في مصر.. أميات.. فقيرات.. بائعات.. موظفات.. أرامل.. عجائز.. قاطنو العشش والقبور والعشوائيات.. لا يفكرن إلا في لقمة العيش، وراحة البال والستر، لا يعنيهن دستور ولا يعرفن معني كلمة استفتاء.. كل ما يدور في أذهانهن الدعاء بسعة الرزق ولو بالقليل لسد قوت يومهن.. تلك الفئة من النساء هن اللاتي يمكن شراء أصواتهن بسهولة، فقط بزجاجة زيت وكيس سكر يصوتن ب «نعم» للدستور.. التقينا عدداً منهن وسألنهن عن الدستور وبماذا سيصوتن غداً؟.. فقلن: الحاجة «كسبانة حسن» - عاملة بأحد المستشفيات الحكومية - لا يعنيها الدستور فعلي حد قولها لا تعرف شيئاً، فإذا تراجع الرئيس عن قرار رفع الأسعار، سنقول «نعم» للدستور.. وأضافت في ضيق: المهم نعرف ناكل ونشرب، فمرتباتنا لاتكفي لسد كافة احتياجاتنا.. إحنا ناس غلابة ومنعرفش سياسة، ما يشغل بالنا قوت يومنا واحتياجات أولادنا. وتشاركها الرأي زميلتها، جيهان عبدالعزيز، مؤكدة إذا انخفضت الأسعار سأقول «نعم» للدستور، المهم نعرف نعيش، وتتحسن الأحوال.. وقالت: أعصابنا تعبت من مشاهد العنف والقتل والدماء والمظاهرات والخوف من مستقبل مجهول، فأنا مضطرة أن أقول «نعم» علشان نعيش! علامات الحزن والفكر تكسو ملامح وجه، بدرية عبدالعال - بائعة صابون وكلور - عندما سألتها عن موقفها من الاستفتاء، قالت في غضب: أنا مالي بالاستفتاء أو الدستور أنا لا أعرف ده ولا ده، أنا أعرف أسعار الزيت والسكر، يهمني ويشغلني رفع الأسعار، اسأليني معاكي فلوس كام في جيبك، ويوم الاستفتاء لو قالولي إن الدستور كويس ويحل كل مشاكلي طبعاً هصوت ب «نعم»، لا يرضي أحد حال البلد، فعملية البيع لم تعد كما كانت من قبل، لكن الأمل في ربنا كبير. فاطمة - أم ل 4 أطفال تعمل خادمة - لا تعرف معني كلمة الدستور، ولكنها قامت بانتخاب الرئيس مرسي لأنها وجدت كل السيدات اللاتي تعرفهن انتخبنه، ونفس الحال - كما قالت - ستقول ب «نعم» في يوم الاستفتاء ولو أنها لم تعرف يعني إيه استفتاء، ولكنها ستقول «نعم» لتجد قوت يومها. أما أم أحمد - بائعة خضار ولديها 7 أطفال - قالت: لا أعرف أقول «نعم» أم «لا» فالأحوال سيئة بل إنها أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل الثورة، نحن لا نملك الآن سوي القليل جداً والحال واقف، حسبي الله ونعم الوكيل فيمن كان السبب في هذا البلاء. أم أحمد - بائعة عيش - تنتظر معرفة رأي بقية السيدات اللاتي تعرفهن ثم تحدد ماذا ستقول للدستور.. أجابت عن سؤالي قائلة: إذا كان الحال هينصلح في كلمة «نعم» للدستور سأقوم بذلك، فالناس شقيانة ومحتاجة ترتاح. أم ياسر، تقول: أنا مع الدستور، ثم تغير رأيها بعد ذلك لتقول «لا»، ترفض ما يحدث في ميادين وشوارع مصر، من أعمال عنف وبلطجة، وتريد أن تنصلح أحوال البلد وأن تعيش في أمان، مؤكدة أنها سترحب بالدستور إذا كان سيوفر لها حياة كريمة.