بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل 21 مواطنا بالحصول على الجنسيات الأجنبية    «بحر البقر».. أكبر محطة بالعالم لمعالجة الصرف الزراعى بسيناء    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    إزالة 36 حالة تعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية    «مدبولي» لممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية: نهتم بتوسيع نطاق الاستثمارات بالمجالات المختلفة    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    «الإسكان»: بدأنا تنفيذ 64 برجا سكنيا و310 فيلات في «صواري» الإسكندرية    وزير التعليم العالي: توسيع التعاون الأكاديمي وتبادل الزيارات مع المؤسسات البريطانية    ارتفاع عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية إلى 1700 شخصا    جيش الاحتلال يقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    سفير روسي: اتهامات أمريكا لنا باستخدام أسلحة كيميائية «بغيضة»    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    ميدو يصدم قائد الأهلي ويطالب بتسويقه    التشكيل المتوقع لمباراة روما وليفركوزن بالدوري الأوروبي    موعد مباراة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري المصري الممتاز والقناة الناقلة    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    حالة الطقس اليوم الخميس.. أجواء معتدلة على أغلب الأنحاء    تفاصيل الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة.. «سيولة في شارع الموسكي»    تحرير 11 محضرًا تموينيًا لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة ببلطيم    العثور على جثتي أب ونجله في ظروف غامضة بقنا    مصرع طالب صدمته سيارة مسرعه أثناء عودته من الامتحان ببورسعيد    بعد 119 ليلة عرض: رفع فيلم الحريفة من السينمات.. تعرف على إجمالي إيراداته    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    بعد أزمة أسترازينيكا.. مجدي بدران ل«أهل مصر»: اللقاحات أنقذت العالم.. وكل دواء له مضاعفات    «الوزراء»: إصدار 202 قرار بالعلاج على نفقة الدولة في أبريل الماضي    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هووهي
لغة الجسد
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 05 - 2010

تشغلني انعكاسات ما يضطرم داخل الجسم من انفعالات علي سطحه الخارجي‏..‏ أرقب مدلول التوتر الداخلي في هزة الساق اللاإرادية‏,‏ وذلك الشريان الذي ما إن يتأزم الموقف بصاحبه حتي تراه نافرا وسط الجبهة أو وراء حلمة الأذن. لتشاهد بالعين المجردة دفق الدم المفاجئ داخله‏,‏ وتلك الحركة المصاحبة للثورة المضغوطة التي تخرج علي هيئة ابتلاع الريق أو البربشة أو الطرق الرتيب بالأصابع علي أي من الأسطح المجاورة‏,‏ أو السعال دون سابق إصابة بالبرد‏,‏ أو حركة الشفاه التي تمتد للأمام في وضع الامتصاص وكأنها تجتر ذكري حنان الصدر الذي كان يلقمه أثناء الرضاعة‏,‏ أو الهرش في الشعر والإمساك بأشياء لا وجود لها‏,‏ أو اللعب في قشرة الجرح الملتئم‏,‏ أو قرقضة الأظافر حتي يدمي موضعها‏,‏ أو انتزاع شعرة من الحاجب أو السالف أو الشنب‏,‏ أو التفرغ كلية للعب مع عيل أثناء حديث الكبار وكأن لا وجود لهم‏..‏ وإذا ما كنت قريبا من أحدهم إلي حد المعاشرة أو الزمالة أو القرابة أو الجيرة‏,‏ ففي قدرتك قراءة ما يعتمل بداخله من مشاعر من خلال لزماته الخاصة المصاحبة لكل موقف ليصبح بمثابة كتاب مفتوح مهما يحاول صاحبه إخفاء سطوره داخل الغلاف‏..‏ كل هذا وغيره ما فكرتني به حسناء الزمان مارلين مونرو في فيلمها البعض يفضلونها شقراء الذي لا تمل الشاشة عرضه ومن جهتي أنا فقد أدمنته عندما تداعب فيه توني كيرتس تستنهض رجولته التي ادعي أنه فقدها في الحرب‏,‏ فلم يستطع إزاء هجمة الأنوثة كبت انفعالاته الداخلية إلي حد أن كسا بخار اشتعاله زجاج نظارته بالضباب‏!‏
و‏..‏ كان زوج أختي ينفس عن ثورته في الأبواب بالذات‏,‏ ومطرح ما يمشي يرزعها من خلفه بصوت يسقط جنين الحامل ويربي الخفيف‏,‏ ولابد وأني زدته غيظا وقفلت عليه سكة التنفيس بعدما عدت من رحلتي في قبرص بعلاج ناجع بملاليم قبرصية لمشكلة أختي‏,‏ وهو قطعة كاوتش مصممة بذكاء تثبت في نهايات الأبواب تعوق عملية رزعها اللاإنساني فلا تتحرك إلا بالأكرة مع زحف المطاط اللي مالوش صوت‏..‏ و‏..‏أبدا مازالت تسكن أذني أصداء نداء المرحوم زوجي الهادرة الباترة الكاسرة المنذرة بأخطار العاصفة القادمة عندما يناديني باسمي مجففا مجردا عاريا يا سنااااء‏..‏ ساعتها يأتي اليقين بأن نهارنا سيكون مطينا بطين‏,‏ بعكس ندائه السماوي الحميم يا ماما فالأمور من بعده تمر سلسة تمشي وتعدي مع وقعه الطري المدغدغ كزغب ريش النعام‏..‏ ولنا قريب الله يمسيه بالخير ما إن يدخل في تفاصيل شرحه الانفعالي حتي يتبدل صوته الخشن الوقور إلي سرسعة حريمي‏,‏ وواحد معرفة تنعكس أصداء انفعاله في عملية تقوير ودنه لحد الطبلة‏,‏ وآخر ربنا يسامحه يغسل وجوهنا برذاذ عرض وجهات نظره المتوهجة حتي بتنا نوافق ونبصم بالعشرة علي أي من اقتراحاته بمجرد بزوغها‏,‏ وصاحبنا اللي يطلع همه في أستيك الساعة يشده ويرخيه‏,‏ وزميل تشيل من بعده كوم شرائح من الورق الممزق‏,‏ وزميلة ترسم دوائر حلزونية طول ما هي منغمسة في الحكي‏,‏ ومن كنا نقيس معدل توتره الجواني بنوعية زلات لسانه التي يقول خلالها أنارب بدلا من أرانب‏,‏ ولعم بدلا من لا أو نعم‏,‏ وكل طيب وانت سنة‏,‏ وكنا عادة نتابعه متغاضين عن زلاته بمفهوم جل من لا يزل‏,‏ لكنه ما كان يبدأ في وصف أحداث يومه بالتفصيل مثل كان ماشي في الشاعر‏,‏ أو بنت خالتي عاملة مستشفي قاصدا أنها عملت عملية وزارها في المستشفي أو بعدما أكلنا القهوة وشربنا الأكل‏..‏ ما أن يبدأ‏..‏ حتي يجدنا قد تسربنا واحدا إثر الآخر من أمامه ليترك وحده يعد أناربه‏..‏ وقد كان الصحفي الكبير الراحل علي حمدي الجمال من لزماته رفع عينيه للسقف أثناء الحديث‏,‏ وتجرأت يوما لأسأله عن السبب فأجابني وعيناه في السقف إنها عادة التصقت به منذ الطفولة‏,‏ وأكملت في سري حجته بأنه نوع من الخجل والتهرب خشية الإبحار في عيون الآخر حتي لا يكشف كلا الجانبين ما بداخل النفس البشرية‏..‏ خيرها وشرها‏!!‏
وبالرجوع إلي صفحات العلم يتضح أنه عندما يتلاقي شخصان فالأضعف ثقة بنفسه يهرب بنظره أولا‏,‏ والعين ترمش من‏6‏ إلي‏8‏ مرات في الدقيقة‏,‏ وكثرة الرمش محاولة يطلقها العقل اللاواعي لإحباط رؤية تسبب إزعاجا أو التغاضي عن شخص تريد أن تلغيه من حياتك‏,‏ ويتسع بؤبؤ العين إذا ما رأينا شخصا نحبه أو تعرضنا للإثارة‏,‏ وقد أظهرت الأبحاث أن البؤبؤ يكبر عند الرجال بنسبة ثلاثة أضعاف حجمه الطبيعي عند رؤيتهم صورا مثيرة‏,‏ بينما يتسع عند النساء في المقابل بنسبة الضعف فقط‏,‏ وليست هناك قدرة أو سيطرة في التحكم عليه عندما يتسع وينكمش بصورة أوتوماتيكية‏..‏ وكان اتساع البؤبؤ النني من علامات الجمال عند نساء العرب زمان ومثال ذلك في خلافة عبدالملك بن مروان الذي طلب من ابن أبي الرقاع وصفا لأحسن النساء فقال له‏:‏ خذها يا أمير المؤمنين كحلاء العينين واسعة البؤبؤين ملساء القدمين‏,‏ رمداء الكعبين‏,‏ ناعمة الساقين‏,‏ ضخماء الركبتين‏,‏ لفاء الفخذين‏,‏ ضخمة الذراعين‏,‏ رخصة الكفين‏,‏ ناهدة الثديين‏,‏ حمراء الخدين‏,‏ زجاء الحاجبين‏,‏ لمياء الشفتين‏,‏ بلجاء الجبين محلولكة الشعر غيداء العنق‏,‏ قد تربت في النعيم ثم أصابتها فاقة فأثر فيها الغني وأدبها الفقر‏,‏ لا تؤنس جارا ولا توطن دارا أي لا تدخل علي الجيران ولا تدخل عليها الجيران‏,‏ ولم تمش ميلا ولم تركب علي جمل ولم تر الشمس ولم يزحف لخدرها قمر‏...‏
وليس أبرع من الأديب الإيطالي ألبرتو مورافيا في ترجمة لغة العيون إلي كلمات حادة البصر تري ما لا يراه الآخرون‏..‏ يكتب عن لحظات ضعف البطل كاتب السيناريو في روايته الاحتقار عندما تسحبه نظرات سكرتيرته ليقع في الغلط‏:‏ كانت تضرب علي الآلة الكاتبة جملة خطرت لي فلاحظت وأنا أنظر إلي ما كانت تضربه من فوق كتفها أنها ارتكبت غلطة‏,‏ وسرعان ما أردت أن أصححها‏,‏ فانحنيت أشير بأصبعي إلي الغلطة‏,‏ وحدث أن لامست علي غير إرادة مني يدها‏..‏ واسترعي انتباهي أنها لم تسحب يدها‏,‏ وطرقت كلمة أخري ولمست أصابعها وأنا غير بعيد عن افتعال ذلك‏,‏ وعندها توجهت عيناي إليها فرأيت أنها كانت تنظر إلي بدورها في تعبير من الانتظار‏,‏ وفوجئت كما لو أنني أراها للمرة الأولي فلاحظت أنها علي قدر من الجمال بعينين سوداوين يدور فيهما بؤبؤان واسعان وفم ريان‏..‏ واعتذر كل منا للآخر بحجة الشرود بصوت له نبرة جافة واضحة‏,‏ ومنذ ذلك اليوم وخلال بضعة أيام قضينا وقتنا ونحن نتبادل النظر بين فقرات الإملاء والكتابة‏,‏ أو علي الأصح كانت هي التي تحدق في طويلا كلما استطاعت ذلك في وقاحة مقصودة باحثة عن نظري حين يهرب منها‏,‏ جاهدة في الاحتفاظ بعيني حين كانتا تلتقيان عينيها‏,‏ وفي ترصدهما حين كانتا تستقران عليهما‏..‏ كانت تسجن نظراتي داخل قضبان أجفانها‏,‏ وقد كان تبادل هذه النظرات نادرا في أول الأمر‏,‏ ثم ازداد تدريجيا‏,‏ وأخيرا قررت أمام عجزي عن تفادي سهام نظراتها أن أملي عليها كلماتي من وراء ظهرها‏,‏ ولكن الخبيثة وجدت وسيلة للتغلب علي هذه الصعوبة بالنظر إلي عبر مرآة كبيرة معلقة علي الجدار تجاهها‏,‏ بحيث أني كلما رفعت بصري رأيت عينيها في المرآة تتساءلان وتعاتبان وتدعوان‏,‏ لبيت الدعوة‏..‏ و‏..‏تم أخيرا ما كانت ترغب في أن يتم‏,‏ فبينما كنت ذات يوم أنحني لأصحح غلطة التقت نظراتنا و‏..‏أخذت بعدها تضرب علي الآلة من غير أن تنظر إلي خافضة العينين أشد فتنة من أي وقت مضي‏....‏
وأتاري الناس مش زي بعضها ولكل واحد جهاز عصبي يملي عليه حركات جسمه الخارجية التي برصدها المتأني يمكن تصنيفه فيما إذا كان جهازه بصريا‏,‏ أو سمعيا‏,‏ أو حسيا‏,‏ فعلي سبيل المثال أصحاب الجهاز البصري يعتمدون علي أبصارهم بشكل أساسي‏,‏ ويبلغ شعورهم بقوتهم مداه عن طريق استخدام الجزء البصري في مخهم‏,‏ وهؤلاء تجدهم يتحدثون بسرعة في محاولة لمواكبة الصور المتتابعة الواردة علي شاشة عقولهم‏,‏ وفي ذلك لا يعنيهم كثيرا الصيغ الإبداعية في كلماتهم التي لا تمثل سوي ملاحقتها للصور لا غير‏,‏ وعندما يضطرون للشرح فاستخداماتهم تنحصر في مجالات الاستعارات البصرية‏,‏ وفيما إذا كانت الأشياء تبدو ساطعة في وضوح الشمس أو قاتمة في محيط الظل‏..‏ ومن عباراتهم المتداولة‏:‏ أنا شايف وكلك نظر والموضوع كما تصورته ورؤيتي للمسألة والقضية لها صور متعددة وشفت بعيني ماحدش قال لي‏..‏ أما أولئك الذين يعتمدون علي جهازهم السمعي بشكل أساسي فيميلون إلي انتقاء الكلمات الرنانة ذات الإيقاع والصدي‏,‏ ويتميز حديثهم بالبطء وصحة نطق نهايات الكلمات‏,‏ والحرص علي ارتفاع صوتهم ليطغي علي الأصوات الأخري‏,‏ وهؤلاء يتردد بين فقرات حديثهم عبارات من نوعية‏:‏ كلي آذان صاغية وسمعني رأيك‏,‏ وهات من الأول والكلام ده مش بتاعك وماتاخدنيش في دوكة واسمع لما أقولك وكلام مايدخلشي الودان و‏..‏وبالنسبة إلي الذين يعتمدون علي الجهاز الحسي فهؤلاء أكثر بطئا واستجاباتهم الأساسية توجهها الأحاسيس والمشاعر‏,‏ ومن هنا يتأثرون بلمسات الحنان والدموع والملامسة‏,‏ ويبلغ تأثرهم مداه إلي حد تغير مزاجهم‏180‏ درجة تبعا للمؤثرات الخارجية الحسية‏,‏ وفي أحاديثهم يستخدمون استعارات من الطبيعة مثل‏:‏ المسألة غاية في النعومة وصاحبك ركب الموجة وزي الجبل ومخه عصفورة وحاجة تخنق‏,‏ وواحدة بتشوك‏..‏الخ‏..‏ ولأن العيون نوافذ تطل علي الروح فمن خلال متابعة حركاتها يمكنك معرفة إلي أي من الأنظمة العصبية ينتمي صاحبها‏:‏ فصاحب النظام البصري إذا ما وجهت إليه سؤالك تتحرك عيناه إلي أعلي جهة اليسار لأنه في الحال قد تصور شيئا استدركته ذاكرته التصويرية‏,‏ أما السمعي النظام فسوف تتجه عيناه نحو الأذن اليسري لتلقي ما يلائم رده القادم‏,‏ وعندما تتحرك العينان إلي أسفل في اتجاه اليمين فالشخص حسي النظام قد استدعي خياله ظاهرة حسية أنجبتها الطبيعة‏..‏ وهناك أساليب أخري لمعرفة الاختلافات في الأجهزة العصبية التي تنطقها لغة الجسد‏,‏ منها أن التنفس عاليا من الصدر ينبئ عن نظام بصري‏,‏ وعندما يكون التنفس منتظما سواء من الحجاب الحاجز أو من الصدر كله فصاحبه يستخدم الأسلوب السمعي‏,‏ والتنفس العميق من أسفل المعدة يشير إلي الحسي‏..‏
وكي لا يشتعل لظي الخناقات الزوجية بسبب السؤال المصيدة إنت لسه بتحبني؟‏!‏ فلابد من معرفة أي من الأنظمة العصبية يندرج كل من طرفي العقدة قبل الدخول في الغلط‏,‏ فعلي سبيل المثال فإن الزوج السمعي إذا ما أعرب للهانم عن حبه في انتظار أن ترد له من الحب الصاع صاعين فسيفاجأ بالرد الصادم إذا ما كانت صاحبتنا بصرية‏:‏ كفاية كلام من اللي مش جايب مصاريفه وحط في عينك حصوة ملح وعمركش جبت لي هدية انشالله صحبة ورد من اللي بيطلعوا بها القرافة‏..‏ وحتما سيأتي الرد‏:‏ هو أنا كفرت اللي قلت باحبك؟‏!..‏ وكلاهما معذور ولم يكفر بالحب والذنب في رقبة اختلاف النظام العصبي الذي ما أن ينعكس الحال وأظهر البصري مشاعر حبه في رحلات وهدايا وتذكارات عينية فستقابله السمعية بقولها‏:‏ الهدايا مش كل حاجة المهم أسمعها منك كلمة باحبك فيرد بأن أعماله ترجمة لمشاعره فتعود لمسلسل الإحباط‏:‏ لكن عمرك بالعمر ما نطقتها‏..‏ خرست خلاص‏..‏ بقك حيوجعك لو قلتها فيرد طيب يا ستي حضرتي بيحب حضرتك فلا يرضيها قوله‏:‏ يا دمك‏..‏ حضرتك بتتريق‏..‏ وفي حال ما إذا كان صاحبنا حسيا وتوجهها هي بصري فإنه قد يميل عليها بغرض طبع قبلة علي وجنتيها فإذا بها تصادر مشروعه في المنتصف لتظل القبلة معلقة في الهواء لا‏..‏ ما تلمسنيش إنت لسه فاكر أهو ده بس اللي انت فالح فيه‏..‏ إنت كنت شفت من أصله أنا لابسة إيه ولا رابطة صباعي ليه؟‏!..‏ و‏..‏من هنا لابد مسبقا من قراءة دلالات ومؤشرات ومعطيات وتوجهات الجهاز العصبي للشريك بهدف استكمال المشوار علي خير‏,‏ أما إذا غاب البصر وانطرش السمع وانعدم الحس فالنصيحة شيل ده عن ده يرتاح ده من ده‏,‏ حتي ولو كان في ذلك أبغض الحلال‏!‏
وإذا ما كانت الحواس الخمس مرآة لانعكاسات لغة الجسد فأحدث النظريات القادمة من فرنسا تقسم الحضارات في تعاملها مع الحياة انطلاقا من تلك الحواس‏,‏ فهناك حضارة سمعية‏,‏ وأخري لمسية‏,‏ وثالثة شمية‏,‏ ورابعة تذوقية‏,‏ وخامسة بصرية‏,‏ وبهذا تصوب النظرية الجديدة مقولة ديكارت التي فيها‏:‏ أنا أفكر إذا أنا موجود إلي أنا أحس إذا أنا موجود‏,‏ ومن هنا فهناك حدود جغرافية للحواس تتشكل علي أساسها أنماط التفكير لكل حضارة‏,‏ فعلي سبيل المثال فالحضارة الصينية تحددها حاسة الشم حتي أن التعبير المرادف في الصين مثلا لعبارة وجها لوجه هو أنفا لأنف‏,‏ وفي جزر خليج البنغال عندما يريد الشخص الاطمئنان عن صحة أحد فإنه لا يستعمل عبارة كيف حالك؟ أو كيف صحتك؟ وإنما يقول كيف حال أنفك؟‏,‏ وفي اليابان استغلت الدولة حاسة الشم المرهفة في حضارتها لتنشيط العمال عن طريق بث أريج الليمون في المصانع لإزالة الإحساس بالإرهاق‏,‏ ونشر أريج زهرة الأوركيد لزيادة القدرة علي التركيز‏,‏ وبالنسبة لحضارة اللمس فالأصم في أفريقيا لا يعاني نفس معاناة نظيره في المجتمعات الغربية بسبب طبيعة العلاقات اللمسية هناك‏,‏ فالطفل الأفريقي الأصم لا يعيش مأساة العزلة‏,‏ بل ينمو نموا طبيعيا‏,‏ والسبب أنه لا ينفصل عن ظهر أمه أو ذراعيها‏,‏ فتقوم حاسة اللمس عبر الاحتكاك الجلدي المستمر وعبر التواصل مع أمه عن طريق ذبذبات جسدها نفسه مقام حاسة السمع‏,‏ علما بأن المجتمعات الأفريقية صوتية بخلاف المجتمعات الغربية التي تكثر فيها البدائل الصوتية والكتابية بدلا من الكلام‏,‏ والسبب هو أن الغرب ظل ينظر طويلا إلي لغة الجسد من إيماءات وإشارات وتلويحات‏..‏ نظرة دونية باعتبارها لغة بدائية‏,‏ لكنه بعدما اكتشف قدرة الأبجدية الإيمائية المذهلة أصبح يلجأ إليها كلغة أساسية حتي أصبح هناك مذيع للصم والبكم تظهر صورته بجوار جميع البرامج ونشرات الأخبار ليترجم عن طريق لغة الأيدي والأصابع ما يجري في العالم إلي من لا يستطيع المتابعة سوي بعينيه‏..‏ وتستثمر نظرية أن الحواس الخمس ترسم حدود الحضارات ما تقدمه اللغة الفرنسية من تلاق بين لفظ حاسة ولفظ معني إذ يشار إلي كليهما بكلمة‏Sens..‏ وأبرز مثال للنظرية الجديدة إحساس المغترب بالحنين لمشاهدة مسقط رأسه ورموز حضارته وأحضان أهله ومذاق أطعمة بلده وسماع لغتها وشم روائحها‏..‏ وأينما يحل ابن حضارة النيل فحواسه الخمس تظل أجنحة محلقة تنشد رائحة التقلية ومذاق الطرشي وأروح لمين للست وأنين الناي ونداء خيار يالوبيا وحمامة بيضا بفرد جناح تودينا وتجيبنا‏.‏
و‏..‏في اقتفاء أثر لغة الجسد في قصائد الشعر علي امتداد امرئ القيس والنابغة والمتنبي إلي السياب ونزار وشوقي وأدونيس يظهر ندرة ظهور الجسد الذكوري في تجاربهم الشعرية‏,‏ فالمساحة الكبري يحتلها الجسد الأنثوي‏..‏ يأخذ الجسد في شعر امرئ القيس بعدا حسيا صريحا لا يتوقف عند حدود النظر وإنما يتجاوزه إلي وصف حسي شهواني‏,‏ وتتجلي هذه الشهوانية أكثر لدي شاعر آخر هو النابغة الذبياني خاصة في قصيدته المشهورة الدرة اليتيمة وفيها وصف الجسد الأنثوي بعفة ظاهرة‏,‏ وفي تجارب الشعر الحديث ينسج نزار قباني علي نول قصيدة الجسد من موقع ذكوري ونرجسي‏,‏ فيقول علي لسان أنثي الشرق‏:‏
خلوت اليوم ساعات إلي جسدي‏..‏
أفكر في قضاياه‏..‏ أليس له هو الثاني قضاياه؟
وجنته وحماه؟
لقد أهملته زمنا ولم أعبأ بشكواه
نظرت إليه في شغف‏..‏ نظرت إليه من أحلي زواياه
لمست قبابه البيضاء‏..‏ غابته ومرعاه
أنا لوني حليبي كأن الفجر قطره وصفاه
نزعت غلالتي عني رأيت الظل يخرج من مراياه
رأيت العصفور منطلقا لم يتعب جناحاه
تحرر من قطيفته‏..‏ ومزق عنه تفتاه
حزنت أنا لمرآه‏..‏
لماذا الله كوره‏..‏ ودوره‏..‏ وسواه؟
لماذا الله أشقاني بفتنته‏..‏ وأشقاه؟
وعلقه بأعلي الصدر
جرحا‏..‏ لست أنساه
وتذهب قصيدة السياب إلي التقاط الجوهر الإنساني للجسد الأنثوي ووصف الجسد الذكوري العليل انطلاقا من مأساته الشخصية مع المرض‏,‏ وفي قصيدة الجسد لدي أدونيس يكتشف صورتين للحب الأولي حسية والثانية إباحية‏,‏ حيث يوائم بين الإيحاء واللفظ الصريح‏..‏ ويأخذنا أحمد شوقي في قصيدته يا جارة الوادي التي غناها محمد عبدالوهاب إلي أحضان الجسد وتجاوبه وتجاوزه‏:‏
لم أدر ما طيب العناق علي الهوي حتي ترفق ساعدي فطواك
وتأودت أعطاف بانك في يدي واحمر من خفريهما خداك
ودخلت في ليلين فرعك والدجي ولثمت كالصبح المنور فاك
وفي حديث الجسد كلام له معني ومغزي تضرب به الأمثال بالعامية والفصحي يبلغ فيها المثل هدفه كطلقة رصاص‏,‏ من بعدما يتمشي يستلهم من كل عضو ورمش وكتف وغمازة خد وصباع وسمانة وشفة وتفاحة آدم وشارع بين النهدين ووسط كمنجة وكعب محني وكف محني وشنب يقف عليه الصقر‏..‏ في العين وحدها قالوا وقلنا‏:‏ عين العقل‏,‏ وعيني عليك باردة‏,‏ وحسك عينك وعينه تندب فيها رصاصة‏,‏ والعتب ع النظر والعين عليها حارس وانطس في نظره ووراه العين الحمراء وعينك ماتشوف إلا النور و بص لبعيد‏,‏ وحاطط عينه عليها والعين ماتعلاش علي الحاجب‏,‏ وعينه باكسة ومتشوفشي وحش‏...‏ وفي غير العين جاء من بلاغة الأمثال في الجسد الكثير من أول الدماغ والراس‏:‏ من ساسه لراسه وراسه توزن بلد وخبطتين في الراس توجع وجاك خابط في نافوخك وطربقها علي دماغه وراسه ناشفة وفتح قرنه وحط راسنا في الطين وينطح الصخر وزعقته من نافوخه وركب دماغه وكبر التت‏..‏ وعلي ذكر الرجلين‏:‏ رجليه شايلاه‏,‏ ورزقه في رجليه ومشش في ركبك ودخل القفص برجليه والرجل تدب مطرح ما تحب والدنيا واقفة علي رجل وبيجري علي لقمة عيشه وماشية معاه حلاوة‏..‏ وفي القلب قال المثل‏:‏ علي قلبك لطولون وقلبه ميت وقلبك أبيض وراصصهم علي قلبه وحاطط علي قلبه مراوح ويا قلبك‏..‏ ويطوي المثل الجسد طيا يجيب أوله وآخره‏:‏ وريني عرض اكتافك وعلي ملا وشه وحصالته ضيقة وجاب مناخيره الأرض ووشه زي آخر الشهر وسمعت الرعد في ودانك ومعندوش دم وتف من بقك ومش نازل لي من زور وهمه علي بطنه وإيده فرطة وجتته منحسة وفقع مرارتي وطرطق ودانه وعمل خده مداس والبطن قلابة وبوزه شبرين وحيطق من جنابه وفشته عايمة و‏..‏قطع لسانك وخلصت روحك من لوحك وسابت عليك بطنك ورجعت المية في زورك وشربت المر من كيعانك وجاك حش وسطك وكلمتك جنابك‏..‏ واديني عقلك وامشي حافي‏!!‏
ويظل الجسد بحواسه الخمس صندوقا أسود لم يفك العلم من طلاسمه إلا القليل‏,‏ فها هو يقف مشدوها أمام ظواهر جسدية خارقة يتغذي أصحابها علي الهواء وحده لعشرات السنين مثل السيد براها لدجاني 82‏ سنة الهندي المعجزة الذي يستمد طاقته من التأمل‏,‏ ويعيش في مدينة أحمد آباد الهندية بدون طعام ولا ماء علي مدار السبعين عاما الماضية لم تكن هناك قطرة بول واحدة في مثانته خضع خلالها إلي الاختبارات الطبية المكثفة‏,‏ وبقي شهورا تحت الملاحظة المستمرة من كاميرات الفيديو المثبتة والمحمولة في مصحات الجيش المتخصصة لتخرج النتائج جميعها تقول إنه لم تظهر أي انحرافات في آلية عمل الجسم‏,‏ ورغم بلوغ لدرجاني سنه المتقدمة فإنه يفضل صعود درجات السلم علي ركوب المصعد‏,‏ والمفاجأة الكبري التي أثبتتها التحليلات الدماغية أن أعصابه متينة كما لو كان في شرخ الشباب أي‏25‏ سنة بالكثير‏,‏ وكان معهد علم وظائف الأعضاء والعلوم في منظمة الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع الهندية قد خصص فريقا مقيما مكونا من‏35‏ طبيبا وعالما متخصصا لكشف السر الكامن في صمود صائم الدهر بغرض التوصل إلي وسيلة يستفيد منها الكثير من الجنود وضحايا الكوارث ورواد الفضاء الذين يتعين عليهم البقاء علي قيد الحياة بدون طعام أو مياه لفترات طويلة‏,‏ ولكن جاني وجسده لم يوصيا في هذا المعترك سوي بروشتة التأمل وحده‏!!..‏ وليس جاني من يكسر القاعدة البشرية الآن فهناك المهندس الهندي أيضا هيراراتان مانك 74‏ عاما الذي يعيش منذ يونيه‏1995‏ علي الطاقة الشمسية وحدها‏,‏ وذلك بالتحديق في الشمس‏,‏ وقد وجهت له كلية طب جامعة توماس جيفرسون ببنسلفانيا دعوة لزيارتها‏,‏ حيث خضع لمدة‏130‏ يوما لدورة أبحاث تم فيها فحص شبكة العين والغدة الصنوبرية بقيادة فريق طبي يرأسه دكتور أندروبي نيوبيرج أكبر عالم متخصص في المخ لتخرج النتائج بعد التقاط‏700‏ صورة للخلايا العصبية بأن الغدة الصنوبرية لمانك رجل الشمس تتمدد ولا تنكمش‏,‏ ففي حين أن متوسط حجمها عند الإنسان العادي هو‏6*6‏ ملليمتر‏,‏ فقد بلغت عند مانك‏8*11‏ ملليمتر‏,‏ ومع ذيوع صيته انهالت عليه دعوات الجامعات وشبكات الإعلام المرئي والسمعي في أوروبا وروسيا وأمريكا اللاتينية لإلقاء المحاضرات حول وسيلة التحديق في الشمس التي صار لها العديد من المنظمات الدولية اعترفت بها الأمم المتحدة أخيرا والتي من أهدافها التوسع في أسلوب التحديق في الشمس كأفضل وسيلة لمكافحة انتشار الإيدز‏..‏ وأبدا لم تترك المرأة ميدانا مقصورا علي الرجال‏,‏ فقد اخترقت أيضا حاجز الصيام الروسية زينايدا بارانوفا التي تبلغ من العمر‏74‏ عاما وكانت قد توقفت عن تناول الطعام والشراب في‏29‏ مارس‏2000‏ لتحصل كما تقول علي تغذية جسدها من الهواء‏,‏ وبعد خضوعها للفحص ثبت أن عمر زيزي البيولوجي لا يزيد علي عمر فتاة في سن العشرين‏!!‏
ولأن الأرض الآن بتتكلم صيني فلابد أن توضع نظرية البروفيسور الصيني موزيشنج في عين الاعتبار حول مسألة إطالة عمر الجسد بتناول وجبة يومية من النمل الذي أصبحت منتجاته تشكل‏40‏ نوعا من الحلوي‏,‏ و‏10‏ أصناف من المشروبات‏,‏ بالإضافة إلي ستة أصناف من الشاي الفاخر تباع الآن علي أرفف السوبرماركت في مدن شرق آسيا‏,‏ حيث تعد مدينة نانكين بمثابة الموزع الرئيسي لها بعد أن ثبت أن النمل يحتوي علي خواص غذائية تؤدي إلي وقف زحف الشيخوخة‏,‏ بل وإلي سرعة نمو الرضع والأطفال‏,‏ وقد أوضح موز معمليا أن كمية الزنك الموجود في بدن النمل أعلي بنسبة‏15‏ مرة من مثيلتها في فول الصويا‏,‏ بل وثلاثة أضعاف معدلاتها في اللحم البقري‏,‏ هذا إلي جانب احتوائه علي كميات فائقة من البروتين والأملاح المعدنية مقابل نسبة لا تذكر من الدهنيات‏..‏ وأذاعت وكالة أنباء الصين الجديدة أن الصين المعروفة بكثرة معمريها يعود الفضل في كثرتهم أن عددا كبيرا منهم يعتمد علي النمل كمقوم غذائي رئيسي في وجباته المنتظمة‏.‏
وعايزين نمل‏..‏ تعالوا عندنا‏..‏ واد ذي نمل أتي من جوعه علي الأخضر واليابس‏,‏ ولم ينتبه طابوره للتحذير بالدخول في الجحور‏,‏ فحطمه سليمان وجنوده وهم لا يشعرون بأن يوما آتيا لاريب فيه يختم فيه علي أفواههم وتتكلم أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون‏.‏
[email protected]

المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.