كُنت أطلُ من شُرفتي كُنت أكتبُ لُغتي يحملني كَلامي أشَرعة مٌتفرعة مِنيّ و الليل الطويل كأنه لا ينتهي أهجرهُ تارةً و لا أهجرهُ الشُعور قتيل و الرتابة قاتلة لا أفكرُ إلا بملامحها و أنسى نفسي بذاتها عند حضرتها أقف كما يقف طائر السنوّنوّ قُبالة البحر الطريد .. كُنت أطلُ عليها من بعيد كي لا تراني مُجدداً أيها النسيان .. خُذ النُصوص من قصائدها أهديها لها .. و كن وحدك بألف ذاكرة قُل لها سلاماً قُل لها وداعاً قُل لها أخباري قُل لها بأنّ دمعي لا يجف و عُد لي بأخبارها و ماذا ؟! تركت لي بجوفها و أطلُ كالعام الآتي ككل السنين المُنصرمة عادت عيناي تسبق البصر تٌزود حقائب المشهد بالمناجاة لا وقت للمحاكاة .. لا فُرصة أخُرى أمامي سوى .. ألمحها فقط .. أو أن أحلم فيما بعد ! ماذا عن فُراق حبيبيّن شريكيّن زوجيّن يمضيان معاً يتخاصمان ينشقان .. يلتقيّان .. يداعبان فراشة تلهو في المطر يُمزقان الغيم معاً .. بحثاً عن مَوت حٌب أزليّ ليكن حُباً آخر قد لا ينتهي أمام ألف مِحنة لا نوم لي .. لا يقظة لي و هي جثة نائمة في البرد كأنها تسمو كما هي و تهبط الآن فوق شُرفتي قبل أن أطيل النظر فأغفو .. و أتركُ جسدي في الحَر بارداً كأطرافها