صنع الإخوان من مرسى بطلا على خلاف الحقيقه حتى ظن نفسه من كثرة ما يقوله أنصاره ومن كثرة ما كان يحلم به ,أنه بطلا حقيقيا. فبدأ يتصرف ويعيش حياة الابطال والقادة . فزعم أنه قائدا عسكريا وقال: أننى اقود العمليات بنفسى فى سيناء ضد الارهابيين ,حتى تنذرت عليه الصحف الاسرائيليه وخرج كاريكاتير يضع مرسى على ظهر دبابه ممسكا فى يده كتابا بعنوان كيف تصبح قائد عسكرى فى ثلاث ايام مرسى يذكرنا ب دون كيشوت ذلك البطل الوهمى الذى من كثرة قراءاته في كتب الفروسية كاد يفقد عقله وينقطع ما بينه وبين الحياة الواقعية. وبلغ به الهوس حدا جعله بفكر في أن يعيد دور الفرسان وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم ، فاضفى على نفسه درعا، ولبس خوذة وحمل رمحا وسيفا وركب حصانا اعجف هزيلا. خاض دون كيشوت معارك وهميه عديده مثلما فعل مرسى العياط ,فبدأ دون كيشوت معاركه ضد (طواحين الهواء) كذلك فعل مرسى ضد (القضاء والازهر والشرطه والاعلام) اذ توهم كلاهما أنها شياطين ذات اذرع هائلة واعتقدا انها مصدر الشر في الدنيا، فهاجماها ولكن كان مصير دون كيشوت أن رفعته طواحين الهواء بأذرعها في الفضاء ودارت به ورمته أرضا فرضت عظامه.أما مرسى فرفعته عاليا والقت به فى السجن بعدهذا المصيرالذى حال اليه دون كيشوت حاول ( سانشو)التابع المظلوم لدون كيشوت ان يثنى قائده عن تلك المعارك الوهميه ,فقد كان صوت العقل والواقعيه ورغم ذلك استمر قائده فى معاركه اما اتباع مرسى فلا هم صوت العقل ولا تركوا قائدهم يدرك الواقع فعاشوا معه فى الوهم لذا نرى عزه الجرف (ام ايمن) تقول بعد ان سجن مرسى فى رؤيا لها : "رأيت مرسي على حصان أبيض، وماسك سيف كبير وعريض وبينادي، وقالي أنا راجع للقصر يا عزة وهقطع رؤوس الخونة". ولك ان تقارن عزيزى القارئ بين سيف مرسى وجواده وسيف وجواد دون كيشوت ..وامتدادا فى جو الباديه بمفرادته المتعدده وزيادة فى الوهم الذى يعيشه اتباع الاخوان يقول ( جمال عبد الهادي) فى رؤيه له ايضا انه "شاهد صحراء فيها 50 جملا وأطفال يلعبون، وكان الشباب يشعرون بالعطش والإبل كذلك، وبدأ الجميع في اللجوء إلى الله". وأضاف ساردًا رؤياه: "انفلقت الأرض وخرجت ساقية ارتفاعها عشرة أدوار، وخرج الماء والطعام، وأكلت الإبل وتكاثرت وشرب الشباب، ثم سمعوا صوتًا يقول: ارعوا إبل الرئيس محمد مرسي، " لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل امتد الى احلام اليقظة فقد قال الشيخ همام سعيد، المراقب العام لجماعة الإخوان بالأردن، في محاضرة له ، موجهًا حديثه إلى مرسي: "رسالتي للرئيس مرسي، يعلم الله أيها الأسد الجالس في زنازين أعداء الحرية أنك تدفع ضريبة الجهاد، لأنك بدأت تعد العدة لها، فمن أجل ذلك عاقبك اليهود". وتابع سعيد موجهًا حديثه لمرسي: "لكني أراك يا مرسي على جواد متوجها إلى بيت المقدس، ".وهكذا.. مرسى فى نظر اتباعه فارسا يمتطى جوادا فى زمن المستحدثات العلميه والقنابل الذرية أخيرا عزيزى القارئ هزم مرسى كما هزم دون كيشوت وكلاهما يدرك الهزيمه بالفعل ولكن كلاهما فسرا أسبابها إلى عوامل خارجيه ولم يفسرا الامر على الوجه الصحيح فيرى دون كيشوت أن خصومه من السحرة قد أرادوا حرمانه من نصر مؤكد فمسخوا بسحرهم العمالقة الشياطين إلى طواحين هواء,كذلك مرسى فيرى أن سحرة فرعون (الإعلام)والأصابع الخفيه وقاطنى الحارات المزنوقه ,وعاشور, ونخنوخ, وفوده هم وراء هزيمته ولم يدرك أن الشعب هو الذى لفظه هو وجماعته وإبله وجواده وسيفه وبداوته انتصارا للحضاره