيابي وأمشي عارية... أما كفاني تقل نفسي؟ أليس هذا جسدي قد أصبح عبئا علي؟ اني أحس أن بدني كأنه عشب ذابل أصفر تقيل ينحط علي من عل فيزعجني وأكاد أنوء به فأعمل يدي فيه شدا ونزعا، أريد أن أبكي أريد أن أكون متعادية يستفزني الحنق فأمسك بتلابيب خصمي وأتبت أظافري في عنقه أما أصرعه أو يصرعني لا أب ولا ام ولا زوج ولا عائل يحميني ويأويني من برد الشتاء لماذا تستغربون؟ انتظروا أكمل قصتي لا تضعوا التراب علي؟ كانت تمر علي الأيام لا أتمكن فيها من تأمين لقمة العيش أخرج من بيت الى بيت أخرأهرب من التحرش الجنسي الذي أتعرض إليه من صاحب البيت أو حتى ابنه أهرب من الإهانة والاحتقار وكترة الشغل وكنت أحيانا ليلا في الحانات فلا مأوى لي أبيت فيه لم أعد إنسانة بل تحولت إلى حيوان قدر حينذاء تغيرت حياتي وبدأت أفكر بشكل مختلف بدأت أفكر بشكل أفضل بين من يسلخون جلدي ويتعبون جسمي وتعاقبت الأيام إلى أن جئتم أنتم فأصبح الوضع أسوأ رغم منظمة حقوق الإنسان والطفولة الكل يشتغل في الخفاء وأطفال تكوى ومحاكم وقضايا اغتصاب وتعذيب الخادمات والأمية بالجملة، فأصبح الوضع مزري وخاصة الفقراء متلي هل تسمعون قد حفرت لكم قبوركم فمصيركم عما قريب ترقدون فيها ..فالبلاد ستتحرر والاستغلال سيزول والظلم والطغيان فقد ولى هذا العهد هل تعرفون؟ أنا سأتحرر لن أخدم في بيوتكم ولا في حاناتكم لن اغسل بقايا صحونكم حتى لا تستهزؤون بي وتريدون اغتصابي أكتر من مرة لا تقيدون لساني أتركوني أكمل قصتي بقيت هكذاالى أن استقريت في بيت معالي السفير. واكتريت غرفة فوق السطوح لما انتهي أدفن فيها همومي وأغتسل بماء تعبي وأرتشف ريق مرارتي. المعالي يتجاوز زوجته بعشرين سنة يدللها بكل ما تحب ولها طوعا كان عندي مفتاح الشقة أدخل تم انتهي من الشغل وأذهب لغرفتي في أحد الأيام طلبت مني السيدة أن أذهب وأستريح قبل نهاية الشغل بساعات أتناء عبوري الطريق تذكرت أني نسيت الهاتف رجعت وفتحت الباب فاذا بي أجد السيدة في وضع مشين مع السائق انه التعويض المناسب للمعالي الكبير مع كؤوس الخمر والموسيقى فللشباب بريق ولشهوة حنين مع الغنج يحلو الأنين.. بسرعة خرجت بعد أن تلاقت نظراتي بحسرة مع سيدتي الجميلة خرجت وابتعدت وسرت هائمة في الطريق ولا أعرف ماذا حصل؟لقد انطلقت ورائي سيارة تشبه سيارة السائق العشيق فسقطت على اثر الاصطدام بالأرض ثم جئتكم؟ فرأيتموني, انكم تعرفون أن الظلم يصرخ فيكم والطغيان ينهش لحمكم ,وأن الكل انتفض عليكم.. الصغير والكبير وأن الكل تار على الأوضاع يهتف ضدكم أنكم تدركون هذا.. لذا لا اشعر بالحسرة والندم لو مت قتيلة ؟فأنا فاطمة الخادمة