الشاعرة نادية بوشلوش عمران – المغرب أفهمك يا أيها الأب الروحي ما معنى أن تسقط ما معنى ذلك في كل الأقدار و في كل الكتب و في كل الدواوين ما معنى أن تسقط و أن تزل روحك من سابع السماوات للأرض و أنت رضيع تحاول أن تعلن وجودك كل يوم و تعلن أنك هنا , تكبر و يمر الوقت , تتدحرج نعم تتدحرج إلى أن تصل و بمشقة الأنفس و لكنك في غفلة , أو في قصد مقصود و تتساقط كالأوراق لربما أوراق خريف و أو أوراق رواية و أو أوراق قصيدة , نعم أوراق رواية ورقة وراء أخرى , من رواياتك العنيدة , تتساقط , و في سمائك بالليل تتساقط نجومك و حتى ذاك القمر يسقط و تبقى أنت و تحاول النهوض و تنظر إلى الله لينجدك , لكن الله لا ينجد و لربما يعطيك فرصة بالنهوض و إنه إمتحان سمائي , لعل الرومان قد فكروا في ذلك بكل الهتهم و بكل فلاسفهم , تنظر إلى الشمس و إلى الفرج و بنظرات مقاومة مقاومة و تقاوم فيها نفسك و ألمك روحك و لكم مرة تعثرت و نهظت كسمفونية تعلوا و تنخفظ في موسيقاها ما بين عزف و إيقاع و صوت , صولفيج و ما بين سوبرانوا و مونودراما و ما بين هارموني نغمي سمفونية أنا سمفونية السادسة لشايكوفسكي الحزينة بالالم و بالوجع سقوط فيه إرتدادات لسمفونيات في علوها و إنخفاطها في سوناتا و من بعدها مونيت و شيروزوا فعلا فعلا ألم .... حزن .... أو فرح غابر يخرج من بين الطين كسنابل و تعلوا و تخضر أنت .....نعم أنت أنت إلا سمفونية حزن متدحرجة تلون السماء بالوان الطيف في لحظات منسية جميلة ,تنصهر مع موج البحر المتراطم في كل شواطئ العالم . أنت من أنت نعم أنت سمفونية عذبة الإحساس تخرج من القلب المقاتل و و من زمن عادل زمن منسي زمن مقاتل زمن محب ، و من قلب أعلن الحرب , أعلن المعارك و أعلن فلسفته في الوجود , و من بعدها سقط نعم سقط و تعلوا الموسيقى في صولفيجها و في نوتاتها و لربما يا صاحي و لن يفهمك أحد و لن يفهم ما حاولت الوصول إليه ، أو قوله أو مناجات الروايات المسحورة في قلب كاتب روائي إنجليزي ، أو في قلب مهاجر مغربي إسباني تتشبت بأمجاد الأندلس التي سقطت و حاولت متلك النهوض و مثلي أنا أنا أنا نعم أنت كذلك يا أبي الروحي حاولت النهوض و أنا كذلك حاولت النهوض و الوقوف المشي و بإرتخاء القفز فوق غمام حالم ماطر إهتز على ناصية الحلم يقاتل موسيقى من شجن هي نفسك , موسيقى من ألم أنا ....و ما أنا إلا إمرأة عازفة على أوتار الحب و على أوتار الحياة على أوتار النغمات و على وثيرة الحلم أنا كذلك أقاتل بكامل أسلحة النساء للنهوض جميل جدا , ذلك و جميل أن أكتب في مجلداتي في كل الروايات بكل الكلمات و بجميع القصائد التي اعرف و التي لا اعرف , كل ما أوقعني القدر و كلما حاول الصمت أن يلتهمني , كلما أراد الضجيج أن يصفعني نعم نعم يا أبي الروحي لقد كتبت و كتبت , كتبت و من بعدها محوت كل شيء , إتهمت ذاكرتي باجنون , بالبذح و بالإنهيار و بالنسيان و و لكنني في لحظات القوة الهاربة من فلجة القدر عاودت الذكرى فعدت لأكتب كل سقوطي كل إندتاريو كل ما مر بي من سهو , ندوب و جروح . كل حلم في قفزة إستثنائية بعيدة عني و عن ما أنا إلت إليه قفزت في السماء أجمع السحب بيدي مخبأة إياها قطنا في وساداتي قفزت على الموج أجمع أحصنته البيضاء ، لأضعها في كل الإسطبلات و في كل الممالك التي املكها و التي لا أملكها.... قفزت على الأبجديات , لأخد دررها مقسمة بأن أجمعها عقدا ألماسو على جيدي سأضعها لتنيره لتبرقه كباقي النساء الأرستقراطيات.... آههههه آههه يا أبي الروحي ما معنى السقوط في الحياة و أذا كانت الحياة كلها متساقطة متداعية يغمرها الفيضان في الألم و يعودها الموت بعد ذلك.... فلسفة معقولة , منطقية جبارة لكون متناهي في الدقة و لن نجد لسنة الله تبديلا أه ياأبي الروحي . كيف سيكون لي إتزان في تواجد فلسفي متناقضة صفاته متشعبة ضفافه , جبال و وديان فجوج و ضيق و صحاري تجتمع في رؤوس القصائد و على التراب تكتب و تنظم و تلقى أبي الروحي إعلم أن من هوت موازنه فهو قد سقط و من ثقلت موازنه فهو أكيد ساقط حتى و و إن تقلقت كثيرا كثيرا دعني نعم دعني في عذابي أرتشف فناجين القهوة المزاجية , فنجان ليل و فنجان صباح و عشية و مساءا و دعني نعم دعني أكتب رسائل الشوق لحياة أبدية لا تعرف السقوط دعني دعني في تأملاتي على سمفونيات باخ أرقص بدون توقف دعني على سمفونية سيرجي رخمانينوف في سمفونيته الثانية أرقص و أجن بالرقص , لا أريد سماع أي شيء من أحد الآن الآن صمت صمت رهيب و سمفونية تكسر كل تساقطاتي نعم دعني أحلم ,و أجمع ما حلمت على وسائدي في شريان دمي الذي يتدفق بالأماني التي لا تجف و التي لا تسقط سمفونية أنا \و سمفونية أنت يا ابي الروحي و من أين يأتي هذا الألم سألتني حينها و من بعد صمت..... نعم إبتسامة ساخرة \و بعدها ألم متفاقم يسكن في الروح أولا و بعدها في الجسد لا نفعت قصص الرومانسة و لا الفرح و لا الوجود و لا البوح بالحب نعم يا ايها القلب , هي سمفونية سقوط من حياة لا أزلية تنتهي تسقط في حفرة قبر ضيق.... هاته أصابعي على البيانوا تعزف تلعب و تتوجع تتأَلَم , تئن ذاك الأَنِين تَأَوُّه , المتَوَجُّع ,و صُدَاع يطوف بي و لا حبة اسبرين تعانقه و عَذَاب و مَخَاض ,ومَغَص , وَ وصَب من الأعماق يغتالني بتدنف.... و أنا إلا إمرأة تتوجع , تسقط كمن سمفونية لأخرى و راقصة بذلك الوجع و بذاك المخاض الذي يتحول لفراشة تحاول الطيران و كل أجنحتها قد كسرها السقوط كسرها الأنين و ماذا بعد يا ابي الروحي ماذا و هنا في هذا الكبد كان الفرح يغترف كالشلالات و لم يبقى شيأ على حاله كما قلت يا ابي الروحي لكن لم يبقى الفرح و بقي الوجع و بقيت أجنحة إمرأة مكسورة سقطت و نهضت مرارا في فلسفات لا تنتهي إلا بالموت , و بقيت قدماي تتساقط من سمفونية لسمفونية أخرى .