تعود الهة الجمال الحب والخصب عند الكنعانين (عناة) للظهور في فلسطين من خلال مجسمات صممها الفنان التشكيلي الفلسطيني جمال الافغاني لتكون احدث اعماله الفنية. وقال الافغاني لرويترز فيما كان يعمل بمساعدة من الفنانين الشباب في منزله بقرية كوبر الواقعة على بعد خمسة عشر كيلومترا الى الشمال الغربي من مدينة رام الله " نحن نعيد اليوم احياء الاسطورة الكنعانية الالهة الحب والخصب والعشق والجمال التي عرفت قبل ما يقارب من خمسة الاف عام مجددا لتكون احد الرموز التي تقدمها سلطة النقد الفلسطينية كهدية رسمية منها للمؤسسات والبنوك الدولية." واضاف "ما نقوم به هو محاولة لاحياء الحضارة الفلسطينية ورموزها قبل الاف السنيين لتكون من انتاج فلسطيني خالص بكل مكوناتها." واوضح الافغاني ان المواد المستخدمة في هذا المجسم الذي يبلغ ارتفاعه خمسة عشر سنتيمترا هي من مخلفات الزجاج والبلاستيك والحجارة الموجودة في البيئة وبذلك " نكون قد حافظنا على البيئة واستفدنا من اعادة تصنيع هذه المواد لانتاج اعمال فنية يمكن ان تستخدم كهديا تذكارية للمؤسسات الرسمية الفلسطينية. ويجرى العمل يدويا في كل مراحله لانتاج مجسمات (الهة عناة) حيث يتم طحن زجاجات العصيرة من اللونين الابيض والبني وتضاف اليه مواد اخرى لتصهر معا في فرن على درجة حرارة 500 مئوية في فرن مخصص لذلك ليتم بعدها صبها في قوالب على الشكل الذي تم تصميمه. وقالت مجدولين الديك طالبة طب الاسنان التي تشارك بانجاز هذا العمل فيما كانت تقوم بطحن الزجاج يدويا وبعد ذلك فصله حسب درجة نعومته باداوت منزلية بسيطة " انه عمل شاق ولكني احب ما اقوم به.. الفن بالنسبة لي هواية وانا سعيدة بمشاركتي في هذا العمل." ويبدو المجسم بعد صبه تماما مثل المومياء ليزال عنها البلاستيك الذي يحيط به وتجرى له عمليات من النحت ليصبح املسا يكون لونه بني شفاف ما بين الزجاج والسيراميك. ويرى الافغاني المتخصص في فن النحن "ان انجاز العمل بطريقة يدوية في كل مراحله تجعله يستمد طاقة الفنان واحساسه لذلك يكون دائما للعمل اليدوي طبعة وقوته الخاصة به المستمدة من الفنان الذي ينجزه." واضاف " نحن فخورون ان ما نقوم به انتاج فلسطيني من الالف الى الياء والمواد المستخدمة به نجمعها من الطبيعة وبذلك يكون هذا العمل فلسطينيا خالصا بما يمثله وبما صنع به من مواد." ويرفض الافغاني ان يتم استيراد التحف والهدايا التي ترمز الى الحضارة والثقافة الفلسطينية وقال " لماذا نستوردها ونحن قادرون على انتاجها محليا بادوات وايدي فلسطينية تضفي عليها احساسا خاصا نابع من احساس الفنانين الذين ينجونها." واضاف " سنكون سعداء جدا مع اول 100 قطعة يتم انتاجها (من الهة عناة) لتوزع على 100 بنك ومؤسسة في العالم كهدية من سلطة النقد الفلسطينية حيث ستحمل (عناة) شعار سلطة النقد بين يديها لنربط الماضي العريق بالمستقبل." وسبق للافغاني ومجموعة من الفنانين ان قاموا بانتاج الفي مجسم من طائر (الشمس الفلسطيني) الذي وزع على رجال الاعمال العرب والاجانب الذين شاركوا في المؤتمر الفلسطيني الثاني للاستثمار في مدينة بيت لحم العام الجاري. واشار الافغاني انه سيواصل مع عدد من زملائه الفنانين العمل على انتاج مجسمات فنية مرتبطة بالتاريخ والتراث والثقافة الفلسطينية لتكون "تعكس حضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني."