غابت مصر عن وعيها طيلة عقود ولم يكن يقوي جسدها علي البقاء إلا في غرف الإنعاش منتظرا معجزة من السماء لتبعث فيه الروح من جديد وينبض القلب ويتدفق الدم النقي لينعش خلايا الجسد العليل ويتنفس الهواء النقي ويفيق العقل الغائب من غيبوبته وتتحرك أطراف الجسد العليل ليقوي علي الحركة ويملئ الدنيا نشاطا. بينما تقام التجهيزات استعدادا لقرب تأبين الجسد المريض, إذا بمعجزة تنزل من السماء في وقت تبددت فيه الآمال لتنفخ في هذا الجسد من أرواح الشهداء بعد أن كان في عداد الموتى, ولم لا وهم أبنائه من لحمه ودمه ضحوا بأرواحهم ليهبوا له الحياة من جديد فقد شاءت حكمة الله أن يقوم الشهداء بأعظم عملية في تاريخ البشرية ألا وهي زراعة الروح فقد قاموا بزراعة أرواحهم في جسد الأمة لتكون له نبع الحياة علي مصر العصور وها قد حدثت المعجزة وتمت العملية بنجاح منقطع النظير بدون جراحة ولكن الجسد يصرخ الآن من آلام الشفاء ويحتاج من يأخذ بيده ويخفف آلامه ليستعيد عافيته ويسترد قواه, وللأسف حتى الآن الأطباء عاجزون من هول المفاجأة عن دعمه ليكتمل الشفاء تري هل يستطيع الأطباء تجميع قواهم وأفكارهم ووضع برنامج علمي متكامل ومضمون ليسترد الجسد عافيته أم أننا نترك الجسد يصرخ من الألم ولا يقوي علي الحركة في انتظار معجزة أخري من السماء.